المقالات

المالكي وتكتيك التحول من الدفاع الى الهجوم ...

495 12:45:00 2012-06-27

عون الربيعي

لاشك ان الازمة السياسية التي عاشتها البلاد وتصاعدت وتيرة الاحداث فيها بشكل لافت خلال الاشهر القليلة الماضية اسهمت في اضعاف الدولة وقللت من زخم العملية السياسية التي من المفروض ان تكون قد انتقلت الى مراحل جديدة خصوصا بعد نجاح قمة بغداد واجتماعات مجموعة الخمسة زائد واحد مع ايران والتي احتضنتها عاصمتنا الحبيبة بغداد, لكن هذا لم يحدث بفعل اشتداد الخصومات وارتفاع لهجة تصريحات الفرقاء بعد سيل من المبادرات والدعوات والزيارات وتأكيدات عدد كبير من الاطراف والشخصيات على ضرورة ان تكون الحاكمية للدستور بعد استنفاذ طاولة الحوار لكل استحقاقاتها الوطنية, كونه الية ينبغي عدم تجاهلها وتركها لان عملا سياسيا بلا حوار انما هو عمل منقوص يؤشر ضعف ارادة القائمين به فما السياسة الا الحوار واستقاء الاراء وبناء المواقف على اثرها . ومع بدء الازمة بالانفراج النسبي وتراجع حدة الخلافات وقيام بعض الوساطات التي شكلت فرصة مؤاتية للبدء بهذا الحوار على أسس مفهومة تخرج بالجميع من دائرة الصراع وتضمن انتهائه بلا غالب ولا مغلوب. لكن يبدو ان السيد رئيس الحكومة نوري المالكي استهوته اللعبة وهو لايريد ان يخرج منها الا بلقب الظافر والمنتصر والقائد الضرورة الذي لا يمكن للعراق ان يعيش ويستمر بدونه وقد اثبتت تصريحاته الاخيرة ولغته التصعيدية ما كان متوقعا منه بإظهار عظمته والتلويح ببقائه ولو بالقوة متجاهلا كل الجهود التي بذلت وكل من وقف ليمنع الامور من الانزلاق الى الهاوية بتوسيع دائرة الصراع. إن"المالكي بتصريحاته هذه قد تحول عمليا من الدفاع إلى الهجوم، وأن هذا الهجوم المعلن على خصومه من قادة اجتماعات أربيل والنجف انما يوحي بمد عمر الأزمة وإطالة بقائها على الساحة لتستنزف ما بقي من ود وتنهي ما كان قائما من احترام بينه وبين الاطراف الاخرى, في حين كان من المفروض أن تتمحور الجهود وتقلل الخلافات الى اقصى حد تمهيدا لعقد مؤتمر وطني للحوار بين كل الأطراف وإنهاء حالة الخلاف.ان حديث السيد رئيس الحكومة بهذه اللغة في مؤتمره الصحفي عقب لقائه رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري"والذي اكد من خلاله ان لديه ما يستطيع القيام به، متناسيا ان البلد والشعب هو من سيدفع الثمن", اذا قام بذلك مظهرا نفسه بمظهر الصابر على سلوك الاخرين وحرصه على العراق وشعبه معلنا تمسكه بمنطق القوة باعلانه صراحة انه لن يرضخ للاستجواب، ولا لقضية سحب الثقة بانتقاده المؤسسة التشريعية، في اشارة الى ان مجلس النواب يحاول مصادرة جهده والقفز على صلاحياته, ولاندري لما الاصرار على الحديث بهذه اللغة في حين امست كل المؤسسات تدار من قبله بالوكالة حتى صرنا نجد الحكومة والدولة تحولت الى دولة تدار بالوكالة. وما اغفله السيد المالكي حقا هو ان هذا الخطاب التأزيمي الذي يلام عليه هو ومن يقف بالخندق المقابل, بات الحاكم والمسيطر على خط الازمة, كذلك التركيز على التفاصيل والجزئيات دون التركيز على جوهر الازمة، ولان سحب الثقة من الحكومة اجراء لا يمثل جوهر المشكلة، كما ان عدم وصول الارقام التي تمكن من سحب الثقة الى العدد المطلوب, لا يعني نهاية الازمة السياسية، بل ان المنطق والخطاب والاستحواذ ومحاولات السيطرة على المؤسسات من قبل كل الاطراف هو ما يعقد الامر كما ان عدم ايجاد نقطة التقاء بينهم جعل الازمة تزداد تعقيدا .لذا فعلى المالكي وخصومه ان يكفوا عن التصعيد وتبادل لعبة المراكز والكر والفر واللعب بمصير الشعب العراقي لانه محبط من اداء الطبقة السياسية التي لا تجيد غير الخصام والتصعيد والسباب والشتم المتكرر في وسائل الاعلام ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك