المقالات

يوم المقابر الجماعية… حتى لا ننسى جرائم صدام والبعث…

675 17:12:00 2012-05-17

بقلم: محمد حسن الموسوي

في السادس عشر من ايار من كل عام يحتفل العراقيون بيوم المقابر الجماعية, ذكرى آليمة يتذاكر فيها ابناء الشعب العراقي جرائم دكتاتورية نظام صدام_البعث البائد الذي خلف وراءه مئات المقابر الجماعية التي احتوت على رفات مئات الالوف من الابرياء الذين لا ذنب لهم سوى انهم رفضوا حكم الطاغية وحزبه. عرب وكورد وتركمان , شيعة وسنة , اختلطت دمائهم في تلك المقابر, ودفن بعضهم احياء جنبا الى جنب تصطف جماجمهم الكريمة. جمجمة (كاكه حمه) الى جنب (جمجمة عبد الحسين), تساوت الجماجم في مشهد تراجيدي يصعب ان تجد له مثيل في مكان آخر من العالم الا بالعراق, بلد المقابر الجماعية.

الا ان البعض يسعى لتمييع هذه الذكرى الاليمة حينما يطلب منا ومن اجل (المصالحة الوطنية) ان ننسى جرائم صدام والبعثيين, وان (نطوي) صفحة الماضي, وكأن الماضي صفحة كتاب نطويها متى ما نشاء. انه ماض مرصع بآهاتنا وزفراتنا وعذاباتنا وآلامنا ومصائبنا, فكيف لنا نسيانه بهذه السهولة, كيف لأم ان تنسى وحيدها الذي دفن حيا ؟ ام كيف لاب ان يطوي صفحة فلذة كبده الذي وجده في المقابر الجماعية؟ ام كيف ليتيم ان ينسى ابيه الذي ابتلعته المقابر الجماعية؟ كيف وكيف والف كيف؟ اجزم ان هذا البعض لم يذق مرارة ما عانيناه وما قاسيناه من الم فراق الاحبة الذين دفنوا احياءا تحت التراب لا لشيء الا لأنهم أبوا ان يعيشوا اذلاء.

كل الامم والشعوب التي تحترم ذاتها تقف عند مناسباتها الوطنية لاسيما الحزينة منها لتحي ذكراها ولتستسقي منها العبر , الا نحن في العراق فهناك من يطالبنا بأن ننسى الماضي حتى لا يفشل (مشروع المصالحة الوطنية), ولا ادري لماذا يفترض هذا البعض ان نجاح مشروع ما مرهون بنسيان مصائبنا وأحزاننا!.

في كل عام يحيي الاوربيون ذكرى الحرب العالمية الثانية, ليستلوا منها دروس التضحية في سبيل الاوطان, وليتذكروا بألم مآسي الديكتاتورية النازية والفاشية, وليتعضوا مما حل بقارتهم من ويلات وخراب بسبب الديكتاتورية. يقفون في كل اوربا وقفة اجلال واكبار لأعزائهم الذين فقدوهم في تلك الحرب الضروس, يتذاكرون فيما بينهم ويلات الحرب والديكتاتورية, ومحذرين بنفس الوقت انفسهم من العودة اليها.

وفي اليابان لا تمر ذكرى هيروشيما وناكازاكي من دون ان يحيي اليابانيون ذكراها المريعة باحترام واجلال, يتذكرون بحزن وآسى تلك الجريمة البشعة التي اقترفها الامريكيون بحق المدنيين المسالمين في هاتين المدينتين, يقف اليابنون ومعم العالم بأسرة ليتعظ من مخلفات اسلحة الدمار الشامل, وليخلقوا بذلك حركة عالمية مناهضة لاستخدام اسلحة الدمار الشامل التي تأتي على الاخضر واليابس.

في جنوب افريقيا يحتفل الافارقة في كل عام بذكرى نهاية نظام الفصل العنصري( الابرتايت) مستخلصين الدروس والعبر من مغبة وجود نظام سياسي يميز بين مواطنيه على اساس العرق , يفضل بعضهم على بعض بسبب لون البشرة. هذه ثلاثة امثلة من ثلاث قارات, تختلف فيما بينها بعاداتها وتقالديها وحضارتها وقيمها لكنها تشترك بقضية واحدة هي احياء المناسبات الاليمة للإتعاظ بها والاستفادة من تجربتها , لا لشي الا لانها قضايا وتجارب انسانية تستحق الوقوف عندها والاحتفاء بها.

اما هنا في العراق بلد المقابر الجماعية فلازلنا نستمع الى اصوات نشاز تدعونا لطي صفحة الماضي ونسيان آلام الديكتاتورية رغم اننا من امة تتغزل بماضيها (العريق) ومجدها (التليد), ولكن حينما يصل الامر الى تذكر ويلاتنا ومصائبنا التي حدثت بسبب ديكتاتورية صدام وحزبه الكافر ينبري من يدافع عنه تحت يافطة (المصالحة الوطنية ) ونسيان الماضي.

جاء في الحديث الشريف( من رضي بعمل قوم حشر معهم) واخالني لا اجانب الصواب حينما ازعم ان كل دعوة مشبوهة كهذه لطي صفحة الماضي ونسيان المقابر الجماعية تدخل في خانة تأييد جرائم الديكتاتورية البائدة. ان الامم العظيمة هي تلك الامم التي لاتنسى شهدائها وضحاياها. واليوم نحن امام اختبار عسير بين ان نحيا عظماء وان نكون امة عظيمة من خلال الاحتفاء بشهدائنا وضحايانا وبين ان نكون امة تافهة حينما نرضى بنسيان ضحايا المقابر الجماعية, وصدق ربنا القائل ( فاعتبروا يا اولي الابصار).

اختم كلامي بدعوة الجهات المختصة لتشييد نصب يجسد مأساة المقابر الجماعية ويخلد ذكراها, وبدلا من ان نضع اكليلا من الزهور على نصب الجندي المجهول ادعو لان نسن سنة حسنة جديدة بوضع اكليل الزهور على نصب شهدائنا في المقابر الجماعية التي تجسدت فيها الوحدة الوطنية يوم دفن الكوردي الى جنب العربي تحت ثرى العراق, ولنقف دقيقة صمت حدادا على ارواح أعزائنا في المقابر الجماعية في اليوم الوطني للمقابر الجماعية من كل عام والذين لولا تضحياتهم لما استطعنا اسقاط الديكتاتورية, فما ماتت أمة تحيي وتمجد ذكرى شهادائها وابطالها.

20/5/517

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2012-05-19
كنت اظن ان تدفن بهذا الشكل هو شيء مؤلم وفعلا هو كذلك ولكن بتنا نتمنى لو كنا معهم فما قيمة حياة بلا كرامة وبلد ميت ونفوس قاسية لا مكان للحب في بلدنا
الحاج رياض الزبيدي
2012-05-17
إلى الأخ السيد محمد حسن الموسوي صحيح توجد مقابر جماعة في العراق أنا شخصياً من اليوم فصاعد لاأصدق أن هنالك مقابر جماعية. بل كل هذه المقابر من فعل فاعل بانت حقيقته الآن بعودة رجال الحق وابطال الوغى الصناديد أمثال المطلك وحتى هذه الفخخات من فعل أيادي معادية لرجال القائد الضرورة السيد المؤمن ( صجام حسين) .......... لماذا تكذبون المطلك وعاد الهاشمي سوف يعود قريباً ونركعكم أيها الفرس المجوس يا ابناء المتعة والسلام على من إتبع ديننا العظيم.حزب البعث العربي الإشتراكي
ابو ذر-المملكة المتحدة
2012-05-17
بارك الله فيك سيد محمد ابن الديوانية البار على هذا التوثيق .. نعم اخي نحن نحتاج التوثيق دائماً لاننا نساءون بتشديد الهمزة .. شكرا لموقع براثا العزيز.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك