المقالات

غول الفساد العراقي

1156 22:53:00 2012-02-18

بقلم: محمد باسم

لايختلف اثنان على ان العراق بلد الحضارات والخيرات وارضه الطاهرة ارض الانبياء والمثوى الاخير الذي احتضن اجساد الاولياء وشعبه المكافح الذي أحتكر الرزايا والمصائب دوماً والذي لم يهنئ ويرغد له العيش على مدى قروناً خلت مُبخساً في قدراته ومقدراته وهو يكتشف يوماً بعد اخر ملفات فساد ابطالها هم غالباً اللاعبون الاساسيون في الساحة السياسية لما توفره لهم من غطاء يمكنهم من حمل ماخف وزنه وغلى ثمنه لنشهد بعدها انعقاد الصفقات السياسية وتسويات ما خلف الكواليس والفرار بملايين الدولارات الى وجهات جنسياتهم الاخرى والتي ماغادروها عادة الا من اجل التربح السريع والاثراء غير المشروع حتى وان جاء على حساب امهاتنا الثكلى واباؤنا المكلومين وشبابنا الذين عاثت فيهم البطالة وضيق ذات اليد فساداً.ومسلسل ملفات الفساد في العراق اليوم الذي يضرب اطناب الدولة العراقية ويضيف عبئاً كبيراً على كاهل المواطن المرهق اصلاً من ارهاصات تدهور الوضع الأمني والخدمي بشكل عام اصبح مشكلة متوطنة وخبيثة على كل مستويات السلطة ليبقى هذا الملف يلقي بأسئلة عدة من شأنها ان تحفز على رفع قضايا ودعاوي، لما تتشعب فيه الإرتباطات الدولية من شركات وشخصيات أسهمت وبشكل فاعل وكبير في ضياع وتسرب أموال هذا البلد، ومنذ ان بدءت ظاهرة الفساد تتزايد تفشيا في شرايين الجسم العراقي لم تفلح كل الجهود الحكومية والقضائية في وضع حد لها رغم التوقيفات والمحاكمات وتشكيل هيئة للنزاهة في العام 2004 والتي عهد إليها بقيادة جهود محاربة الفساد بدءً من منح أموال الإعمار إلى شركات لم تستوف الشروط مروراً بعقود الاستيراد المشبوهة التي طالت اكثر وزارات الحكومة والتي لم تتوقف عند عمليات تهريب وسرقة النفط العراقي المنظمة بعد ان اصبحت بشكل شبه يومي من قبل الجارة ايران وبغطاء شبه حكومي يغلب عليه طابع المجاملة لتذهب اموال العراقيين ادراج الرياح مثلها مثل ارواحهم التي تزهق يومياً بالباطل حتى باتت هاجساً يؤرق مضاجعهم لتجعلهم لايتمنون الا سلامة النفس من القتل الذي يوزع بالمجان.اما تصنيف منظمة الشفافية الدولية للعراق خلال الاعوام المنصرمة والتي تراواحت مابين رابع وثالث وثاني أفسد دول العالم، لم يأتي من فراغ وانما بني على نتائج مسح معمق تؤكد فيه جميع المؤشرات إلى ان ارتفاع مستويات العنف لايؤدي الى انهيار الأمن فحسب بل كذلك يطيح بالمراقبة والتوازنات وتطبيق القانون وعمل المؤسسات منها السلطتان القضائية والتشريعية، فعندما تتعرض هذه الأمور للضغط يتضرر النظام الذي يعمل على منع الفساد، ومن خلال كل ما تقدم نستطيع ان نؤكد ان لاسلطة في العراق اليوم تستطيع ان تمنع الفساد بأي شكل من الاشكال دامه مستشري بالطريقة التي اسهبنا عنها فيما تقدم ليبقى العراقيون يرزخون تحت وطأة الد آفات الشعوب عداوة والمتمثل بغول الفساد الذي يلتهم الوطن والمواطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك