المقالات

الفجر الكاذب

1092 01:56:00 2011-01-08

سالم مدلول الحسيني

عندما لاحت تباشيرُ فجر جديد ، ظنَّ المستضعفون والمحرومون والمتضررون من النظام البائد أنَّ يومَ إنصاف المظلومين ، وإحقاقِ الحقِّ ، وردِّ المظالم ، قد دنا فتدلى فكان منهم قابَ قوسين أو أدنى ، وما أن حطَّت الحربُ أوزارَها - ونفض العراقُ عن وجهه غبارَ الزمن الصعب ، وألقى عن كاهله ثقلَ سنواتِ الجمر ، وأيام المحنة - حتى عادت عقاربُ الساعة إلى الوراء ، وعدنا إلى المربع الأول ، ندور في حلقة مفرغة ، ولكنَّ الظلمَ هذه المرة أشدُ مضاضةً من وقع الحسام المهند ، لأنَّه ظلمُ ذوي القربى ، وأخوةِ المصير ، ورفقاءِ الهجرة والغربة ، فبعد أن كنَّا وإيَّاهم نُضرَب بسوطٍ واحد ، ونقبع في زنزانةٍ واحدة ، نتقاسم ألمَ الغربة ، وأحزانَ البعد ، وهمَّ القضية ، قلبوا لنا ظهرَ المِجن ، وتنكَّروا لنا كأنَّنا من بقايا البعث الصدامي ، بل حتى هؤلاء لم ينالوا من التهميش والإقصاء ما نلنا ، ولا ندري ما أجرمنا ؟؟ فلسنا ممن سار بركاب صدام ، ولسنا ممن باع نفسَه للشرق أو للغرب ، كما إننا لم نحمل السلاحَ إلاَّ على الطاغية ، ولم نهجرْ الوطنَ طلباً للرزق أو التنزه ، ولكننا خرجنا بعدما ضاقت علينا الأرضُ بما رحبت ، واتخذنا صحراءَ رفحاءَ ملاذاً نشاطر أهلَنا فيها شظفَ العيش ، رافضين ما أتاحته لنا دولُ الشرق والغرب من اللجوءِ إليها ، خوفاً على قضيتنا من الذوبان .فلما انقضت السنواتُ الثلاثَ عشرةَ ، وانقشعت سحابةُ البعث الصدامي عُدنا لنبني مع الآخرين ما هدمه الطواغيتُ ، لكنَّنا لم نجد - للأسف - موطئَ قدم لنا نستريح فيه بعد الترحال الطويل ، كما لم نجد غيرَ ما تبقَّى لنا من صحة تُعينُنا على العمل لنحفظَ به بعضَ ما تبقى لنا من كرامة ، وشيئاً من أوراقٍ رسمية تُشعرنا بالانتماء لهذا الوطن .وفي خِضمِ هذا المعتركِ النفسيِّ برقتْ بارقةُ أمل ، وبزغت في سماءِ اليأْسِ شمسُ وزارةِ الهجرةِ والمهجَّرين ، فراحت عيونُنا ترنو إليها ، وترمُقُها بنظرةِ الغريقِ الذي يرجو النجاةَ ، ويأملُ السلامةَ بالقشَّة ، ولكن سرعانَ ما تبددتْ أحلامُنا ، وانقطعَ رجائُنا ، بعد ما تكشَّفَ لنا أن هذه الوزارةَ كسرابٍ بقيعةٍ يحسبُه الظمآنُ ماءً حتى إذا جاءَه لم يجدْهُ شيئاً ، وذلك أنها كرَّستْ جُلَّ اهتمامِها بضحايا الإرهابِ من مهجري الداخلِ ( والذين دخل فيهم مَنْ ليس منهم ) كما اهتمتْ بالمهاجرين بعد عامِ ألفين وثلاثة ، وطوتْ عن مهاجري رفحاءَ كشحاً ، وسدلتْ عنهم ثوباً ، ولما استيقظتْ من سباتهِا ، وانتبهت من غفوتِها ، ورمقتنا بنظرتها ، أحدثتْ بدعةً ما سبقَها إليها احدٌ فاستثنتْ الشرائحَ الأكثرَ معاناة وهم العزابُ والأراملُ والمطلقاتُ من منحِها وعطاياها (الخجولة ) فحذَتْ لجنةُ تنفيذِ المادةِ مائةٍ وأربعينَ حذوَها فاتخذتْ نفسَ القرار إمعاناً منهما في انتهاكِ حقِّ هذه الشريحةِ المظلومةِ .ومن هنا فإنَّنا نطالبُ الحكومةَ العراقيةَ بسنِّ قانون يعالجُ جميعَ حالاتِ مهاجري رفحاء مركزةً على الشريحةِ التي عادتْ من رفحاءَ بعد سقوطِ النظامِ الصداميِّ مع عدمِ إغفالِ الشرائحِ الأُخرى سواءً التي عادتْ قبل السقوطِ أو التي لجئتْ من رفحاءَ إلى باقي دولِ العالم ، وان يتضمنَ القانونُ إيجادُ حلٍّ لمشكلةِ العاطلينَ منهم وذلك إما بدمجِهم على ملاكِ إحدى الوزاراتِ ، وإما بالتقاعدِ سيما وان الغالبيةَ العظمى منهم قد تجاوزتْ أعمارُهم السنَّ القانونيَّ للتوظيفِ في دوائرِ الدولة .وشمولُهم بالامتيازاتِ التي مُنحتْ للسجناءِ السياسيين ،وتخصيصُ قطعِ أراضي لهم شريطةَ أن تُعفى من شرطِ مسقطِ الرأسِ ومن قرارِ منعِ التصرفِ بها لمدةِ خمسِ سنواتٍ والسماحُ لهم ببيعِها أو إجارتِها من دونِ تقييدِ ذلك بفترةٍ محددةٍ ، وإعطائُهم منحاً ماليةً ليتمكنوا من بنائِها ، أو استبدالُ القطعِ بمبالغَ ماليةٍ ، أو شققٍ سكنية ،ومساعدةُ خريجي الدراسةِ الاعدايةِ من إكمالِ دراستِهم الجامعية ، أو الدراساتِ العليا وإعفائِهم من الرسومِ وشرطِ العمر ، واحتسابُ فترةِ الهجرةِ كمدَّة فصلٍ سياسيٍّ تضافُ للخدمةِ لمن هم موظفون فعلاً ، أو لمن يتمُّ توظيفُهم ، وتعيينُ من تنطبقُ عليه الشروطُ على ملاكِ وزارةِ الهجرة والمهجَّرين ، باعتبارِهم اعرفَ بمعاناةِ المهاجرين ، وإلغاءُ استثناءِ العزابِ والأراملِ والمطلقاتِ من جميعِ الحقوقِ بل إعطائُهم الأولويةَ ، وإلغاءُ طلبِ مستمسكٍ يوثق تاريخَ دخولِ مخيمِ رفحاءَ باعتبارِ أن المخيمَ أُغلقَ عن استقبالِ اللاجئين في نهايةِ الخامسِ من عامِ واحد وتسعين وتسعمائة وألف والاكتفاءُ بالمانفيست .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك