السيد علي الياسري
ليس غريباً على الحكيم أن يكون المعبر الحقيقي عن تطلعات الشارع العراقي بمختلف أطيافه فقد مثل هذه المحورية جده المرجع الكبير السيد محسن الحكيم ( قدس ) حيث كان يتعامل مع جميع أطياف الشعب العراقي بروح أبوية واحدة وقد كان عمه شهيد المحراب المرتكز والمحور الذي جمع أطياف المعارضة العراقية المختلفة تحت لوائه وأبوه عزيز العراق الذي كان الراعي والمعبر الحقيقي لوحدة العراق بمختلف توجهاته فمن نشاء وتربى في ظل هذه العائلة العراقية الأصيلة ليس غريباً أن يكون المراءاة الصادقة لتطلعات الشعب بمختلف ألوانه وتوجهاته 0
نعم فما أن انقضت المعركة الانتخابية وأعلنت النتائج حتى شخص المصلحة العليا للبلد حيث أعلنها كلمة مدوية قائلاً ( لا تتحقق الحكومة ألا بالجلوس حول الطاولة المستديرة تجمع كل الكتل الفائزة ) واليوم بيقي ورغم كل التجاذبات والحراك السياسي المرير مصراً على موقفه بأن لا تتحقق الحكومة إلا بالشراكة الوطنية وتمثيل الجميع المكونات الفائزة وأن تغييب أي مكون سيخلق مشكلة وتعقيد ينعكس على المشهد السياسي برمته 0
ومن هنا جاء رفض السيد الحكيم تأييد ترشيح المالكي لا لخلاف شخصي أنما لرؤية ثاقب وبصيرة نيرة مستندة لدراسة واقعية للمعطيات الشاخصة على المشهد السياسي العراقي 0 من ناحية أخرى رفع السيد عمار الحكيم مشروعه الوطني لحكومة ناجحة من قبل إجراء الانتخابات وأصر على هذا المشروع وأعلن بكل صلابة انه سوف لن يؤيد أي حكومة ليس لديه مشروع وطني ناجح فالحكيم هنا يعلن بصراحة أنه سوف لن يكون غطاء لحكومة مصيرها الفشل وبالتالي يكون قد وضع نفسة في موقف محرج أمام الشعب وسوف لن يتحمل الحكيم ثانيتاً أخفاقات وفشل الغير 0
والشعب العراقي من ناحيته بات مدرك لحقيقة ما يدور ولن تنطلي عليه العناوين الرنانة والشعارات التي عفى عليها الزمن فبعد مضي ما يقارب الثمان سنوات ذاق الشعب الويلات من أخفاقات كبيرة على مستوى الآمن والخدمات والوعود الكاذبة التي صارت ديدن المسئولين على مختلف المستويات 00
https://telegram.me/buratha