الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية . بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي . امام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم . بعدها قدم سماحته احر التعازي للعالم الاسلامي والامة الاسلامية والشعب المصري برحيل شيخ الازهر . محمد سيد طنطاوي . متناولاً مواقفه تجاه الوحدة الاسلامية .
فيما بين الطوائف والمذاهب . كذلك موقفه تجاه ابناء الشعب العراقي عموماً .بعدها تناول سماحته موضوع التقوى واطاعة الله سبحانه وتعالى . ليبدأ الله عز وجل بمخاطبة رسوله الكريم محمد (ص) . بطاعة الله تبارك وتعالى . والابتعاد عن اطاعة الكافرين . مشيراً الى المسألة المهمة في حياة الانسانية . الا وهي حمل الامانة . موضحاً مفهوم حمل الامانة من الناحية الالهية وادائها . كذلك العواقب المترتبة على خيانة الامانة .
اما في خطبته الثانية فقد تناول سماحته عدة مواضيع سياسية مهمة تتعلق بالوضع العراقي العام وفي مقدمة هذه المواضيع هنئ ابناء الشعب العراقي على الملحمة الانتخابية الكبرى التي سطرها في اليوم السابع من آذار يوم العرس الانتخابي . والذي شارك فيه ابناء شعبنا . من مختلف المكونات والطبقات والشرائح . من النساء والرجال . ومن اجل ان يختاروا من يمثلهم . ومن هو صالح لحمل الامانة . حيث خرج النساء والرجال طوعاً يتسابقون للوصول الى صناديق الاقتراع .
مؤكداً ان اليوم عرف ابناء شعبنا المظلوم . ما هي الحرية وماهي الديموقراطية بعد ان حرم منها سنين طويلة .فاليوم يأس اعداء العراق من النيل والسيطرة على مقدرات البلد وابناءه . فاليوم اعترف العالم بقدرة هذا الشعب . على تجاوز المحن والمخاطر . من خلال صبره ووعيه وشجاعته . ان اليوم شعر الشعب بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ازاء بلده ومستقبله .
لقد بعث الشعب العراقي من خلال حضوره ومشاركته في مرثون الانتخابات الكبرى . انه اختار الديموقراطية . وهو الذي يختار النظام وطبيعة الحكم . فقد قال الشعب بصوت عالي .. لقد ولى عهد الديكتاتورية وعهد التسلط والاستبداد والعبودية والانقلابات العسكرية .الشعب عبر عن رأيه بمحض ارادته . مستفيداً من تجاربه السابقة . وبالتالي فان العراق في يوم الانتخابات . اصبح محط انظار العالم . مشيراً الى الحالات المفرحة واللطيفة التي رافقت يوم الانتخابات . وهي عندما نرى او نشاهد الاطفال وهم يتسابقون على غمس اصابعهم بالحبر البنفسجي .كما ابدى سماحته مخاوفه من التلاعب بنتائج الانتخابات من قبل بعض الجهات المتنفذة . مشيراً الى ماجاء في خطبته السابقة ومن على منبر الحمعة والتي خاطب فيها مفوضية الانتخابات . والتي تسائل فيها عن حيادية واستقلالية المفوضية . مجيباً على هذه التسائلات . بان المفوضية غير مستقلة وكذا هي غير حيادية .
مبيناً ان ما قامت به المفوضية من عمل غير عادي في انتخابات مجالس المحافظات . فقد كررت نفس السيناريو في هذه الانتخابات ايضاً . وان ما حصل من استجواب لرئيس المفوضية على خلفية انتخابات مجالس المحافظات . لم يجدي نفعاً . بل تكررت عمليات الفساد وتكررت الخروقات . واهمها . فقدان الاسماء وضياعها . وحرمان اعداد كبيرة من حق الادلاء باصواتهم . هذا وقد تطرق في حديثه الى الانتخابات الخاصة وانتخابات الخارج . والاشكالات الكثيرة والخروقات الكبيرة التي مورست خلالها . وكذا عمليات الفساد . فحين يقوم الضباط الكبار في وزارة الدفاع والداخلية . بالضغط على المنتسبين . من اجل انتخاب قائمة معينة . فهذا يعد باطل بل يعد من الخروقات الكبيرة . ومنافياً للديمقراطية وما ندعوا اليه في العراق الجديد . وايضاً فقد اعلنت المفوضية ان ما يقارب اكثر من مليوني شخص سيصوتون في الخارج . والذي حصل اقل من ذلك بكثير . متسائلاً سماحته . اين ذهبت الاموال التي رصدت لهذه الاعداد . ومن هو المسؤول عنها ؟؟ .
كما طالب المفوضية ايضاً بالكشف عن اوراق الاقتراع التي طبعت اضافية وهي سبعة ملايين ورقة . هذا غير تلك التي فاضت عن الحاجة لعدم استخدامها من قبل المواطنين . حسب الارقام والنسب التي اعلنتها المفوضية ..وقد اكد ايضاً ان التزويروالتلاعب في هذه الانتخابات حاصل لامحالة . لان ليس هناك من يحاسب او يعاقب . لكن ليعرفوا ان ابناء الشعب العراقي هم من سيحاسب وهم من سيعاقب . مطلقاً التحذيرات الشديدة بهذا الشأن .
هذا وطالب سماحته المرشحين الفائزين في هذه الانتخابات والذين سوف يشكلون مجلس النواب القادم . ان يهتموا بالمحرومين والطبقات الفقيرة والحفاة . فهؤلاء هم من صنع الملحمة التاريخية في يوم الانتخابات . وان لايصنعوا كما صنع من سبقهم . ويبقون يفكرون في امتيازاتهم ومخصصاتهم وقطع الاراضي والشقق السكنية . وان يبتعدوا عن الحزبية والفئوية . وعليهم مسؤولية اختيار القيادة لهذا البلد . فهذه المسؤولية هي مسؤولية تاريخية لابد من تحملها . وان المعيار لدى الاسلام في اختيار من يتصدى للحكم او القيادة في البلد . فيجب ان يتصف بعدة صفات . منها الامانة والحرص على مقدرات البلد وابناء البلد . وعلى دمائهم واعراضهم وثرواتهم وحقوقهم وامنهم وراحتهم ورفاههم .
كما ان الشعب يريد حاكماً يرعى الفقراء والحفاة اكثر مما يرعى العلاقات والعناوين الاخرى من الانتماءات والمحسوبيات . فان الشعب والجماهير والفقراء ومنذاق مرارة الالم والجوع والفقر والتشريد والمطاردة . ان يكون الحاكم ملاذاً آمناً لهم . فالشعب لايريد الدجالين والمنافقين ومن يمارس المكر والخداع . ولا يريد المفسدين والسارقين والمختلسين والناهبين لثروات البلد . فالشعب لايريد من يساوم على الحق والعدل والانصاف على حساب حقوق المظلومين . الشعب يريد من يكون صديقاً للفقراء والحفاة . لامع اصحاب رؤوس الاموال او المرفهين . الشعب يريد من يقف الى جنبه ويكون مواسياً له والمعايش لاصحاب الصرائف وبيوت الصفائح . . مجدداً دعوته لجميع المخلصين والشرفاء . والذين اختارهم الشعب . ان يتقوا الله في هذا البلد واهله . وان يتركوا التجاذبات والتقاطعات .
وان يبتعدوا عن المزايدات والغالب والمغلوب والربح والخسارة . وانما يكون همهم الوطن والمصلحة العليا . وان يرحموا هذا الشعب والفقراء والذين اعطوا اصواتهم . وان يفوتوا الفرصة على الاعداء . من خلال الاتفاق والتفاهم واعطاء كل ذي حق حقه . وان لايجعلوا العملية السياسية رهينة للصراعات .
https://telegram.me/buratha

