كشف مصدر مروري عن قيام مديرية المرور العامة بمقاضاة الفوج الرئاسي لمسؤوليته عن الاشتباكات المسلحة التي افتعلها امس الاول الثلاثاء، مع شرطة المرور والشرطة الاتحادية في تقاطع الفقمة وسط منطقة الجادرية وتجاوزه على عناصرهما، اثر اعتقال احد ضباط الفوج لقيامه بدهس احد افراد المرور، مشيرا الى ان الفوج اقتحم مقرا للشرطة الاتحادية وافرج عن المعتقل المنتسب له بطريقة "المافيا"، فيما اشتكى المصدر المروري من عدم استجابة القوات الامنية لمناشداتهم لفك الاختناقات التي تسببها سيطراتهم.
وفي الوقت الذي عزا فيه مصدر أمني تشديد السيطرات الامنية في الايام الاخيرة الى توفر معلومات تفيد بنية مجموعة مسلحة اقتحام وزارة الهجرة والمهجرين، أكد أن القوات الامنية أحبطت تلك العملية بعد اعتقال 3 من عناصرها، مشيرا الى ان افراد تلك المجموعة كانوا يسكنون في شقق وسط المنطقة التي تقعها في الوزارة.
وقال مصدر رفيع في مديرية المرور العامة ببغداد "قدمنا شكوى على الفوج الرئاسي، وسنقاضيهم لارباكهم الشارع والتجاوز على صلاحياتنا"، عازيا سبب ذلك الى ان "احد رجال المرور سجل ليل الثلاثاء الماضي مخالفة على أحد المواطنين قرب مرطبات الفقمة في الجادرية التي عادة ما تشهد اختناقات شديدة، ما يضطرنا النزول اليها ومنع السيارات من الوقوف فيها، لأنها تسبب اختناقا لـ4 جهات". واضاف ان "رجال المرور غرموا صاحب سيارة مدنية كانت تقل مواطنين اثنين في تلك المنطقة لرفض السائق التحرك منها. وفي حين دخل أحدهم في مشادة مع رجال المرور قام سائق السيارة بدهس احد شرطة المرور وهرب، لكنا تمكنا من اعتقاله وسلمناه الى الشرطة الاتحادية المتواجدة قرب المكان"، مستطردا "ما هي الا دقائق حتى تبين ان الرجل الذي دهس شرطي المرور كان ضابطا في الفوج الرئاسي، فجاء الشخص الاول بقوة ضخمة من الفوج لتخليص صاحبه من الشرطة الاتحادية، علما ان موكب الفوج جاء عكس السير، وقطع الشارع واطلقت عناصره الرصاص في الهواء، وسرعان ما تحول الأمر الى اشتباكات بين الشرطة الاتحادية والفوج الرئاسي التابع لرئاسة الجمهورية".
وتابع المصدر "الاشتباكات بدأت الساعة 9.30 وانتهت 11 ليلا، ما سببت ارباكا كبيرا لدى العوائل البغدادية التي كانت ترتاد مرطبات الفقمة، بعدها تم خطف المعتقل من لدى الشرطة الاتحادية، وتصرفوا بشكل غريب، وكأنهم عصابة مافيا وليس فوجا رئاسيا يمثل السلطة الأمنية الاعلى في البلد"، مبينا ان "الكثير من تلك الحوادث تحصل معنا دون ان تكون لنا سلطة على المقصرين، وهذا يضر بهيبة رجل المرور في الشارع، وايضا يؤدي الى ارباك الشارع والوضع الامني معا، دون معاقبة المقصر". وارجع المصدر سبب الاختناقات المرورية التي شهدتها العاصمة مؤخرا الى ان "السيطرات الامنية هي من تتحمل ذلك، لانه لا توجد قطوعات، باستثناء يوم الثلاثاء، فقد كان هناك قطعا في شارع البنك المركزي"، موضحا "هناك سيطرات تشدد اجراءاتها في منطقة الكرخ، ما أدى الى وصول الاختناقات الى مناطق الرصافة المحاذية للجسور الرابطة بين الجانبين". واشار الى ان "الاجراءات جاءت بناء على تعليمات السلطات الامنية العليا، فلا يمكننا التدخل بها، ولا شك انها سببت لنا ارهاقا شديدا، لأننا نحاول بشتى الطرق فك الاختناقات، لكن دون جدوى"، منوها الى ان "غرفة العمليات هي من تقرر فتح وغلق السير، وبدورنا لدينا رابط في غرفة العمليات تتم مناداته وهذه الغرفة تشترك فيها جميع القوات الامنية، ونحن نبلغ الرابط المتواجد لديهم بضرورة فتح السيطرات في اوقات الذروة التي تتمثل ببداية الدوام الرسمي ونهايته امام الموظفين والطلبة، لكن في بعض الاحيان يستجيبون وبعض الاحيان لا يستجيبون".
من جهته، قال مصدر امني رفيع امتنع عن كشف اسمه، إن "التشديدات جاءت بناء على معلومات استخبارية حول محاولة بعض المجاميع الارهابية استهداف افراد القوات الامنية الذين يحرسون المنطقة الحكومية لإرباك الوضع الامني"، كاشفا عن أن "تلك الاجراءات أحبطت محاولة تسلل جماعات ارهابية الى محيط وزارة الهجرة والمهجرين الملاصقة للمنطقة الخضراء".
واردف المصدر، ان "هذا الامر تم كشفه بجهد استخباري استثنائي وتعاون أهالي منطقة كرادة مريم مع القوات الامنية، وتمت مداهمة منازل مشتبه بها تحسبا لاختباء المجاميع المسلحة، وتمت مصادرة عدد من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة"، لافتا الى ان "المسلحين لم يخترقوا السيطرات الامنية الموجودة، وانما كانوا يستخدمون اوكارا في شقق سكنية بالمنطقة".
ولفت الى "اعتقال 3 اشخاص على صلة بالموضوع، واعترفوا بعزم جماعات مسلحة استهداف المنطقة الخضراء"، معتذرا عن "كشف تفاصيل العملية حتى ظهور ملابسات الحاث والتحقيق مع المعتقلين".
https://telegram.me/buratha

