دعا السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الى اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع تتكرار جميع جرائم الابادة الجماعية،مشيرا الى ان الكرد الفيليين رمزا للوحدة الوطنية والشعب الواحد.
وقال في كلمة القاها اليوم في المؤتمر العام للكرد الفيليين الذي اقيم اليوم بمكتب السيد الحكيم في بغداد انه"تمر علينا ذكرى شهداء دفنوا خلف الحدود لم تبكي عليهم الامهات ولم يدفنه الاباء والايتام في الخيام وثكلى باكيات وغرقى ليلا في المحيط الهادي والبحر الابيض المتوسط ".
وتابع السيد عمارالحكيم اننا" نقف اليوم في هذا المؤتمر على نهار من الم وبحار من الدم الا وهي جريمة الابادة الجماعية ضد الكرد الفيليين والتي هي جريمة ضد الانسانية وجريمة كاملة صفاتها في كل الاديان والشرائع السماوية والقرارات الوطنية والدولية حيث انها جريمة ضد شريحة مهمة وفاعلة في الوطن على جميع اصعدة جعلت منهم شريحة منكوبة بكل المقاييس" .
وبين ان"الكرد الفيليين اجتمعت عليهم كل انواع الظلم والعدوان والعنصرية بسبب وقفتهم البطولية والجهادية ولارتباطهم الوثيق مع المرجعية الدينية"موضحا ان"الكرد الفيليين يشكلون رمز اللحمة الوطنية والعيش والواحد، وانهم يشكلون رمز الوحدة الاسلامية باعتبار مساهماتهم المشهودة في الثقافة العربية وفي انتمائهم الكردي يشكل رمز التلاحم العربي الكردي وفي انتمائهم الوطني فانهم رمز للحلف الجامع لكل مكونات الشعب وانه حلف صنعه الله ولن تناله معاول الازمات ولا تقلبات السياسية ".
واشار السيد عمار الحكيم الى ان"ذلك جعلهم مركزا لصب الظلم والقهر والتعسف من قبل النظام البائد وقد توجه ظلمه بقراره الفاشي باسقاط الجنسية عنهم وابعادهم القسري والقرارات الظالمة التي اتخذت بحقهم".
وذكر ان"محكمة الجنايات العليا اجادت بقرارها الصادر في 2010 باعتبار جريمة البعد القسري للكرد الفيليين جريمة ابادة جماعية تمت المصادقة عليه من قبل الهيئة التمييزية وايضا مجلس النواب في 2011 ومجلس الوزراء وغيرها من القوانين والقرارات الصادرة من حكومة اقليم كردستان والامانة العامة لمجلس الوزراء والمؤسسات الاخرى غيرها مما شكل اعترافا وطنيا وصريحا باعتبار الجريمة جريمة ابادة جماعية".
وبين السيد عمار الحكيم انه"اليوم وبعد مرور 10 سنوات على سقوط الطاغية نشهد معاناة كبيرة لهذه الشريحة من اجل الحصول على حقوقها وقد اجاد المنظمون لهذا المؤتمر اختيارهم لشعار{الكرد الفيليين ابادة جماعية وحقوق منسية}".
وشدد على انه"لكي لاتبقى الحقوق نصوص مكتوبة فقط نؤكد على وجوب تشكيل هيئة متخصصة تنفذ التوجيهات الصادرة من مجلس الوزراء باعتبار ان هناك جريمة للابادة الجماعية ومتابعة حصولهم على حقوقهم وان تاخذ على عاتقها تشكيل مكتب متخصص لتقصي الحقائق ومسحا للجريمة اسوة بجميع الدول التي شهدت هذه الجرائم".
واكد السيد عمار الحيم انه "ينبغي ايضا بذل الجهود لاخذ الاعتراف الدولي لهذه الجريمة باعتبار انطباق جميع مواصفات الابادة الجماعية عليها ووجوب قيام مجلس النواب والحكومة بالمطالبة بتبني المجتمع الدولي توسيع البروتوكول الملحق باتفاقية اللاجئين ليشمل كافة المهرجين قسرا ومنهم الكرد الفيليين".
ودعا الى "تقديم الاعتذار الرسمي لذوي الضحايا واصدار تشريع من البرلمان يمنع التهجير القسري وانشاء جهاز متخصص لتعويض ضحايا النظام ومنهم الكرد الفيليين "موضحا ان"ذلك يعبر عن جدية الدولة في سعيها لاقامة علاقات المساواة والاحترام من جديد".
وحذر السيد عمار الحكيم من ان"النسيان او التناسي يعد شكلا من اشكال تجدد الاحساس بالظلم والاهانة للضحايا لان حق الحصول على تعويضات هو حق اصيل لجميع ضحايا باداة الجماعية ويعد التعويض وسيلة لمعالجة معاناة الضحايا ومساعدتهم في اعادة التاهيل وقد شكلت الكثير من الدول صندوقا للتعويضات عن طريق لجان وهيئات اخذت على عاتقها تعويض الضحايا مثل وكالة التعويضات الالمانية حيث دفعت المانيا الاتحادية 61 مليار و5900 مليون دولار لتعويض الضحايا".
واشار الى انه"يمكن الاستفادة من التجارب العالمية فبعد صدور قرار المحكمة الجنائية بشان جريمة الكرد الفيليين والذي اعطاهم الحق باقامة دعوى مدنية للتعويض عن الاضرار التي لحقت بهم جرائها دون ان يتعارض ذلك مع حقوق اخرى لهم كما نقترح تشكيل صندوق للتعويضات يسمى صندوق ضحايا النظام البائد ويخصص له من ميزانية الدولة عن طريق نسبة ايرادات النفط على غرار مشروع البترودلار واجراء التعديلات اللازمة على قانون الجنسية ومراجعة القرارت ذات الصلة ومتابعتها والاسراع في حسم جميع نزاعات الملكية والقضاء على اي تاخير في هذا المفصل الحساس ".
وطالب السيد عمار الحكيم "ببذل جميع الجهود والاستعانة بالمراكز الدولية المتخصصة والكشف عنها احقاقا لحقوق الكرد الفيليين في ان يتبوأو مناصب مهمة في الدولة وتعديل قانون مجلس النواب ليعطي استحقاقا للكرد الفيليلن واعطائهم استحقاقاهم في البعثات الدراسية وادراج جريمة الكرد الفيليين في المنهاج واعطاء المساحة الكافية وبناء نصب تذكاري للشعب الكردي في بغداد واعتبار 4 نيسان يوما وطنيا لاحياء ذكرى جريمة ابادة الكرد الفيليين والاسراع في عودة المهجرين الطوعيين والقسريين الى العراق وفتح مدراس الفيليين وبناء مدراس جديدة والاسراع بتفعيل التعويض عن الاموال المنقولة والمصادرة من النظام السابق والسعي الى اصدار تشريعيات تضمن عدم الممارسة العنصرية في الدولة".
كما طالب السيد عمار الحكيم "كتلة المواطن النيايبية والكتل الاخرى الى السعي الدؤوب لمتابعة حقوق المهظومين،مؤكد ان"قضية الكرد الفيليين لا تعنيهم وحدهم وانما وطنا باكمله وشعبا بكافة طوائفه وشرائحه وعلينا ان نحرص على عدم عودة الماسي ودعم مبدأ المواطنة بالقوانين والتشريعات التي تضمن حماية المواطن وحقه في العيش بحرية دون تهديد واقصاء وتهميش ".
وذكر ان علينا"ان نكون حريصين لتفعيل واندماج الجيل الجديد من الكرد الفيليين وان لا تكون ذكريات الايام الماضية عائقا في تقدمه بين وطنه وسائر المكونات الاخرى ويجب ان ياخذوا دورهم في بناء العراق الجديد اذ علينا ان لانلتفت للماضي الا لاخذ العبرة والاعتبار".انتهى
https://telegram.me/buratha
