يعود المثلث الجغرافي الرابط بين شمال بابل وجنوب بغداد والأنبار إلى واجهة الاحداث الامنية الساخنة.
واختلف قادة أمن في المحافظة التي تقع جنوب العاصمة بـ 100 كيلو متر، بشأن آليات معالجة التوتر الأمني، وتبادلوا اتهامات بالتقصير، لكنهم اتفقوا على أن مثلث شمال بابل يشهد نشاطاً للجماعات الارهابية المسلحة.
ومنذ مطلع آذار (مارس) الحالي ارتفع القلق من عودة تلك الجماعات الارهابية خاصة مع أنباء عن انشاء معسكرات لتدريب الارهابيين.
لكن ضابطاً رفيعاً في الجيش أكد، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "وحدات من "القوات المسلحة مشطت المنطقة الواقعة شمال مافظة بابل للحيلولة دون تمركز أي جماعة ارهابية".
وقال الضابط، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إن "أجهزة الأمن في تلك المنطقة قامت بتجفيف مساحات مائية تنشر حولها الأدغال لمنع الارهابيين من التمركز".
وكشف نواب عراقيون ينتمون إلى محافظة بابل، مطلع آذار (مارس) ان مجموعات ارهابية تشتري مساحات واسعة من الأراضي في المناطق الواقعة شمال المحافظة، لتحويلها إلى معسكرات تدريب للارهابيين، تمهيدا لتنفيذ أعمال إرهابية.
ويقول قائد شرطة بابل العميد عباس عبد شمران، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الأوضاع الأمنية في مناطق شمال بابل جزء من مناطق العراق التي ضربها الارهاب كما هو الحال في طوزخرماتو أو الشطرة او العشار او الفلوجة".
ويؤكد شمران أن "المحافظة خرّجت الاسبوع الماضي فوجاً للطوارئ سيكون سانداً للأفواج الأربعة العاملة في بابب"، مشيراً إلى أن "الفوج الجديد "سيتمركز شمال محافظة بابل حصراً". وتابع قائد الشرطة "مناطق شمال المحافظة تمتد على مساحة واسعة يصعب السيطرة عليها بشكل كامل".
ومن الفصائل لمسلحة التي تعمل في شمال المحافظة هي حركة تدعى عبد الله بن الزبير تابعة لتنظيم القاعدة الارهابي وهي تنشط في كركوك وديالى واطراف بغداد، لكن تقارير امنية تشير إلى أنها تتمركز في شمال بابل.
لكن شمران شدد على "حاجة محافظة بابل إلى دعم أكبر كونها تشكل معبراً مهماً يربط المحافظات الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية، وهذا تحد أمني كبير تواجهه المدينة".
مديرية استخبارات بابل ألقت، في وقت سابق، على خلية إرهابية مكونة من 12 عنصرا اعترفوا بأنهم حصلوا على أموال من بعض الشخصيات لتنفيذ أعمال إرهابية في هذه المناطق.
في حين حذر حسن فدعم الجنابي، المستشار الأمني لمحافظة بابل، "من مخاطر الفراغ الأمني الذي تشهده مناطق شمال بابل وتحولها إلى ملاذ آمن للعديد من الجماعات المسلحة وتنظيم القاعدة".
وأوضح وأوضح فدعم، في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "الجماعات الارهابية المسلحة دمرت المناطق الشمالية للمحافظة بشكل بشع من خلال تمركزها"، مشيراً إلى أن "النشاط المسلح لتلك الجماعات كبد الأهالي خسائر بشرية ومادية كبيرة نتيجة العمليات الأمنية المتكررة".
ويقول عدد من سكان مناطق الإسكندرية وجرف الصخر ومويلحة والبحيرات والخضر، التي تقع شمال بابل، إن"إهمال الحكومة المحلية والدوائر الأمنية في المحافظة دفع بالمجاميع الارهابية والخلايا الإرهابية النائمة إلى استعادة نشاطها من جديد، لا سيما في ظل سخونة المشهد السياسي في البلاد".
وشدد فدعم على "ضرورة أن تقوم الوزارات الأمنية بالتدخل السريع لفرض سيطرتها على تلك المناطق من خلال نشر قوات إضافية وتفعيل الدور ألاستخباري وتكثيف السيطرات الثابتة والمتحركة للحد من تنقل الجماعات الارهابية بين المناطق".
لكن المستشار الأمني انضم إلى دعوات تغيير القيادات الأمنية في المحافظة، وقال إن "على رأس من يجب تغييرهم قائد عمليات الفرات الفريق الركن عثمان الغانمي الذي فشل لاستعماله خططاً مستهلكة لا ترتقي وحجم التهديد".
ويقترح المستشار أيضاً "فصل محافظة بابل عن قيادة عمليات الفرات الاوسط وانشاء قيادة عمليات خاصة بمحافظة بابل".
ويعزو مراقبون ومختصون في الشأن الأمني، الظروف الأمنية المعقدة في مناطق شمال بابل، إلى طبيعتها الجغرافية الصعبة، وسعة مساحتها، ما يعرقل عمليات السيطرة عليها.
في المقابل، عزا حيدر الزنبور، رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة بابل حيدر الزنبور، تدهور الاوضاع الامنية في بابل إلى "سوء ادارة الملف الامني من قبل الحكومة المحلية في المحافظة".
ويقول الزنبور، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "حل المشكلة الأمنية في مناطق شمال بابل لن يكون إلا من خلال العمل الجماعي"، متهماً "المحافظ بعدم الاكتراث لما يجري في بابل".
https://telegram.me/buratha

