حذرت صحيفة أميركية من أن العراق في طريقه للتقسيم بسبب سياسات المالكي وطريقة تعامله من شركائه في الحكومة وخارجها، مشيرة الى أن تلك السياسيات دفعت غالبية المواطنين الى التحريض على تفكيك البلاد، فيما أكدت أن الولايات المتحدة لا تفعل شيئا لايقاف ذلك.
وفي الوقت الذي اعتبرت فيه ان تصرفات أميركا تجاه العراق لا تصب في مصلحته، وان المالكي بسببها يشعر بالجراة ويجنح للمغامرة، لفتت الى ان مطارة رئيس الوزراء للعيساوي بطائرات الهليكوبتر سابقا جاءت عقب اتصال مع كيري، معتقدة ان المالكي "يدق اخر مسمار في نعش العراق الموحد"، في حين بينت ان الاخير بات مقتنعا برحيل بشار الاسد وهو يخشى تدفق المسلحين الى بلاده وتجدد الحرب الاهلية.
ونشرت "لوس انجلوس تايمز" امس الاربعاء، مقالا لـ"هنري باركي"، استاذ العلاقات الدولية في جامعة ليهاي في ولاية بنسلفانيا الاميركية، الذي افتتح مقاله محذرا من ان "العراق في طريقه نحو التفكك، والولايات المتحدة لا تفعل اي شيء لوقف ذلك، واذا سألنا الناس في العراق عن ذلك، فان بعضهم قد تأثر بتصرفاته وبدأ يدعو لذلك، مع استثناءات قليلة".
واشار باركي الى "حادثة مهمة حصلت خلال هذا الشهر، دون ان تلاحظها وسائل اعلام الولايات المتحدة الاميركية، وهي قيام رئيس الوزراء نوري المالكي بارسال قوة عسكرية شملت طائرات هليكوبتر الى محافظة الانبار لاعتقال رافع العيساوي وزير المالية السابق، الا ان العيساوي استطاع ان يهرب، بعد ان كان محميا بافراد مسلحين من عشيرة أبو ريشة، إحدى القبائل القوية التي برزت بعد العام 2003".
ورجح ان "السبب الابرز وراء استهداف المالكي للعيساوي، هو انه يسعى لاحتواء المعارضة قبل انتشارها"، لافتا الى ان "الاجراء جاء عقب اتصال هاتفي مع وزير الخارجية جون كيري، الا ان هذا الاجراء أخذ واشنطن على حين غرة، وكاد يفضي لمواجهة كارثية، أو مقدمة لشرارة حرب أهلية في البلاد".
واعتبر استاذ العلاقات الدولية في جامعة ليهاي ان "اجراءات المالكي تمثل آخر مسمار يدق في نعش العراق الموحد"، مبينا ان "سياسات المالكي زادت حدة التوتر في المناطق الغربية ذات الاغلبية السنية من العراق، حيث العديد من التظاهرات في تلك المناطق التي تحاكي ثورات الربيع العربي".
وتابع باركي ان "المالكي وهو مسلم شيعي، اتهم في السابق نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بقضايا تتعلق بالارهاب، مما اضطره للفرار الى خارج العراق العام 2011، وحوكم على إثرها غيابيا، وصدر بحقه حكم بالاعدام".
ووصف مواجهات المالكي بـ"التصادمية، كما أن تنامي الممارسات الدكتاتورية لرئيس الوزراء تثير حفيظة المكون الكردي في البلاد، الذين على العكس من السنة، نجحوا في ان يعترف لهم الدستور في منطقتهم الاتحادية الخاصة، وحقهم في تشكيل حكومة لهذا الاقليم"، مردفا ان "الكرد يديرون منطقة حكمهم الذاتي، مع قوات دفاعهم الخاصة، لكن مع ذلك فان العلاقة بين بغداد والعاصمة الكردية اربيل اتسمت بالتوتر، ذلك ان الحكومة المركزية جعلت التعاون صعبا ان لم يكن مستحيلا".
واستطرد باركي في مقاله في لوس انجلوس تايمز ان "سياسات المالكي تكشف عدم ارتياحه للتطورات في سورية، لانه مقتنع بان الرئيس السوري بشار الاسد، الذي ينتمي الى الطائفة الشيعية العلوية، هو في طريقه للخروج"، ماضيا بالقول "المالكي يخشى موجة شديدة من المقاتلين السنة، الذين من الممكن ان يعبروا الحدود الى الداخل العراقي، فيعيدوا إحياء الحرب الاهلية التي انداعت في البلاد عقب حرب العام 2003".
واكد ان "الميول الدكتاتورية للمالكي ستفضي الى تقسيم البلاد على أسس طائفية وعرقية"، موضحا "ليس هذا ما تريده الولايات المتحدة الأميركية، كما ان هذا التقسيم لن يضمن استقرار المنطقة".
ونوه باركي الى انه "في كل مرة تلتقي الولايات المتحدة بالمالكي، يشعر بعدها أنه أكثر جرأة، ويستمر في خوض مغامرات خطرة"، مستشهدا بـ"علاقة الولايات المتحدة مع حكومة الاقليم الكردية، فالكرد باتوا يعتقدون ان واشنطن تقف الى جانب بغداد على حساب المصالح الكردية
https://telegram.me/buratha

