في الوقت الذي قال ائتلاف دولة القانون ان لقاء المالكي مع طالباني في السليمانية، امس، يأتي ضمن سياق بروتوكولي، أكد أن دعوة رئيس الجمهورية المتوقعة لمؤتمر وطني في الايام المقبلة نقطة مواجهة صريحة لأول مرة اذا عرضت مباشرة على الشعب.
ورأى الائتلاف أن المؤتمر سيكون محرجا لبعض الكتل السياسية.
واعتبر كل من التحالف الكردستاني والتيار الصدري والقائمة العراقية، لقاء الرئيسين امرا طبيعيا، وانفرد الكردستاني باعتقاده أن هناك مؤشرات ايجابية على التهدئة بين الكتل وحل قضاياها الخلافية، فيما أبدى الصدري شكه بقدرة طالباني على جمع الفرقاء لتجاوز خلافاتهم، لاسيما وأن بعضها شخصية.
ووجد محلل سياسي أن الواقع يرجح امكان عقد مؤتمر وطني، متوقعا وصوله الى توافق سيضر بالعراقية والتيار الصدري بسبب قوة المالكي والنجاحات التي خرج بها مقابل خسارات خصومه.
وفي مقابلة مع "العالم" امس الأربعاء، قال كمال الساعدي النائب عن ائتلاف دولة القانون، ان "الزيارة اليوم (امس) تأتي ضمن لياقات البروتوكول، وهي بذاتها تبرد الاجواء". واستبعد أن "يتم في هذا اليوم بحث أمر ما بشكل تفصيلي". واستدرك "سيتم تناول بعض القضايا بشكل عام وسريع على امل ان يكون هناك برنامج للقاءات وحوارات منتظمة بين الكتل".
وتوقع الساعدي ان يكون "هناك طرف أو اكثر لن يستجيب بسهولة لدعوة طالباني في عقد اللقاء الوطني، لأن اللقاء سيكون نقطة مواجهة لأول مرة مع الشعب العراقي". ولفت "دعونا الى ان يتم نقل المؤتمر بشكل مباشر، وتطرح الاراء ليستمع لها الشعب العراقي". وأعقب "اعتقد ان البعض سيهرب من هذه القضية".
وشدد النائب عن دولة القانون "متأكدون من مواقفنا وانسجامنا مع الدستور، والآخرون الذين خرقوه سيكون المؤتمر محرجا لهم، والبعض لن يكون ايجابيا مع المؤتمر".
وكان بيان صدر عن مكتب المالكي، امس، ذكر ان "رئيس الحكومة نوري المالكي التقى، اليوم (امس)، رئيس الجمهورية جلال طالباني في مقر إقامته بمدينة السليمانية، وقدم التهاني له بمناسبة انتهاء رحلته العلاجية في المانيا وعودته إلى ارض الوطن". وأشار البيان الى ان "نائبي رئيس الوزراء حسين الشهرستاني، وصالح المطلك وعددا من الوزراء والمسؤولين في الحكومة، كانوا برفقة المالكي".
وفيما أبدى شوان محمد طه، النائب عن التحالف الكردستاني، لـ"العالم" امس، اعتقاده بأن "زيارة رئيس الوزراء الى السليمانية أمر طبيعي وروتيني"، استدرك قائلا ان "هناك مؤشرا ايجابيا على التهدئة، وهدوءا نسبيا في الوقت الراهن، وهناك رغبة من أكثرية الكتل السياسية لحل القضايا الخلافية"، لكنه عاد وشدد على ان "الاجتماع خلال ساعة او ساعتين لا يكفي لمناقشة اي موضوع لا مجلس سياسات ولا غيره".
وعلمت "العالم" ان كل من عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، وابراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني، سيتجهان كل على انفراد صباح اليوم الى السليمانية للقاء رئيس الجمهورية.
واستبعد قيادي في المجلس الأعلى، طلب عدم الكشف عن اسمه، طرح الحكيم ملفات سياسية في أثناء لقائه طالباني.
ولم تتوافر معلومات بشأن طبيعة لقاء الجعفري برئيس الجمهورية.
واتفق بهاء الاعرجي النائب عن التيار الصدري مع من وصف زيارة المالكي الى السليمانية بأنها اعتيادية. وقال في لقاء مع "العالم" امس، ان "رئيس الجمهورية لا يمتلك العصا السحرية، وهناك صعوبات في مثل هذا الامر (حل الخلافات)".
وذكر الأعرجي ان "طالباني سيدعو الى اجتماع". وتساءل "هل هذه الدعوة ستلبى؟ واذا لبيت فهل ستلبى بنية صادقة من اجل تجاوز الخلافات؟" ثم أجاب "لدي شك في هذا"، معتبرا أن "المشاكل الحالية شخصية، واخرى دستورية، وفخامة الرئيس لا يستطيع ان يحل اي موضوع الا من خلال التوافقات".
واذ وصف طلال الزوبعي النائب عن القائمة العراقية زيارة المالكي بأنها "لقاء بروتوكولي"، لفت في تصريحات لـ"العالم" امس، الى ان "مناقشة موضوع المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية مهم في هذه المرحلة، وهو حق للعراقية قبل ان يكون حقا لزعيمها، لأنه الفيصل في المشاكل الحالية، وكان يمكن له ان يراقب عمل الاجهزة التنفيذية والتشريعية".
من جهته، قال احسان الشمري، استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، ان "مخطط الزيارة هو التقارب بين مسعود بارزاني والمالكي وجمعهما في السليمانية، لكن هذا الامر لم ينحج بعد سفر بارزاني الى اوروبا".
وصرح الشمري لـ"العالم" امس، بأن "المالكي من خلال هذا اللقاء سيبين لطالباني طبيعة الاجواء السياسية، وطبيعة ما تم التوصل اليه الفرقاء السياسيون". ورأى أن "هناك تقاربا شهده الشهر الاخير انضج نوعا من التفاهمات حول ما جاء في بعض بنود ورقة الاصلاح". ولفت "سيتم النقاش حول طبيعة المؤتمر الوطني، وما يتم التداول به، وسيكون هناك مجال ربما لموعد انعقاد المؤتمر الوطني".
وعن امكان غياب بارزاني وعلاوي عن المؤتمر المزمع عقده، أفاد الشمري "حتى لو غابا فالمؤتمر سيفتح الباب للكثير من الحوارات، وبالتالي هو خطوة تسهم في تقريب الفرقاء السياسيين".
وبشأن ما يراه التيار الصدري بأن رئيس الجمهورية لن يتمكن من حل المشكلات، لأنه لا يملك عصا سحرية، علق استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، بأن "هذا الكلام هو نتيجة ردود الفعل من وراء التقارب بين (المالكي النجيفي المطلك)، والتيار الصدري بدأ يدرك ان الذهاب الى المؤتمر الوطني بدون ان يتم تحديد ولاية رئيس الوزراء او تمشية قانون العفو العام سيضعه في دائرة الخسارات امام مزيد من النجاحات للمالكي، فكل هذا يدفعهم الى هذا القول".
وخلص الى ان "الواقع يشير الى ان المؤتمر الوطني سيعقد وسيتم الوصول الى توافق قد يضر العراقية من جانب والتيار الصدري من جانب آخر".
https://telegram.me/buratha

