استنكرت المرجعية الدينية لعموم الايزيدية في العراق، السبت، الفلم المسيء إلى الرسول محمد (ص) والمسلمين وما نتج عنه من ردود فعل غاضبة أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الأبرياء، وفيما شددت على ضرورة احترام الأديان، حذرت من تحول الأمر لصراع ديني.
وقال المرجع الديني بابا شيخ خرتو حاجي إسماعيل في بيان صدر، اليوم، إن "الطائفة الايزيدية تعلن عن أسفها لقيام بعض الذين لا يحترمون حرمة الأديان ورموزها بإنتاج فلم يسيء إلى رسول المسلمين، وما نتج عنه من ردود فعل غاضبة أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الأبرياء"، مستنكرا "الإساءة إلى الرسول الكريم والرموز الدينية لجميع الأديان".
وأعرب إسماعيل عن إدانته لـ"اللجوء واستخدام العنف"، مشددا على ضرورة "احترام حرمة الأديان ورموزها".
وحذر إسماعيل "من تحول الأمر إلى صراع ديني يستغلها بعض ضعاف النفوس للإساءة إلى مشاعر المواطنين"، داعيا إلى "التعقل واللجوء للحوار من اجل حل هذه المسالة وتجنب استخدام العنف لأنه لا يجلب سوى الخراب والدمار للبشرية".
ولاقى الفيلم الأميركي المسيء لشخص الرسول محمد (ص) ردود فعل غاضبة في العديد من الدول الإسلامية، كما أدان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الإساءات المتكررة للمقدسات الدينية وخاصة ما تضمنه الفيلم الأميركي "المسيء للمسلمين وقيمهم النبيلة"، داعياً أتباع الديانات السماوية إلى محاصرة "العنصرين وعدم نشر أفكارهم الخطرة، فيما حذر من فتح أبواب "العنف والفوضى" بين الشعوب بسبب الفيلم.
وتظاهر العشرات من المواطنين وأتباع التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر في محافظات نينوى والبصرة وواسط الديوانية وديالى والنجف، للتنديد بالفيلم والمطالبة بطرد السفير الأميركي من العراق ومقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية، وسن قوانين تمنع التعامل مع الدول التي تسيء إلى الإسلام ورموزه.
كما شهدت محافظة الانبار، أمس الجمعة (14 أيلول 2012)، تظاهرة شارك بها الآلاف المواطنين أمام جامع الكبير وسط مدينة الرمادي للتنديد بالفيلم، مطالبين بطرد السفير الأميركي من بغداد.
واستنكر ديوان الوقف السني، اليوم السبت (15 أيلول 2012)، هذا الفلم، مطالبا الولايات المتحدة بإيقاف عرضه ومحاكمة الممثلين والمسؤولين عنه.
وكان آلاف المصريين تظاهروا أمام السفارة الأميركية في القاهرة وأنزلوا العلم المرفوع فوقها وأحرقوه ورفعوا مكانه راية سوداء تنديداً بالفيلم، كما شهدت تونس واليمن والمغرب ودول أخرى تظاهرات مماثلة.
لكن الاحتجاجات تحولت إلى تظاهرات دموية في ليبيا حيث قتل السفير الأميركي كريس ستيفينز واثنان من حراسه وموظف مالي قتلوا بهجوم مسلح استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي شرق البلاد في (11 أيلول 2012).
وأدانت وزارة الخارجية العراقية الحادثة معتبرة أنها اعتداء على حرمة البعثات الدبلوماسية وانتهاك صارخ لمبادئ العلاقات الدولية، فيما شددت على أن المهاجمين لا يمثلون الشعب الليبي.
وعنوان الفيلم الذي أثار غضب العديد من المسلمين في العالم هو "براءة المسلمين" من إخراج الأميركي الإسرائيلي سام باسيل، وهو مستثمر عقاري 54 عاماً،وقد اعتبر في حديث لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن "الإسلام سرطان".
ولقي هذا الفيلم دعم القس الأميركي تيري جونس الذي أقدم على حرق نسخ من القرآن الكريم في نيسان 2012، وأثار حفيظة المسلمين والمسيحيين في آن الذين رفضوا المس بأي معتقدات دينية.
https://telegram.me/buratha

