حذر سماحة الشيخ جلال الدين الصغير من الفتنة التي تريد الاجندات الخارجية تنفيذها بالعراق عن طريق تحريض الطوائف فيما بينها.
واشار في خطبته التي القاها اليوم الجمعة من على منبر جامع براثا ان"امريكا واسرائيل هي من اسست للاساءة للرسول محمد صلوات الله عليه واله وسلم "داعيا في الوقت ذاته الى تنظيف الثقافات من نجاسة البعض الذين يقفون لحراسة احاديث تسيء الى سمعة الرسول الله صلوات الله عليه واله وسلم طيلة هذه القرون.
وتطرق سماحته الى الفعل القبيح لاحد الضباط بتجاوزه على امير المؤمنين والامام الحسين صلوات الله عليهم داعيا الى تنظيف المؤسسات الامنية ومؤسسات الدولة من فكر هؤلاء مشيرا الى ان هؤلاء هم سبب التفجيرات والاختراقات التي تحدث في البلد.
وفيما يلي نص الخطبة
تجاوز احد الضباط على مقدساتنا
لا يسعني في البداية الا ان اكبر عاليا واثمن عظيما الموقف الجليل الذي اتخذه ابناء قضاء المْدَينة اثر واحدة من مأسي حكومتنا المعاصرة.. اشير الى ما حدث يوم امس الاول في قضاء المْدَينة حينما تصدى احد الضباط لشتم امير المؤمنين والامام الحسين صلوات الله عليه في قضاء المدينة.
عمليات الشتم رد عليها اهالي قضاء عرفوا بولائهم ومناصرتهم للعقيدة والحكومة اتخذت اجراء عاجلا لالقاء القبض واقالة هذا الضابط الذي يعد من احد من مأسي اوضاعنا.
ضابط لايشتم شخص ويأتمر على منطقة كبيرة كقضاء المدينة ولديه من الثقافة بؤسها وضحالتها بحيث يتصدى لشتم امير المؤمنين والامام الحسين ويتصور ان وازع الحكومة لايردعه ويستهين بمن يسمونهم بـ"الشروكية" او من يسمونهم بـ"المعدان" ولايعرف ان وراء الشروكية والمعدان رجال لو اطلق لهم العنان لاكلوا الدنيا وما فيها ، رجالا ولدتهم امهم احرارا أصلاء في أصولهم عريقون في محتدهم ولكنهم طيبون ويحسبون ان العالم كله طيب والاجراءات اتخذت ، ولكن هل يا ترى ان العقيد مهند عبد الرزاق الذي وصلت دنائته الى ان يشتم من لديهم قداسة عند جميع المسلمين لان القضية ليست قضية الشيعة ، هو وحيد في هذه المؤسسة وهل هو شاذ من شواذ هذه المؤسسة ، وهل هناك ثقافة شاذة ربت هذا وتسيطر على مساحات كبيرة ليست في هذه المؤسسة فحسب ولكن في العديد من اوضاعنا الحكومية.
واليوم ان شكونا من مشكلة ارهاب واختراق فصدقوني ان الاختراق من مثل هذا ومن مثل هذه الثقافات ، وانا اتحدث من منطق مسؤول واقول ان من فعل هذا ليس سنيا لان اهل السنة لو فعلوا لخرجوا من تسننهم ولهذا لا يمكن لهم ان يشتموا مثل الامام الحسين وامير المؤمنين عليهم السلام رغم ما حفل به من تاريخ بني امية من شتم كثير للاماميين صلوات الله وسلامه عليهما ولكن من فعل هذا هو ثقافة حزب البعث وثقافة التكفير وهؤلاء من يفعل ذلك.
والان اريد ان اسأل اخواننا المسؤولين هل ان مهندا هذا هو وحيد عصره وفريد مؤسسته ام ان لدينا الكثير من امثال هؤلاء ممن يحملون في فكرهم ثقافة الاقصاء وثقافة الدونية للاخرين وهؤلاء لايمكن ان نسلمهم امن الناس وان يتركوا واعناق الناس بايديهم وكم من هؤلاء يقضون مامورياتهم وهم سكارا وكم من هؤلاء يرتعون بين افخاذ الزانيات على حساب امن الناس وامن العراق ..وكم.. وكم.. ولا اتحدث بمنطق الشيعة والسنة هذا الامر موجود بمختلف الاتجاهات فالفاسد لا دين له والفاجر لا دين ، اما ان بعد كل هذه الدماء التي نضحت وامام فتنة كادت ان تعصف بكل اهل البصرة .. ضابط في مثل قضاء المْدَينة يتصرف بهذه الطريقة ويتصل بالمسؤولين ويقول لهم ان الناس هجموا على الفوج لامور الارهاب.. دفعة واحدة اربعة ارهاب جاهزة والاتهامات جاهزة والجنود المساكين الذين لايجدون حيلة امام القوة والتهديد يمكن ان يشهدوا بعكس ما حدث.. لولا ان الاجراءات التي اتخذت سريعة جدا من قبل مجلس محافظة البصرة وقيادة عمليات البصرة لكنا امام خطر داهم.
وانظروا الى المعادلة ان المدينة التي زرتها قبل فترة شبابها عاطل عن العمل واراضيها غالبيتها تعاني من جفاف كبير وشركات النفط تزحف على فلاحيها المتبقين وانهارها المتبقية والخدمات التي تقدم لهم اشبه بالصفر او نظير الصفر ، صبروا لان الدين يدعوهم للصبر ، ولكن ماذا لو شتم الامام الحسين امام اعينهم ، لو شتم اباؤهم ربما صبروا ولو شتم فلذات اكبادهم ربما صبروا ولكن ان تشتم مقدساتهم وبهذه الاوضاع التي عاشوها خلال هذه الفترة ماذا كان ان يحدث ، اما آن للسبات الذي يسيطر على المسؤولين في تخليص المؤسسة العسكرية من هذه النماذج فهناك العشرات والمئات من هؤلاء من يعتدون على مقدسات المسلمين في كل يوم.
التفجيرات والوضع الامني وسبات المسؤولين
وانا هنا مسؤول عن كلامي فكلما تحدثنا اطلقت اعذار واعذار ولكن الى متى فهذا يوم الاحد قد قدم الدليل الدامغ من ان السبات مازال يسيطر على المسؤولين بعيدا عن ما يجري للناس فالكثير من الناس والمسؤولين نوُما .. ماذا جرى وماذا حدث مشكلة .. هل يجوز ان كذا مفخخة تنفجر في كذا محافظة ويقتل في تعبير الارقام الرسمية والتي هي لا شك ولاريب غير صحيحة مئة .. كل اظفر من اظافرهم يعادل الكثير من هؤلاء المسؤولين وكل قطرة دم ستوزن في حساب العرش باثقل من كل ما لدى المسؤولين ، وهنا خيرهم ودرهم اضافة الى فاجرهم وفاسقهم سيقفون غدا ويقولون لهم ماذنب هذه القطرة فما بالك ببحار الدم التي نزفت خلال هذه الفترة.
وعندما كنا اطفالا نحار هل يجوز لنا ان نقضي على هذه النملة نذهب ونستفتي هل يجوز قتل النملة ام لا وسبحان الله جاءت الفترة التي نرى فيها ان هناك من لايستحي الى قتل المئات ويراها وكان شيء لم يحصل وانا لا اعرف كيف نام المسؤولين يوم الاحد ولكن اعتقد انهم ناموا مرتاحين وما اعرفه كيف سهرت عيون كثيرة من الارامل التي شاهدت دفعة واحدة تهدمت منازلهم عليهم ، ومن اليتامى التي دفعة واحدة شاهدت اباءهم ليس لهم وجود رحلوا دون وداع ، واعرف كيف اثكلت عوائل وانا من الذين انتمي الى عوائل احست بهذه اللوعة وسبق لي ومن مثلي اقضت هذه اللوعة مضاجعهم وجعلتهم يسهرون الليالي والليالي ولا ياتي النوم ولا ادري كيف سيتسلم هؤلاء رواتبهم عند نهاية الشهر ولكن ما اعرفه ان هناك من العوائل تنتظر ربما يذهب فلان لكي ياتي بلقمة الظهر والعشاء وسريعا ما افتقدوا هذه الارزاق .
وصرخت مرارا وتكرارا الى ضرورة تغيير السياسات والنظر اليها ، اتعتقدون انهم راجعوا او غيروا شيء، العديد من الشعارات اطلقت اعددنا الخطط الامنية واستعددنا الى مواجهة الارهاب ، اين هذا الكلام .. هذا هو الارهاب يضرب ويتجرأ اكثر ويصل الى محافظات لم تر اجرامهم .. من المسؤول .. من الذي يقف امام الناس ويقول اعذروني كنت انا المسؤول واخطأت.
ثقافة الاستقالة وتحمل المسؤولية
الان ثقافة الاستقالة غير موجودة ، والعراق غريب يختلف عن العالم ، والكثير من البلدان في أي مشكلة ومن امثلتها محمد مرسي ولم يكن له ايام في الرئاسة كانت هناك مشكلة في سيناء فكان هناك اقالات ومحاسبات واوامر بالاعدام واجراءات عديدة اتخذت في حادث واحد فلماذا نحن وماذا بنا من يقول ان القوانين فيها نقص فهو يكذب ولكن نعاني من مشكلة واحدة هي الحياء من الناس ومن الشعب .. اذ ان وزراء داخلية يكون لديهم خلل امني بسيط يقدمون استقالة.
وفي تاريخ العراق المعاصر لم نر سوى ثلاث استقالات الاولى من الدكتور عادل عبد المهدي والثانية من وزير الاتصالات والثالثة من امين بغداد وغيرها فليأتوا بها فلا مدير عام يستقيل ولا ضابط يستقيل ولا كبير ولا صغير يستقيل فمن مسؤول عن هذه الاحداث ، غدا سيكون ثقيلا جدا عند الله سبحانه وتعالى وتتصورون ان لديكم الان كراسي وتتصورون ان لديكم اعلام يخدمكم غدا اين ستذهبون لان هناك شعب يقرأ تاريخ ونحن شعب مازلنا متشبث في اول يوم من حياة رسول ومازلنا نحاسب ، واليوم كذبوا امام القنوات وهذا الكذب هل سيكون اكثر من كذب صدام واستعرضوا امام الاعلام اتعتقدون انه اكثر من استعراض صدام..
النتيجة اين وماذا سيحدث ، وكانت تفجيرات الاحد والاثنين والجمعة ويوميا يكون لدينا يوم من ايام الاسبوع الدامي ولا نعرف عددها لان ايامنا كلها دامية ولازال المسؤول هو المسؤول والمعظم هو المعظم والبيان هو نفس البيان حيث تقرا اول بيان واخر بيان نفسه ادانه وشجب وسوف نتصدى وسوف نعمل وسوف وسوف ولكن تسمع صوت انفجار جديد .
وهذا الواقع لا اريد ان اغالي او انكر ولاشك ان هناك جهودا بذلت لاني لا اريد ابخس الناس حقها ولكن من يعلقون مثل هذه الامور على شماعة الارهاب.. فالارهاب هو الارهاب سواء جائنا باسم فيلق عمر او القاعدة او حزب البعث او جيش العبيد كلهم ارهاب ولا نتوقع منهم شيء اخر ولكن دولة صرفت مليارات الدولارات على تجهيز هذه القوات ولكنها عاجزة.
وثقوا ان الخلل ليست في قوة هؤلاء ولكن الخلل فينا في داخل اجهزتنا ومؤسستنا ويكذب على الناس من يقول انه ليس هناك خلل ولكن من يقول ان هناك خلل ولا يعمل من اجل التغيير هو يكذب لانه يجب ان يتحمل المسؤولية وهذا الشعب مستعد لان يعطيك عشرات اضعاف الرواتب ولكن المهم ان توفي مع الناس وان تقف معهم .. وانا عشرات المرات تحدثت عن هذا الامر ومازالت كرامة الاستقالة غير متواجدة اذ ان مسؤول لا يستطيع العمل يقول اني لا استطيع وهذا ليس عيب اذ انهم عندما تكون الامور هادئة يتدافعون على التلفزيون ولكن عندما تكون هناك حوادث يختفون ويبتعدون ونحن نريد ان نفهم ماذا جرى ولكن لايوجد احد.
جيش العبيد
واشير هنا انه في الفترة الاخيرة ارى ان الاعلام هول لما يسمى جيش العراق الحر وهم نفس العبيد ولايوجد شيء جدي ونفس المجاميع السابقة التي اثخنت ضربا وجراحا وهذا الشعب مستعد لاعادة التجربة مرارا لان العبيد لا يشترون الا والعصا معهم لان هؤلاء لاينفع معهم مصالحة وغيرها ونفس المجاميع السابقة تم ترتيبهم بشكل جديد وباجندة جديدة وباموال جديدة وقالوا لهم "يلله" ولكن عندما نحن يقولون لنا"يلله" ماذا سيحصل بهم ولكن لدينا اجهزة امنية غير عاجزة ولكن اذا شاهدنا ان اجهزتنا عاجزة سنريكم العصي التي تشترى مع العبيد لانكم عبيدا ولن تتغيروا ولن تكونوا احرارا لان الحر يعمل لبلده ووطنه ولايعمل باجندات خارجية وباموال خارجية والا متى جربتم من 2004 خضتم حربا مجنونة ماذا حصلتم الا الخزي والعار واذا اتريدون ان تكرروا التجربة كرروها ولكن انا اخاطب عقلاء العراقيين اياكم وان تنساقوا وهناك استفزازات تحصل لان الاجندات المعاصرة هي تحريك الشيعة ضد الشيعة والسنة ضد السنة والشيعة ضد السنة والسنة ضد الشيعة وحذارى من الوقوع في هذه الفتنة وهؤلاء ليسوا من اهل السنة لان هؤلاء مجرمين عملاء لاجنبي وكما رأيناهم سابقا شاهدناهم اليوم في سورية.
الاساءة لرسول الله (ص)
واريد ان اخوض في الجريمة الشنعاء التي اقدمت عليها امريكا واسرائيل تحديدا ومن يقول هوليود ومخرجي هوليود وانا اقول امريكا لان امريكا هي من اساءت للرسول(ص) واسست للاساءة لهذه القيم وليس جديدا ان يعتدى على الرسول ولكن من حرض واوجد الاجواء الملائمة لذلك هي امريكا ولو كان الاعتداء الذي ابتدأه المجرم سلمان رشدي في كتابه ايات شيطانية لما كنا نرى هذه الصور ولكن ذلك اطلق الرصاصة وحمته بريطانيا وامريكا وفرنسا بحجة حقوق الانسان ولكن هذا الشعب البحريني عندما اراد التعبير عن نفسه لماذا سكتت بريطانيا وامريكا وفرنسا وهذا الشعب يذبح يوميا ويقمع يوميا اين حرية الشعوب واين حرية الرأي التي تتحدثون عنها.. "فقتل امرء في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب كامل مسالة فيها نظر" ويحتاج الى ان نذهب للامم المتحدة وهناك نفكر.. هذه الاساءة يجب ان لاتمررها الشعوب الاسلامية لانها ستفتح لتجاوزات واساءات اكبر ومخاطر اشد وبالاخص اذ ما ايقنا ان الاجندات المعاصرة هي الاجندات الطائفية واذا ما وجدنا ان اجندة اليهود في التفريق بين الشيعة والسنة ولا شك فان نفس الاجندة تسعى للتفريق بين الاديان وحذارى ان يفكر المسلمين بان المسيحيين هم مسؤولين عن ذلك وحذارى من ان ينجر بعض منفذي اجندات الاستكبار من التكفيرين من الاعتداء على المسيحيين في العراق وغيره وهؤلاء براءة من هذه القصة والان افتضحت القصة وكما تقول قناة الجزيرة ان المخرج الامريكي قد مول من قبل واعظ السلطان القطري ومن قبل جمعية قطرية وهي جمعية النور واعطته 150 مليون دولار وواعظ السلطان يوسف القرضاوي هو من اشرف على محتويات هذا الفيلم وسبحان الله فان القرضاوي قال بوقت مبكر انه لايتوقع ان يجابه هذا الفلم بمعارضة من المسلمين .
واناشد اخواني من امة سول الله بان لايكتفوا بالتظاهرات ويجب ان تكون هناك اولوية لان هناك ثقافة تزرعها امريكا في داخلنا ويجب ان تكون هناك رد على هذه الثقافة من خلال تعميق ثقافة الرسول محمد صلوات الله وعليه واله وسلم في نفوسكم لن يفسح المجال امام مساوىء الاخرين.
وانا اناشد اولئك الذين جعلوا انفسهم حراسا على احاديث هي من جلبت الاساءة لرسول الله وهي تملء الكتب اما ان لكم ان تنظروا الى طبيعة كيف يأخها الاخر ويحولها الى سم زعاف في جسد امتنا وفي اجساد الاخرين وكيف تشوه سمعة رسول الله صل الله عليه واله وسلم التي بقيت رخيصة عند هؤلاء.
امام ان يكذب راوي يقول ان النبي ابراهيم كذب ثلاث كذبات ولايتجرأون هؤلاء الاغبياء الى ان يقولوا ان الراوي كاذب ولكن يقولون ان الراوي صادق والنبي يكذب..ماذا تتصورون ان سلمان رشدي عندما يقرأ احاديث تتحدث عن افخاذ رسول الله وما الى غير ذلك الا يحولوها الى وصف وتجسيد وبالنتيجة من المذنب سلمان رشدي ام هؤلاء والكل مذنب.. اما حان الوقت لتنظيف الثقافات من هذه النجاسة ومن هؤلاء الذين اساؤا الى سمعة الرسول الله صلوات الله عليه واله وسلم طيلة هذه القرون..اسأل الله ان ينتقم منهم انتقام عزيز جبار مقتدر وان يرينا ذلهم ومن يتبعهم ومن يؤمن بأفكارهم وان يحصن وعي هذه الامة ويوفقها لكي ترى رسوله كما اراده الله سبحانه تعالى وكما بينه رسولا هو الرحمة المهداة للعالمين وان يفرج عن المنتقم الثائر لجده وان يرينا فيهم يوما يهون عنده يوم عاد وثمود والمئتفكات وان يحفظ العراق واهله وبسنته وشيعته وعربه وكرده وتركمانه.
وفيما يلي التسجيل المرئي الكامل لخطبة سماحته :
https://telegram.me/buratha

