طالبت الحكومة المحلية في البصرة، الثلاثاء، وزارة الكهرباء بزيادة حصة المحافظة لما تشهده من ارتفاع في درجة الحرارة، وفيما اتهمت وزارة المالية بتأخير صرف أموال خصصتها البصرة لشراء الطاقة الكهربائية التي تنتجها ثلاث بوارج تركية، أبدى مواطنون امتعاضهم من ازدياد ساعات الانقطاع.
وقال محافظ البصرة خلف عبد الصمد في مؤتمر صحافي عقده في مقر عمله إن "البصرة تعاني هذه الأيام بشكل مضاعف من أزمة الكهرباء جراء الارتفاع الحاد بدرجات الحرارة"،
مبيناً أن "وزارة الكهرباء يجب أن تراعي وضع المحافظة المناخي، وأن لا تعاملها كما تعامل بقية المحافظات التي تحدد حصصها من الطاقة الكهربائية على أساس الكثافة السكانية".
ولفت عبد الصمد الى أن "الحكومة المحلية قررت قبل أشهر قليلة شراء الطاقة الكهربائية التي تنتجها ثلاث بوارج تركية راسية في موانئ أم قصر وخور الزبير وأبو فلوس"،
مؤكداً أن "وزارة التخطيط وافقت رسمياً على المشروع، كما وافقت عليه وزارة الكهرباء إلا أن الأخيرة ترفض لغاية الآن تجهيز المحافظة بانتاج البوارج نتيجة تأخر وزارة المالية بتسليم الأموال لها".
بدوره، قال معاون المحافظ لشؤون الطاقة منذر نعمة هاشم خلال المؤتمر الصحافي إن "البصرة بحاجة الى مساعدة فورية من وزارة الكهرباء للتخلص من الوضع المأساوي الناجم عن نقص الطاقة الكهربائية وموجة الحر التي تجتاح المحافظة"،
موضحاً أن "البصرة خصصت من موازنتها 206 مليارات دينار لشراء الكهرباء التي تنتجها البوارج لمدة سبعة أشهر".
وأكد هاشم أن "الطاقة التصميمية القصوى للبوارج الثلاث تبلغ 350 ميغا واط، وتم الاتفاق مع وزارة الكهرباء على أن تخصص هذه الكمية للمحافظة بغض النظر عن الانتاج الفعلي للبوارج لانها تعاني من أعطال باستمرار"، مبينا أن "الانتاج الفعلي للبوارج لا يتجاوز الـ240 ميغا واط في أحسن الأحوال".
وأشار هاشم الى أن "كمية الطاقة الكهربائية المخصصة للبصرة تبلغ حالياً 900 ميغا اط، من ضمنها الأحمال الصناعية والنفطية، وفي حال أضيفت لها 350 ميغا واط سيكون بالامكان تجهيز المناطق السكنية بواقع ساعتي قطع مقابل ساعتين تجهيز".
واعتبر هاشم أن "نظام القطع المبرمج يقضي حالياً بتجهيز المناطق السكنية بالكهرباء بواقع ساعتين مقابل كل أربع ساعات من القطع، ومناطق أخرى تحصل على الكهرباء ساعة واحدة بعد خمس ساعات قطع"، مؤكداً ان "المحافظة تحتاج الى ما لايقل عن 2000 ميغا واط لكي تتوفر فيها الكهرباء بشكل مستمر، لكن حتى إن توفرت هذه الكمية فان خطوط النقل وشبكات التوزيع غير قادرة على استيعابها خلال العام الحالي".
بدورهم، أبدى مواطنون امتعاضهم من تردي خدمة الكهرباء، وقال المواطن عباس عبد الحسين راضي 38 عاما، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الوضع لم يعد يحتمل بعد أن بلغت الحرارة أكثر من 50 درجة مئوية خلال النهار"، معتبراً أن "المسؤولين الذين يطلقون الوعود الكاذبة خلال الشتاء، وعندما يحل الصيف يقدمون تبريرات لفشلهم في توفير الكهرباء، وعليهم التنحي عن مناصبهم والإعتذار للمواطنين".
اما المواطن عبد الحميد عبيد ناصر 62 عاما فقد اكد أن "واقع الكهرباء لن يتحسن ما لم يتم الإعتماد على مسؤولين غير متحزبين ويتحلون بالنزاهة والإخلاص"، مضيفاً أن "الحكومة اذا كانت عاجزة عن حل أزمة الكهرباء فالأجدر بها الإعتراف للشعب بفشلها بدل أن تسمح لمسؤولين كبار فيها بالتمادي في اطلاق الوعود التي لم يعد يصدقها حتى المجانين".
https://telegram.me/buratha
