ملاحظة .. يظهر في الصورة ابطال الوعود العرقوبية بتصدير الكهرباء الى الدول
مع تصاعد درجات الحرارة الى معدلات قاربت الـ (50) درجة مئوية في مستهل موسم الصيف الحالي، أخذت معاناة المواطنين العراقيين تزداد وطأة من شدة حرارة هذا الجو اللاهب الذي ازداد قسوة مع تصاعد معدلات القطع المبرمج وقلة ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية التي وصلت في بعض المناطق الى أقل من (8) ساعات يوميا،حتى وصلت تجهيز الكهرباء خلالاليومين الماضيين الى ساعتين فقط، ليبقى المواطن العراقي وحتى إشعار آخر معلقاً آماله على المولدات الأهلية ذات الأثر الاقتصادي المرهق على كاهل موازنته المالية البسيطة. هذا ولم يستبعد رئيس هيئة المستشارين في مجلس الوزراء ثامر الغضبان استمرار تأثير التحديات الكبيرة في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية خلال هذا الصيف على المواطنين، لكنه توقع حصول تحسن تدريجي ملموس وزيادة كبيرة في معدلات إنتاج الطاقة الكهربائية في العام القادم بغية التخفيف من العبء الكبير الملقى على عاتق المواطنين في ظل الظرف الراهن.وأكد الغضبان في تصريح لمراسل (الوكالة الاخبارية للانباء) :أن نحو (7500) ميكا واط من الطاقة هي قيد التنفيذ في الوقت الحاضر من خلال العقود المبرمة من قبل وزارة الكهرباء مع عدد من الشركات الاجنبية والتي يجري تنفيذها حاليا في مختلف إنحاء العراق.وأضاف: أن إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق سيصل العام القادم الى اكثر من (10000) ميكا واط وربما يصل الى (12000) ميكا واط،، مستدركا في الوقت ذاته ان تلك المعدلات تبقى بطبيعة الحال دون مستوى الطموح لسد الحاجة المحلية والاستهلاك الداخلي، حيث ان معدل الاستهلاك المحلي يفوق كل ما ينتج ويستورد من الخارج.وزارة الكهرباء باعتبارها الجهة المعنية والمسؤولة عن معالجة هذا الملف وفي خطوة لتسريع الخطط المعدة لانهاء ازمة الطاقة الكهربائية في البلاد أعلنت وعلى لسان المتحدث الرسمي باسمها (مصعب المدرس) ان مطلع الاسبوع الحالي سيشهد تدشين اربع محطات ديزل (STX) تعمل بالنفط الأسود تبلغ طاقة كل منها بحدود (700 ـ 800) ميكا واط، ما سيتيح رفع إنتاج الطاقة الكهربائية من معدلاتها الحالية التي تتراوح حاليا ما بين (7250 ـ 7300) ميكا واط الى حوالي (8000) ميكا واط، ما يسهم في زيادة ساعات تجهيز المواطنين بالطاقة الكهربائية، وأوضح المدرس ان تلك المحطات نفذتها شركات كورية جنوبية كانت الوزارة قد تعاقدت معها في هذا المجال وتتوزع المحطات بواقع محطتين في شمال وشرق الديوانية، ومحطة في كربلاء، ومحطة شمال العمارة بمحافظة ميسان، لافتا الى ان هذا المشروع يعد الاول من نوعه منذ اعوام عدة.من جانبه، قال فيصل عبد الله المسؤول الاعلامي في مكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني انه من المؤمل ان يبلغ انتاج الطاقة الكهربائية منتصف شهر حزيران/ يونيو الجاري مستوى (9000) ميكا واط/ي، ما قد يسمح بزيادة ساعات التجهيز للمواطنين خلال هذا الصيف بنسبة (50%) عن العام الماضي، مضيفا ان حاجة العراق من الطاقة الكهربائية لا تتعدى (15000) ميكا واط/ي.وبين عبد الله في تصريح لـمراسل (الوكالة الاخبارية للانباء) :أن وزارة الكهرباء سبق وان وقعت (20) عقدا مع كبريات الشركات العالمية الرصينة المتخصصة في مجال بناء المحطات الكهربائية، موضحاً ان محطات انتاج الطاقة الكهربائية تحتاج ما بين (18 ـ 24) شهراً ليتم انجازها، حيث تواصل عشرات الشركات من جنسيات صينية وتركية وكورية وايرانية العمل بنصب محطات انتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية، وتابع:هي الان في طور استكمالها بعد ان قطعت نسب انجاز وصل بعضها الى (90%)، وستدخل وحدات انتاجية جديدة منها بالتدريج الى المنظومة الوطنية بداية هذا الصيف، على أمل ان ينتهي العمل بتلك المحطات نهاية عام 2013.وتوقع عبد الله: وصول معدل انتاج الطاقة الكهربائية من خلال هذه العقود الى (15000) ميكا واط لتضاف الى المنتج حاليا الذي يتراوح الان بين (7000 و 7500)ميكا واط/ي.اما المواطن سمير العاني فقال لمراسل(الوكالة الاخبارية للانباء) : درجات الحرارة تجاوزت الـ(50) مئوية، ولا توجد كهرباء وطنية ، مشيراً الى ان عدد ساعات التجهيز وصل الى 4ساعات او اقل في اليوم .وأضاف العاني : هناك تمييز وأضح في عملية توزيع الكهرباء بين المناطق فنجد مناطق تجهز ب(10) ساعات واخرى ب(4) ساعات ، أضافة الى ان اصحاب المولدات ،يتلاعبون بمصير وارواح المواطن.وتسعى وزارة الكهرباء العراقية جاهدة الى رفع كمية الطاقة الكهربائية المنتجة لتغطية الطلب المتزايد عليها والذي يبلغ ذروته في فصل الصيف حيث تشير تقارير مركز السيطرة الوطني الخاصة بمعدلات الحمل المجهز للمحافظات العراقية (باستثناء محافظات اقليم كردستان الثلاث) الى ان معدل الحمل المطلوب (الاحتياج الكلي) يتراوح بين (12000ـ15000) ميكا واط/ي فيما تتراوح طاقة التوليد الكلية ما بين (7000- 7500) ميكا واط يوميا، في حين تتباين حصة المحافظات من ساعات التجهيز اليومية بالطاقة الكهربائية ويصل معدل التجهيز الى (10ساعات/بغداد ، 12ساعة/نينوى ، 12ساعة البصرة ، 10ساعات الانبار ، 10ساعات صلاح الدين ، 9ساعات بابل ، 8ساعات ذي قار ، 8ساعات النجف ، 9ساعات واسط ، 9ساعات كربلاء ، 10ساعات ديالى ، 9ساعات الديوانية ، 10ساعات ميسان ، 8ساعات المثنى ، 20ساعة كركوك) وفقا لنشرة الكهرباء اليومية الصادرة عن المكتب الاعلامي في وزارة الكهرباء العراقية.وتشير أرقام رسمية صادرة من وزارة الكهرباء الى ان اجمالي واردات العراق من الطاقة الكهربائية من ايران تصل الى (1200) ميكا واط عبر خطوط (كرمنشاه - ديالى ، سربيل زهاب - خانقين ، عبادان – البصرة ، كرخة – عمارة) ، كما يستورد أيضا (100) ميكا واط من تركيا،اضافة الى استيراد (100) ميكا واط أخرى من سوريا عبر خط استيراد الطاقة الضغط الفائق (قائم ـ تيم 400 KV) بعد ربط منظومتي الكهرباء الوطنيتين (العراقية ـ السورية) ، ما أتاح للعراق استيراد الطاقة الكهربائية عبر مشروع الربط الثماني الذي يضم الى جانب العراق كلا من (سوريا والأردن ومصر وتركيا وليبيا ولبنان وفلسطين).وكان وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان الجميلي قد توقع بلوغ انتاج العراق من الطاقة الكهربائية حوالي (27000) ميكا واط، ما يجعل البلد الذي يعاني من عجز شديد في هذا المجال الى مصدر للطاقة الكهربائية بحلول عام 2014، مؤكدا ان معدلات انتاج الطاقة الكهربائية الحالية مع الاستيرادات من كل من ايران وسوريا وتركيا تبلغ أكثر من (7000) ميكا واط/ي، فيما تتجاوز حاجة البلاد الفعلية من الطاقة (14000) ميكا واط يوميا.تجدر الاشارة الى أن العراق الذي يمتلك واحدا من اكبر احتياطيات النفط في العالم يشكو من دمار كبير طال بنيته التحتية على مدى عقود من الحروب والعقوبات الدولية، ويعد قطاع الكهرباء ذات المساس المباشر بحياة الغالبية العظمى من الناس والحركة الاقتصادية في البلاد واحدا من الهياكل الارتكازية الكبرى التي نالت قسطاً وافراً من حصة التدمير والتخريب منذ غزو العراق للكويت عام 1990 ومرورا بالغزو الامريكي للعراق عام 2003، اذ تعاني معظم محطات انتاج ومنشآت توزيع ونقل الطاقة الكهربائية في هذا البد من تقادم عمرها التشغيلي وعدم وجود برامج متكاملة لصيانتها يضاف الى كل ذلك ما تعرضت له من تخريب خلال السنوات الاخيره، ما دفع الى زيادة تقنين التيار الكهربائي وتقليص ساعات تجهيز المواطنين بالطاقة الكهربائية الى معدلات قل نظيرها حتى في افقر دول العالم
https://telegram.me/buratha

