شكك نواب عن لجنة الطاقة والنفط البرلمانية، أمس الاثنين، بالوعود التي أطلقتها وزارة الكهرباء بشأن تحسن معدلات تجهيز المواطنين منها، كاشفة عن تقارير أعدتها اللجنة تخطئ ما ذهب اليه مسؤولون في الحكومة بهذا الصدد.
وفيما ردت وزارة الكهرباء بتجديد تأكيدها على تعزيز المنظومة الوطنية خلال الصيف الحالي بمعدل 50 بالمئة عن سابقه، لفتت الى أن زيادة الأحمال قد تحرم المواطنين من زيادة عدد ساعات التشغيل بتلك النسبة نفسها . ففي مقابلة مع "العالم" أمس الاثنين، ذكرت فاطمة سلمان زباري عضو لجنة النفط والطاقة في مجلس النواب أن "كلام وزير الكهرباء حول دخول عدد من وحدات إنتاج الطاقة الخدمة في شهري تموز وآب المقبلين بالتدريج لزيادة كمية الكهرباء، يخالف التقرير الذي انجزته لجنة النفط والطاقة، إذ أن هناك عدم تطابق في تفاصيل الأرقام المعلنة من قبل وزارته، مع المشاريع المقامة على ارض الواقع، وهذا يدل على انعدام أي زيادة او تحسن في الكهرباء خلال الصيف المقبل".
واسستدركت زباري أن "من الانصاف عدم تحميل الوزير المسؤولية كاملة، بل يجب النظر والتحقيق بأسباب التلكؤ في عمل وزارة الكهرباء، والتحقيق في هذه القضية مع عدد من المسؤولين"، مؤكدة على "ضرورة التحقيق في مفاصل عديدة بوزارة الكهرباء، والعمل على تغيير عدد من مسؤوليها ومدرائها العامين، لذا علينا معالجة الموضوع لا من خلال رأس الهرم فقط، وانما عبر قاعدته أيضا".
واضافت "استضفنا الوزير واستمعنا اليه، ونحن مقتنعون تماما بان كمية الطاقة التي تجهزها الشبكة الوطنية غير كافية، وأن الفصل التشريعي الثاني سيطالب الوزير اما بالكشف عن مواطن الخلل الحقيقية الكامنة في بعض الخطط أو بعض مسؤولي الوزارة، او ان يستمر باعلان النتائج المخالفة للحقيقة، وعندها سنتخذ موقفا منه، ولكل حادث حديث".
يذكر أن لجنة النفط والطاقة البرلمانية استضافت في وقت سابق وزير الكهرباء كريم عفتان لمعرفة أسباب عدم تطابق تفاصيل الأرقام المعلنة من قبل وزارته، مع المشاريع المقامة على ارض الواقع وتزامن هذا التوجه مع اتهام بعض النواب الوزارة بالسماح لـ"مافيات" بالسيطرة على مجمل مشاريعها . بدوره، أفاد بهاء هادي احمد عضو لجنة النفط والطاقة النيابية في حديثه مع "العالم" أمس، أنه "تم استضافة وزير الكهرباء في اخر جلسة من جلسات مجلس النواب واستعرض الخطط وكذلك المحطات التي سوف تدخل حيز العمل خلال الأشهر القادمة، وبحسب كلام وزير الكهرباء، فان هناك زيادة خلال الشهرين القادمين وستكون هناك طاقة اضافية، عن طريق اضافة عدد من المحطات الموجودة في بعض المحافظات"، مبينا أن "الوزير أكد ان الطاقة ستتراوح ما بين 8 الى 9 آلاف ميغا واط، في حين تبلغ حاليا 6 آلاف ميغا واط فقط" . ولفت احمد الى أنه "حين سألنا لوزير عن كمية عدد ساعات التشغيل، لم تكن هناك اجابة محددة لديه، بحجة ازدياد الأحمال هذه السنة مقارنة بسابقتها"، ولم يستبعد "إقالة الوزير"، مستدركا "كانت إقالة الوزير السابق رعد شلال في شهر اب الماضي، ولا نتمنى ان يشهد اب المقبل إقالة الوزير الحالي".
وأعلن نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني في وقت سابق، ان الصيف الحالي سيكون افضل من الصيف الماضي بتجهيز المواطنين بالطاقة الكهربائية، فيما سيكون نهاية عام 2013 انتهاء ازمة الكهرباء بشكل نهائي يقوم العراق بعدها بتصدير الكهرباء الى الخارج.
من جهته، طالب النائب عن كتلة المواطن عبد الحسين عبطان، في حديثه لـ"العالم" أمس، بمساءلة كل مسؤول حكومي أطلق تصريحات وكرر وعودا بتحسين واقع الكهرباء، لأن الواقع الكهربائي ازداد سوءا عن الماضي، فصرف الأموال الطائلة لم يسعف واقع الكهرباء المتردي، ولم يكن له اي انعكاس ايجابي على واقع ساعات التجهيز بالطاقة الكهربائية"، مطالبا "بمغادرة كل مسؤول حكومي منصبه في حال اطلاق وعود بتحسن مستوى الطاقة الكهربائية، كونه غير كفوء".
أما مصعب المدرس المتحدث باسم وزارة الكهرباء، فقد أكد في حديثه مع "العالم" أمس، أن "لوزارة الكهرباء برنامج تأهيل لعدد من الوحدات، وهو قد بدأ منذ منتصف ايلول (سبتمبر) الماضي، حيث سيكتمل نهاية شهر ايار الجاري"، مجددا تأكيده على "إضافة طاقة الى المنظومة الوطنية تصل الى 1500 ميغا واط، من خلال عدد من الوحدات التوليدية التي تم تنفيذها مؤخرا، والتي ستدخل الخدمة قريبا".
وبين المدرس "لدينا وحدة شركةSTS بطاقة 9 آلاف ميغا واط، والتي ستدخل الخدمة في شهر حزيران المقبل، كما لدينا ايضا ديزلات حديثة بطاقة 320 ميغا واط، وديزلات هونداي بطاقة 360 ميغا واط، فضلا عن محطة التاجي بكامل طاقتها 160 ميغا واط، ولدينا وحدتان بمحطة الحلة الغازية بطاقة 500 ميغا واط، وكذلك محطة كربلاء الغازية بطاقة 500 ميغا واط ايضا، ووحدتان من محطة الخيرات بطاقة 500 ميغا واط، واثنتين أخريين في محطة الكيارة بمحافظة الموصل بطاقة 500 ميغا واط". وأضاف أن "كمية استيراد الطاقة سترتفع من ايران باضافة 200 ميغا واط، لتكون الكمية 1200 ميغا واط من ايران، كما تم الاتفاق مع شركة اويل فيلد الاماراتية لتزويدنا بـ 250 ميغا واط عن طريق بارجتين، طاقة كل واحدة منها 125 ميغا واط، وهناك اتفاق مع جمهورية مصر العربية على تزويدنا بطاقة 150 الى 200 تحت مظلة الربط الثماني، وقد تم إبرام عقد مع سوريا بهذا الخصوص، كون الطاقة ستأتي عن طريقها، إذ تم إكمال إجراءات الربط بين المنظومة العراقية والسورية".
وجدد وعود الوزارة بشأن "وصول الطاقة خلال شهر تموز المقبل الى 9 الاف ميغا واط أي بزيادة 3 الاف ميغا واط عن الصيف الماضي"، الا أنه ربط "عدد ساعات التشغيل بعد ان تدخل هذه المشاريع الى المنظومة الوطنية، بكمية الأحمال، فكلما زادات الأحمال قلت ساعات التشغيل".
وتشهد ساعات التجهيز بالطاقة الكهربائية في العاصمة بغداد والمحافظات نقصا حادا إذ بلغ عدد ساعات نحو 6-8 ساعة يوميا وبصورة متذبذبة بعد ان كانت تصل الى 18 ساعة يوميا خلال الشهر الماضي، مما اثار امتعاض المواطنين بشكل كبير، لا سيما بعد الوعود والتصريحات التي ادلى بها مسؤولون بزيادة ارتفاع معدل تجهيز المواطنين بالطاقة الكهربائية خلال ايار الجاري وحزيران المقبل .
https://telegram.me/buratha
