بيان اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيعبمناسبة ذكرى إستشهاد الإمام جعفر الصادق صلوات الله وسلامه عليه.اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع www.alrsool.com/alasghar/aliasghar2008@yahoo.comaliasghar2007@hotmail.comبسم الله الرحمن الرحيمقال الله العظيم في كتابه الكريم: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"،و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الأئمة من بعدي إثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم، هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على أمتي بعدي، المقر بهم مؤمن والمنكر لهم كافر".و في زيارة الجامعة الكبيرة المروية عن الإمام علي بن محمد الهادي عليهما السلام: " أنتم نور الأخيار وهداة الأبرار وحجج الجبار، بكم فتح الله وبكم يختم".أيها المؤمنون الرساليون الموحدون في كل مكان ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنا لله وإنا اليه راجعونالسلام عليك يا جعفر بن محمد الصادق ورحمة الله وبركاته تتقدم اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع الى مقام ولي الله الأعظم المهدي المنتظر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء وعجل الله تعالى فرجه الشريف والى الأمة الاسلامية والعالم الشيعي والحوزات العلمية والمرجعيات الدينية في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وقم المقدسة ومشهد المشرفة بتقديم التعازي في ذكرى شهادة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام رئيس المذهب الجعفري وتسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق أبناء الأمة الاسلامية لإحياء ذكرى شهادته والتحلي بسيرته وسيرة جده الرسول الأكرم وجدته فاطمة الزهراء والأئمة المعصومين وأن يسعوا ويجتهدوا للتفقه في الدين والتعلم في مدرسة فقيه وعالم أهل البيت ، فقد أوصى عليه السلام شيعته ومواليه وأتباعه قائلا:-" ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الدين".إن اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع في ذكرى شهادة الإمام الصادق عليه السلام تطالب أبناء الأمة الاسلامية بأن يتخذوا من الإمام الصادق عليه السلام قدوة وأسوة ومنارا ونبراسا في حياتهم ويسعوا في طلب العلم وتعلم علوم آل محمد والتفقه في الدين والعمل بشريعة سيد المرسلين والتحلي بالمناقبيات والأخلاق الحسنة والفضائل فإن أهل البيت وفي طليعتهم الإمام جعفر الصادق عليه السلام قد أوصى أمة جده وشيعته ومحبيه بالتوحيد والعمل بالقرآن وإتباع سنة جده المصطفى وسيرة جده المرتضى وجدته فاطمة الزهراء والحسنين وإحياء نهضة جده الإمام الحسين وإتباع سيرة جده الإمام السجاد وأبيه باقر علوم الأولين والآخرين الإمام محمد الباقر عليهم آلاف التحية وأزكى السلام.إن أتباع وشيعة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام لابد لهم أن يتعلموا علوم آل البيت ويعلموها الى الناس ليكونوا دعاة الى الرسالات السماوية والفكر الرسالي النير لأهل البيت وليحيوا علومهم كما جاء في حديث للإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام الى أصحابه:-"تعلموا علومنا وعلموها الى الناس فوالله لو عرف الناس محاسن كلامنا لأتبعونا"**************يصادف يوم الجمعة الخامس و العشرين من شوال 1427 للهجرة، ذكرى مرور الألف ومائتين والتسعة والسبعون عاما على إستشهاد الإمام جعفر بن محمد صادق صلوات الله وسلامه عليهما، الذي قُتل مسموما بواسطة الخليفة العباسي منصر الدوانيقي. و الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام هو سادس الأئمة الأطهار من أهل البيت المعصومين الذين نص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على خلافتهم من بعده. و قد ولد في يوم مولد جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سنة ( 83 ) الهجرية وترعرع في ظلال جدّه زين العابدين الإمام علي بن الحسين وأبيه الإمام محمد بن علي الباقر عليهم السلام وأخذ عنهما علوم الشريعة ومعارف الإسلام. فهو يشكّل مع آبائه الطاهرين حلقات نورية متواصلة لا يفصُل بينها غريب أو مجهول، حتى تصل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لذا فهو يغترف من معين الوحي ومنبع الحكمة الإلهية. وقد سنحت الفرصة في عصر الإمام الصادق عليه السلام وكذلك أبيه الإمام الباقر عليه السلام أكثر من عصور سائر أئمة أهل البيت عليهم السلام ليقوموا بنشرعلوم آل محمد، وبهذا تميزت مدرسة أهل البيت التي أشاد بناءها الأئمة الأطهار ولا سيما الإمام الباقر والإمام الباقر عليهما السلام فهي مدرسة الرسالة المحمدية التي حفظت لنا أصالة الإسلام ونقاءه.وهكذا تبوّأ الإمام الصادق عليه السلام مركز الإمامة الشرعية بعد آبائه الكرام وبرز إلى قمّة العلم والمعرفة في عصره مرموقاً مهاباً فطأطأت له رؤوس العلماء إجلالا وإكبارا حتى عصرنا هذا. و لقد كان عامة المسلمين وعلماؤهم يأخذون العلوم والمعارف في مختلف المجالات الدينية والدنيوية من جعفر بن محمد عليهما السلام سليل النبوة وعميد أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً، و كان الإمام مصدر العلم الحديث وملجأ كل العلماء في ذلك العصر.إضافة إلى ذلك كان الإمام الصادق عليه السلام الرمز الشرعي للمعارضة التي قادها أهل بيت الوحي عليهم السلام ضد الظلم والطغيان الاُموي والعبَّاسي معاً.و لقد عايش الإمام الصادق عليه السلام الحكم الاُموي مدة تقارب أربعة عقود وشاهد الظلم والارهاب والقسوة التي كانت لبني اُمية ضد الاُمة الإسلامية بشكل عام وضد أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وشيعتهم بشكل خاص. وكان من الطبيعي ـ بعد ثورة الإمام الحسين عليه السلام أن يكون آل البيت هم الطليعة والقيادة المحبوبة لدى الجماهير المسلمة، ومن هنا بدأت فصائل العباسيين تتحرك باسم أهل البيت وتدعو إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله و سلم وخلافة ذرية فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم، لكن الإمام الصادق عليه السلام قد كشف زيف الشعارات التي كان يستخدمها بنو العباس للوصول إلى الحكم بعد سقوط بني اُمية بعد أن ازداد ظلمهم وعتوهم وإرهابهم وتعاظمت نقمة الاُمة عليهم. و هكذا حينما سقط الحكم الأموي سنة ( 132 هـ ) ووصل الحكم إلى بني العباس إستمر إضطهاد وظلم أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم فعاصر الإمام عليه السلام حكم أبي العباس السفّاح وشطراً من حكم المنصور الدوانيقي بما يقرب من عشر سنوات، ولم يكن الإمام عليه السلام ليستسلم أمام الحكم العباسي فقد كان المنصور يطارده الخوف من الإمام الصادق عليه السلام ويتصور أنَّه اليد التي تحرّك كل ثورة ضد حكمه، مما أدى إلى إستدعائه إلى العراق أكثر من مرة وضيّق عليه وأجرى عليه محاكمة يجل الإمام عن مثلها ليشعره بالرقابة والمتابعة ثمَّ خلّى سبيله.وهكذا عاش الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الفترة الأخيرة من حياته ـ وبعد أن إستقرت دعائم الحكم العباسي ـ حياة الاضطراب والارهاب، وفي جوّ مشحون بالعداء والملاحقة، إلاّ انه استطاع أن يؤدي رسالته بحكمة وحنكة وقوّة عزم ويفجّر ينابيع العلم والمعرفة ويبني الاُمة الاسلامية من داخلها ويربّي العلماء والفقهاء الاُمناء على حلاله وحرامه ويشيد بناء شيعة أهل البيت الجعفري الذي عرف بإسمه فيما بعد ، والذين يمثّلون الجماعة الصالحة والفرقة الناجية التي عليها تتكئ دعائم الخطّ النبوي لتحقيق مهامّه الرسالية بعد أن عصفت الرياح الجاهلية بالرسالة المحمدية الخاتمة وتصدّى لقيادة الاُمة رجال لم يكونوا مؤهلين لذلك، و أخيرا أغتيل الإمام الصادق عليه السلام بواسطة عنب مسموم بعث إليه المنصور الدوانيقي في يوم الخامس والعشرين من شوال سنة 148 للهجرة، بعد أن تعرض مرارا لمحاولات الإغتيال و المطاردة والمؤامرة والحصار، وكان لذلك الوقع العظيم والمصاب الجليل لشيعته فكان لسان حالهم:قتلوا أصدق من فوق الثرى .. بذعاف السم في الأحشاء ساراصدق الحزن بفقد الصادق .. فقده أورى شغاف القلب نارااللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع إذ تتقدم مرة أخرى بأحر التعازي إلى صاحب العصر و الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، و إلى الأمة الإسلامية والعالم الشيعي وإلى جميع محبي أهل البيت عليهم السلام بذكرى إستشهاد الإمام أبوعبدالله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله وسلامه عليهما، تدعو جميع المذاهب والأطياف إلى الإستلهام من علوم و معارف وفقه آل محمد صلى الله عليه و آله و سلم الذي شيده و بنا أسسه الإمام الصادق سلام الله عليه والتمسك بمذهبهم الذي يعتبر الإسلام الأصيل و ضمان الفلاح و السعادة و الفوز في الدارين، كما تدعو جميع الشيعة و المحبين إلى إحياء ذكرى إستشهاد الإمام عليه السلام بإقامة مجالس العزاء والمآتم و التوسل، وذلك حسب وصية إمامنا صلوات الله وسلامه عليه: "أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا".اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيعهيئة الطفل الرضيعكربلاء المقدسة24 شوال المكرم 1427هــ16 نوفمبر 2006 م