وتابع ان "سعر الذهب ارتفع خلال الاسبوع الحالي وتم مبادلته بسعر 1150 دولاراً/اونسة.. كما ارتفع سعر "برنت" من اقل من 49 دولاراً للبرميل الى اكثر من 52 دولاراً للبرميل خلال الايام القليلة الماضية ، سنترك عوامل ارتفاع اسعار الذهب الذي قد يكون سببه بعض التراجع في سعر الدولار، ولنقف قليلاً عند اسعار النفط. لم تحصل تخفيضات مهمة في الانتاج او تحسن ملموس لمعدلات النمو في الاقتصاد الصيني والاوروبي والاسيوي.. كما لم يرفع "الفيدرالي الامريكي" معدلات الفائدة، وبالتالي لم تتحرك العوامل الاقتصادية القادرة على امتصاص كميات النفط الكبيرة الفائضة في الاسواق، والتي كانت السبب الرئيس لانهيار الاسعار في خريف العام المنصرم".
واوضح عبد المهدي انه "رغم ذلك، فان انخفاض الاسعار يعتبر نفسه عاملاً مهماً يدفع نحو عودة ارتفاعها او منع انهيارها كلياً لفترات طويلة ، فنحن نقف في الفصل الاخير من 2015 حيث تنتهي الشركات والدول من وضع خططها الاستثمارية وميزانياتها وحساباتها الختامية وحسابات الارباح والخسائر، وبسبب انخفاض الاسعار اعلنت "شل" مثلاً انها تخلت عن مشروعها لاستثمار 7 مليارات دولار في حقول "الاوف شور" في كندا ، ونشرت الفايننشيل تايمز مؤخرً تقريراً يقول ان حوالي 1.5 ترليون دولار من الاستثمارات العالمية في النفط التقليدي وغير التقليدي، بما في ذلك استثمارات في النفط الصخري في قلب المناطق البترولية في امريكا الشمالية قد استنفذت اموالها بسبب هبوط اسعار النفط لاقل من 50 دولاراً للبرميل.. كذلك انخفض عدد الحفارات، اذ اعلنت مؤسسة "بيكر هيوج" يوم امس بان عدد الحفارات في ايلول الماضي في الولايات المتحدة كانت 848، اي اقل بـ 35 حفارة عما كانت عليه في آب الماضي، واقل بـ 1082 حفارة عما كانت عليه في ايلول 2014 {1930 حفارة}".
واشار الى ان" هناك بعض الاستثمارات اصبحت غير مجدية مع انخفاض اسعار النفط. وبالفعل تشير الاحصاءات عن تراجع معدل الانتاج الامريكي في الفصل الثالث 2015 مقارنة بالفصل الثاني بمعدل 250 الف برميل يوميا وهو ما صرح به الكثير من كبار التنفيذيين العالميين الذين حضروا مؤتمر "النفط والمال" الذي عقد مؤخراً في لندن، مؤكدين بان اسعار النفط باتت واطئة جداً لدعم انتاج النفط الصخري، وان الانتاج الامريكي قد يهبط عام 2016 الى 8.6 مليون برميل يوميا، بعد ان بلغ 9.6 مليون برميل يوميا في نيسان الماضي".
وختم عبد المهدي بالقول ان"روسيا اعلنت انها باتت مستعدة للتفاوض مع بلدان اوبك وغير اوبك حول اسواق النفط.. وشهدت الصادرات السعودية تراجعاً للشهر الرابع على التوالي، لتصل الى 7.28 مليون برميل يوميا ، بعد ان سجلت الصادرات 7.9 مليون برميل يوميا في آذار الماضي. فهناك تفاؤل معقول من ارتفاع نسبي للاسعار، قد يكون سببه بالضبط منع الانخفاض الكبير الذي له اثار غير قليلة على اقتصاديات النفط والطاقة ككل، بل على الاقتصاد العالمي بمجمله".
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha