يمنع المسلحون فرق الصيانة من اجراء اصلاحات في خط الانابيب الرئيسي لتصدير النفط في شمال العراق بعد ان فجروه قبل 40 يوما وهو ما يهدد بتمديد فترة التوقف وهي بالفعل الاطول منذ أيام العقوبات في عقد التسعينات.
ومع استهدافهم خط انابيب كركوك-جيهان في قطاع يعبر فيها منطقة تعرف باسم عين الجحش فإن المخربين -الذين يصفهم مسؤولون عراقيون بانهم اسلاميون متشددون- فجروا بضع قنابل منذ أوقف الانفجار الاول تدفق النفط في الثاني من مارس اذار.
مع اهمية خط الانابيب الذي يصل الي البحر المتوسط للحكومة العراقية التي تأمل بزيادة كبيرة في الصادرات هذا العام واعتياده على فترات توقف قصيرة عمد المسلحون ايضا الي قتل أطقم الصيانة مما دفع مسؤولين بصناعة النفط في الموصل الي التشكيك في تفاؤل بغداد بعودة خط الانابيب الي العمل الاسبوع القادم.
وقال مسؤول بارز بشركة نفط الشمال العراقية لرويترز “قررنا وقف جميع عمليات الاصلاح في عين الجحش الي ان نتأكد من ان أطقمنا لن يقتلوا… تدفق النفط مهم لكن دماء موظفينا غالية.”
وقال وزير النفط العراقي عبدالكريم لعيبي هذا الاسبوع ان ضخ النفط الي ميناء جيهان التركي من المنتظر ان يستأنف الاسبوع القادم بعد اجراء اصلاحات لخط الانابيب الذي ينقل حوالي 20 بالمئة من اجمالي صادرات العراق من الخام.
لكن مسؤولين بشركة نفط الشمال ومسؤولين أمنيين في الموصل -لم يشأ أحد منهم ان يتحدث علنا- قالوا ان الامر يحتاج الي قوة أكبر كثيرا لضمان امن خط الانابيب في منطقة امتدت اليها عمليات جميع الجماعات المرتبطة بالقاعدة في سوريا.
وقال مسؤول امني كبير مشيرا الي عين الجحش التي اطلق عليها موظفو شركة نفط الشمال اسم “تورا بورا” نسبة الي معقل حركة طالبان الافغانية “يستحيل علينا ان نسيطر عليها بشكل كامل… نحتاج الي جيش كامل بدبابات وطائرات لفرض السيطرة على الارض.”
وهددت أطقم الصيانة بالانقطاع عن العمل لتفادي ارسالهم الي المنطقة التي قتل فيها خمسة فنيين قبل شهر قبل ان يتمكنوا من اصلاح الاضرار التي أحدثها الانفجار الاول. ومنذ ذلك الحين وقعت ثلاثة تفجيرات اخرى احدثت مزيدا من الاضرار في خط الانابيب. وأحبطت هجمات مباغتة ثلاث مهمات اخرى للاصلاح والصيانة على الرغم من وجود حراسة عسكرية.
وقال مسؤولون ان خط انابيب كركوك-جيهان إغلق 25 يوما اثناء الغزو الامريكي للعراق. ومع تعرضه لاضرار في القصف الجوي الغربي اثناء حرب الخليج عام 1990 ثم إبقائه مغلقا بسبب عقوبات الامم المتحدة التي فرضت على حكومة صدام حسين إعيد فتح خط الانابيب في 1996 عندما سمح للعراق ببعض صادرات النفط.
وتمكنت أطقم الصيانة من اجراء اصلاح سريع للاضرار التي احدثتها هجمات متقطعة على مدى السنوات العشر الماضية. لكن مسؤولين قالوا ان أحدث تخريب أرغم شركة نفط الشمال على إغلاق بعض محطات الانتاج في حقلين نفطيين رئيسيين في كركوك مما خفض مجمل الانتاج الي حوالي 225 ألف برميل يوميا من حوالي 550 ألف برميل يوميا قبل الهجوم.
وهاجم المتشددون ايضا منشات للطاقة قرب الموصل بعيدا عن خط الانابيب. وفي اواخر مارس اذار تمكن مسلحون من زرع أربع قنابل داخل حقل القيارة النفطي الي الجنوب من المدينة وانفجرت قنابل قرب بئر نفطية. ومازال الغاز يتسرب منها.
والجانب الاكبر من نفط العراق ينتج في الجنوب ويصدر الي الخارج عبر الخلي لكن إغلاق الطريق الشمالي يعطل نموا مأمولا للصادرات يعرقله ايضا في الشمال نزاعات مع السلطات الكردية.
والعراق هو ثاني اكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) ومصدر النفط الاسرع نموا في العالم في اعقاب سنوات من العزلة والعنف ويتوقع الكثيرون في صناعة النفط العالمية ان تزيد المبيعات بشكل كبير هذا العام في اعقاب تراجع القوة الدافعة لنمو الصادرات في 2013 .
وبلغ متوسط تدفق النفط عبر خط انابيب كركوك-جيهان العام الماضي 300 ألف برميل يوميا. وقال لعيبي يوم الاربعاء انه يأمل بان يرسل العراق مليون برميل يوميا بحلول نهاية العام بمساعدة من خط انابيب جديد بطول 200 كيلومترا الي تركيا.
ويشكو مسؤولون في تركيا من ان نظراءهم العراقيين لا يطلعونهم على التطورات عن حالة خط الابابيب ولا يعرفون متى ستستأنف الصادرات. وقال مسؤول كبير بقطاع الطاقة التركي “الشركات التركية والاجنبية غير راضية عن هذا الوضع لانها لا يمكنها شراء النفط.”
17/5/140411