( مروان توفيق )
لا يختلف اثنان على ان الذين يقومون بالاعمال الانتحارية في العراق هم من حاملي الفكر السلفي فهم يعلنون ذلك بانفسهم في مواقعهم على شبكة الانترنيت وفي قنوات الاذاعة ويتفاخرون بجهادهم التفجيري لاعلاء كلمتهم وللتبشير بمعتقداتهم . وفي ذات الوقت يقوم اخوانهم واصحاب ذات الفكر والمؤمنون بعين المذهب بالبكاء والنحيب على رؤوس الاشهاد لاستجداء الدول والرأي العام في سبيل حمايتهم من القتل والعنف الدائر في العراق! أما الدول التي تساند نفس الفكر والمذهب فتقف موقف المتفرج وموقف الداعي لايقاف العنف وتدعي السلام منادية بتعاليم الاسلام السمحاء, وفي اغلب الاحيان تسقط تلك الافعال الهمجية على اشباح وهمية لاوجود لها. المتأمل في هذه التناقضات من أي جهة خارجية عن الاحداث والجاهلة بتعاليم (العنف السلفي) يقع في حيرة . لكن العالم بتاريخ ومنشأ المذهب فأن لا يستغرق وقتا طويلا للبت في هذا الموضوع ويفسر تلك الاعمال بسهولة ويسر ويشير ببديهية الى مصدر هذه الاعمال.
لم يحدث يوما ان قام شيعي مسلم بعمل من هذه الاعمال التي تخالف مبادؤه حتى وأن كان من غير الملتزمين بعقيدته , حيث أن فطرة الانسان السوي تجنح به نحو السلام والمحبة فلا يحتاج الانسان غير الملتزم بان يقحم نفسه للايمان بالقتل الجماعي للناس الابرياء وهو الذي نشأ على فطرة محبة الانسان لأخيه الانسان تلك الفطرة التي فطر الله الناس عليها, فكيف بالمؤمن بالمذهب ذلك المذهب الذي من اولياته اعتبار الناس صنفان أما اخ في الدين أو نظير لاخيه الانسان في الخلق . وكذلك الحال لبقية الاديان والمذاهب في العراق . فلم يقم بتلك الاعمال مسيحي أو يزيدي او صابئي أو من أي فئة او مذهب. اذن ابطال الجهاد التفخيخي هم أناس ممكن تميزهم بسهولة عن اي صنف وطائفة.
يعلل المفخخون اعمالهم بأنها جهاد ودعوة لدينهم ومذهبهم , احيانا يقولوا أنه مذهب الجماعة واحيانا هو صراط السلف وغيرها من الشعارات التي تستقوي بالاغلبية وبمذهب (الجماعة) وهم في دعواتهم العنيفة في القتل انما يفصحون عن نواياهم ويعلنوا عن دعوتهم بتلك الاعمال التي يسمعها ويراها الناس كل يوم في عراقنا الجريح. هل حقا طريقة الدعوة لهذا المذهب ستجعل الناس يؤمنوا ويهتدوا بعد الضلال الى الايمان بالقتل والذبح؟ لا يوجد عاقل من بني الانسان يصدق بهذا, وهل هؤلاء الدعاة هم من الغباء لان يصل بهم الحال في دعوتهم لجذب الناس الى طريقتهم, هل يصل بهم الحال الى هذا الانحطاط الفكري والخلقي؟ ربما حقا هم اغبياء, فمن الذي يفجر نفسه بحزام ناسف ليقتل النساء والاطفال والرجال الابرياء وهم يتسوقون لأيام العيد. ألا يتوقع ذلك الذي يقتل نفسه منتحرا انه قد يقتل مسخا مثله ممن يحملون نفس فكرته ربما قد يكون ماشيا في ذات السوق أو راكبا في ذات الحافلة التي تم فيها التفجير الجهادي و(الدعووي), هذا الاحتمال وارد وجوابه عند منظري الفكر الاغبياء حيث من عقائدهم الايمان بالقضاء والقدر وان الخالق يحاسب الناس على نواياهم , فموت العابر المؤيد للقاتل- وأن كان يحمل عين الفكر الظلامي- قد يكون حسنة ايضا لأن القاتل قد عجل بأجله(بتوفيق الخالق ووفقا لقدره المحتم) ,عجل باجله الى الجنان. واذن الدعوة هي للقتل العشوائي , وقتل كل الناس الذين لايحملون الفكر الظلامي الانتحاري وبالقضاء و (التصفية الجسدية) سيقل عدد الكفار من الشيعة والمسيحيين والصابئة ومن كل الاديان والطوائف الاخرى.
أما الذين سيهتدوا الى هذا الفكر الظلامي فليس هناك أي مؤهلات فكرية للانضواء تحت الخيمة السلفية , المطلوب هو أناس فاشلون في الحياة, محرومون من لذات الحياة وأطيابها ولكنهم بأيمانهم سيعوضون في الاخرة عما فقدوه في هذه الحياة ومن هذه الطيبات لذة الاكل والنكاح والسؤدد والجاه والاولاد وكل مايحلم به الانسان المحروم من اطايب هذه الدنيا بحكم فكره القاتم. أما الذين لايجدون الشجاعة للقيام باعمال القتل رغما عن وجود كافة انواع المخدرات( والكبسولات) فأنهم يستيطعون الجهاد بالبكاء والعويل من على منابر الجوامع وفي القنوات الفضائية وبالمناداة بالسلم والمصالحة وفي نفس الوقت يتمتعون بمشاهدة القتل والذبح تشفيا بباقي الناس من (الكفرة) ونسوا وهم في غمرة غباءهم العقائدي أنهم يشجعون على القتل بسكوتهم عن هذه الوحشية وهو مكتوب عندهم في كتبهم ما معناه أن من ساعد على قتل انسان برئ ولو بشق كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين حاجبيه ايس من رحمة الله. لكنهم يغضون الطرف عن هذا ويتعللون بالجهاد لان الجهاد عندهم هو قتل كل الناس الذي ليسوا مثلهم , فيا لعجائب التناقض!
من يقدر أن يحبس دموعه من بني الانس والجان وهو يرى لعب اطفال جديدة في ايدي جثث ممزقه كانت تحلم بيوم العيد, بأمرأة كانت تعد الدقائق للعودة الى البيت لاعداد طعام الافطار لذويها لكنها احترقت بنار الجهاد .الى كل من يعاضد هذه الاعمال الاجرامية بحق ابرياء الناس سواء بالكلمة او حتى بايماءة ويستحسنها بقلبه المظلم أقول تبا لكم واللعنة عليكم يا مسوخ الخلق. الى كل العلماء والخطباء الذين يتباكون في العلن وهم يعرفون منشأ هذه الاعمال ومصدر تلك الافكار المقيتة التي تجند الشباب المريض لقتل نفسه على امل جنة ومن اجل غلبة الدعوة أقول تبا لكم وسحقا يا شر الخلق. لن تنفعكم صلاتكم ولا صومكم, لن تشفع لكم عمائمكم وقفاطينكم الشرعية, ادعوا بالنصر والغلبة وجاهدوا باموالكم وخطبكم وشعاراتكم فلن تقنعوا الناس بعفونة المبادئ القذرة التي تحملونها,أما وجوهكم الساجدة في خشوع صلواتكم المزيفة أنما هي تقبل الارض مثوى الشياطين والسفلة. لن تنفعكم قوة الدول التي تساندكم بمالها ونفطها و(عكلها), ولن تبرر افعالكم المخزية طيبتكم المصطنعة, ولا بيوت الايتام التي ترعوها أو الاموال التي تنفقونها رياء الناس. فأنتم الذين كتب على جباهكم مبلسون من رحمة الله , فتعسا لفكركم المظلم القمئ .
اللهم ارحم شهداء العراق المظلومين من عابري السبيل من الاطفال الابرياء الذين قضوا وهم في انتظار عطلة العيد وحلوة العيد و زيارة الاهل والاحباب, اللهم ارحم كل الناس في بلادي المعذبة من اهل الاديان ومن غير المؤمنين بالاديان واللعنة على ذلك الفكر الظلامي وعلى حامليه من الملثمين و على حامليه من غير الملثمين الذين مانعتهم مراكزهم واحزابهم واستقووا بحضانة مناصبهم. هؤلاء الشهداء الابرياء لهم الملائكة أما انتم فليس لكم سوى زبانية جهنم, والخزي في الدنيا وعذاب قادم لامحالة.مروان توفيق
https://telegram.me/buratha