المقالات

من يقف معهم في انتفاضهم؟ عشائر الانبار تنتفض ضد التكفيريين والبعثيين الصداميين

1759 20:08:00 2006-09-24

( بقلم : علي حسين علي )

منذ ثلاث سنوات وحتى يومنا هذا، ما يزال ابناء ورؤساء العشائر في المنطقتين الغربية الشمالية الغربية يتصدون للارهابيين التكفيريين من دون أن تقدم أية جهة حكومية كانت أو من القوات متعددة الجنسية أي دعم لهم أو اسناد..وكانت نتيجة لهذا الموقف الغريب من الجهتين اللتين تملكان القوة(الحكومة والمتعددة)إن استطاع التكفيريون والبعثيون الصداميون من الاستيلاء على كامل المنطقة واحتلالها عسكرياً واخضاع ابناء العشائر وقهر إرادة زعمائهم وتأسيس أكثر من أمارة لطالبان خارجة على الدولة ومنفصلة عنها، ولا تخضع إلا لقانون التكفيريين الظلامي..فلا مدارس ولا طلاب ولا مستشفيات ولا محاكم ولا شرطة ولا جيش.. وخلاصة القول أن المنطقة الشمالية الغربية وجارتها الغربية قد اقامتا(دولة ارهابية تكفيرية)في هذا الجزء العزيز من العراق.

واقامة هكذا(امارة)أو(دولة طالبانية)يعني أول ما يعني أن المنظومة الاجتماعية التي حكمت المنطقتين بالقيم العربية والاسلامية الأصيلة قد دمرت، وحلت معها أعراف قسرية تكفيرية..ومع أن جميع ابناء المنطقة من العرب السنة، إلا أن التكفيريين لا يعترفون بعروبة أهلها، بل ينكرون عليهم أية ارتباطات عشائرية، وكذلك لا يعترف التكفيريون بأي قومية حتى وأن كانت هذه القومية هي الوحيدة في المنطقة..فضلاً عن ذلك فقد فرض التكفيريون ممارسات تعد منكرة وخارجة على الاعراف والقيم التي كانت سائدة، وهي أنهم فككوا العلاقات بين الفرد وعشيرته أو هم ماضون في ذلك، مع أن هناك صعوبة في تحقيق هذا المأرب، وأجبروا ابناء العشائر على الولاء للجماعات التكفيرية بالقوة والعنف، والذي يعارض هذا المنحى يقتل بتهمة الردة!!

وهذا الولاء(القسري)للجماعات التكفيرية الارهابية ترتب عليه اجبار الشباب على وجه التحديد على ترك الدراسة في المدارس الحكومية التي كانت قائمة الى ما قبل ثلاث سنوات، واستعيض عنها بالمدارس(الدينية)التي كل ما ينتج عنها هو الانغلاق والقطيعة مع العلم، وترك الحاضر للعودة الى العهود الظلامية السابقة..والانكى من ذلك هو اجبار الشباب أو القادر على حمل السلاح(من 10سنوات الى 70سنة)للتطوع في صفوف الجماعات الارهابية التكفيرية لمقاتلة ابناء الوطن أو لتفجير السيارات أو الاجساد المفخخة وسط المدنيين.

هذا الوضع الصعب والمتردي الذي يعيشه ابناء المنطقتين الشمالية الغربية والغربية قد تم فرضه بالقوة والعنف والارهاب..ولكنه ليس كما يتصور البعض بأنه غير قابل للتغيير، فقد حدثت عدة انتفاضات في المناطق المذكورة قادها زعماء العشائر، وتصدت العشائر للهيمنة التكفيرية، ولو كانت تلقى بعض المساعدة من الحكومتين السابقتين أو المتعددة الجنسية لتغير الحال وانحسرت قوات الارهابيين وتراخت قبضتهم على هاتين المنطقتين العزيزتين واللتين تعيشان اسوأ حالات الاحتلال الارهابي التكفيري.

في الاسابيع القليلة الماضية أعلن رؤساء عشائر الانبار وشاركتهم زعامات عشائر أخرى في المناطق المجاورة عن حلف بينهم أساسه التصدي للارهابيين التكفيريين لطردهم من المناطق التي احتلوها..وقد شهدنا وسمعنا هؤلاء الرجال الشجعان وهم يؤدون اليمين على القرآن الكريم على مقاومة اعداء الاسلام من خوارج العصر..ولكن، ما نعرفه بأن هذا التجمع العراقي الأصيل يحتاج الى معاونة الدولة أولاً والقوات المتعددة ثانياً لتمكينهم من دحر الارهابيين، ولعل من الانصاف التذكير بأن الارهابيين لهم من القوة وبما يملكون من روح الكراهية والبطش ما يجعل رؤساء العشائر بحاجة الى دعم عسكري وحكومي أو من قبل المتعددة الجنسية.وكنا نتوقع قبل اعلان زعماء القبائل العربية في الانبار وجوارها أن تنفذ المتعددة الجنسية والقوات العسكرية العراقية خطتها لتنظيف محافظة الانبار التي اعلن عنها قبل عدة أشهر وقد تأجل تنفيذها بذريعة أن يتاح فرصة لمشروع المصالحة الوطنية كي تجري في مناخ مناسب ومستقر، مع أننا نعلم أن الارهابيين غير مشمولين بالمصالحة-حسب ما أعلن-وان وجودهم بهذه القوة وهذا الحجم هو الذي يعرقل أي مسعى للمصالحة الوطنية أن لم نقل فشلها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك