المقالات

من يغذي الارهاب في العراق

1605 15:35:00 2006-09-18

( بقلم : عبد الرزاق السلطاني )

من الخطوات الجادة لبناء العراق الجديد، سعت الحكومة المنتخبة بفتح فضاءاته مع كافة الدول الاقليمية والدولية، لفك العزلة التي تحيط به، فضلا عن ازالة مخلفات النظام الصدامي وما تركه من آثار سلبية على دول الجوار بخاصة، فالاختلافات مع تلك الدول هو من موروث سابق احاطت بها الرؤى الضيقة التي رفضتها المناخات المضطربة انذاك، فالتصادم لم يولد الا الحروب والصراعات والمصائب على العراقيين الذين لا زالوا يدفعون ضريبة تلك التركة، فزيارة دولة رئيس الوزراء لجمهورية ايران الاسلامية الاخيرة هي لتفعيل الافاق التي من شانها ان تبني وشائج حسن الجوار وتغلق الملفات العالقة التي شكلت عبئا كبيرا على كاهل العلاقات العراقية – الدولية.

فمن ضمن وهج تقدم العملية السياسية تقويض الارهاب بالخطوات الامنية الفاعلة فيما حاول البعض عرقلة تقدم بناء العراق الحضاري بخطوات غير صحيحة من خلال تضليل الراي العام بافتعال الازمات لمصادرة حقوق الاكثرية البرلمانية الساحقة فمحاولات تعطيل الورقة الخاصة بالاقاليم وارجائها ليست بالحالة الصحية فهي قمع للخيار الشعبي، فمن يخشى التحولات الجديدة هم اتباع المركزية وحدهم الذين غلبوا انتمائهم الطائفي على الانتماءات الوطنية وتصرفوا بردة فعل دافعها الاحتقان لاعادة الماضي الصدامي السلطوي لتحكم الاقلية بنظام قمعي حديدي، يهمش المواطن ولا يسمح باية محاولة للمشاركة في الحياة السياسية العامة ضمن القبضة الحديدية وتتحكم فيه المنظمة السرية، لقد سعت الاطراف الوطنية لدعم فيدرالية الوسط والجنوب للسير بالعملية السياسية وتوجيه بوصلتها نحو تطبيق الاسس الحقيقية لبناء وتطبيق دولة المؤسسات الدستورية، وهذا المفهوم في حقيقة القول سيساعد على خلق بيئة عراقية ذات تمثيل واسع، فهي اي – الاقاليم – عنصر قوة وليست عنصر ضعف كما يصورها البعض وهي السبيل للخروج من المازق الارهابي الصدامتكفيري، اننا نتحدث عن نظام عرفه الاباء والاجداد ومطبق بـ(69) دولة عصرية تعيش اعلى حالات الرخاء والحرية والاعمار، كما هي مدعاة لتحديد سلطة المركز، ومن المؤكد ان الدولة المركبة هي القادرة على انتشال الواقع المرير لابناء المناطق المحرومة اذا بنيت على اسس تخطيطية عالية الدقة، فلابد من التسليم بها كونها واقع حال لاقرارها الدستور الدائم الذي صوت له غالبية العراقيين، فنظام التعددية السياسية هو عكس الشمولية والاستبداد، فالتشكيك بوطنية من قارع اللانظام الصدامي الذين تبنوا ثقافة التغيير هو بحق ذاته جناية بحق العراقيين، فمن يحاول عودة الاقصائية في تسخيره الابواق الاعلامية لضمان ديمومة رزوح نظام البعث واعادته بلبوس جديد، فلابد من لجم تلك الافواه التي تروج للعنف والايادي الخفية التي تحركه ضمن المنحنيات الخبيثة التي تحاول ايقاف تقدم العملية السياسية.

وعلى هامش محاكمة الطغاة فبعد سنتين من التجاذبات التي نعتقد انها اخذت منحى جديدا للمحكمة الخاصة بقتلة الشعب العراقي اخذت بعدا صارخا وتحديا كبيرا لمشاعر الملايين من ابناء المقابر الجماعية والانفال، فالتطور السلبي الاخير الذي تبنته المحكمة لاعتى ديكتاتور عرفته البشرية جوبه بمجاملات فارغة بدلا من الادلة الدامغة التي احاطت به، انما تنم عن تصرفات غير موفقة بنزاهة القضاء العراقي، فالحقيقة المؤلمة استمرار المحكمة بهذا النهج من دون تقديم اعتذار منها عن هذه الاصطفافات غير المسؤولة.

في الوقت الذي شهدت فيه الساحة العراقية وكما هو جلي تزايد دخول معدلات التكفيريين وتفشي هذه الظاهرة التي ستنعكس سلبا على علاقات العراق بالدول المصدرة للارهابيين الذين ضلعوا في عمليات القتل على الهوية والتهجير القسري المستمر لاتباع اهل البيت(ع)، فالاتفاقيات الامنية المجتزأة لا طائل منها اذا لم تفعل الادوات التي تحد من تسرب تلك القطعان عبر الحدود العراقية، ومن ضمن المعايير اللااخلاقية ايواء الصداميين للحد من ايجاد شروخ في العلاقات العراقية – عربية، فيجب على تلك الدول الالتزام بالمواثيق واحترام حسن الجوار، فالادلجة في استهداف العراقيين دون متعددة الجنسيات هو على خلفيات سياسية ومسميات تبنى على اساسها المواقف فعلى تلك الدول ان تعيد حساباتها وان تكون على قدر كبير من المسؤولية والاعتدال لان عراق البعث ولى الى غير رجعة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك