( بقلم : جواد السعيد )
كل المآسي التي مرت ولازالت تمر بالشعب العراقي بكل مكوناته سببها نظام الحكم المركزي المقيت الذي أسس له وقاده أقلية عنصرية شوفينية متخلفة في البلاد وهذه الأقلية هي وحدها التي تتحمل المسؤولية كاملة عبرعمر الدولة العراقية الممتد منذ عشرينات القرن الماضي الى يوم سقوط بغداد عام 2003 بيد القوات الأمريكية ودخول البلاد في هذا النفق المظلم وهذه الأقلية لاتريد أن تعترف بهذه الحقيقة الواضحة بل لازالت تحلم بالعودة الى مسك زمام القيادة مرة أخرى بل العودة الى الحكم الدكتاتوري وقتل المكونات التي تخالفها في الرأي والمذهب واللون واللغة وغيرها ومستعينة بما يسمى بعمقها الستراتيجي العربي العنصري المتخلف ولهذا فهي تتضرع تحت عدة أسباب وتخرج في عدة عناوين وتعلن شعارات قديمة وجديدة من أجل طرد الأغلبية صاحبة الحق في أدارة البلاد والتي أبدت بدورها مرونة وكرما منقطع النظير بعد أن ظفرت بالنصر ومسكت بزمام الأمور.
ومن كرم هذه الأغلبية وإخلاصها وتفانيها في سبيل خدمة العراق كله وحفظا لكرامة الأنسان فيه وضمانا لعدم عودة الدكتاتورية طرحت مشروع الفدرالية ذودا عن الكرامة وصيانة للحقوق كي يعيش الأنسان عزيزا كريما بعيدا عن الأنتهاك والتعسف.
مشروع الفدرالية ليس تقسيما كما يدعي البعض وليس تكريسا للطائفية وليس حيازة واحتكارا للثروات وليس إنعزالا في بقعة من الأرض وليس تبعا لدولة أخرى وليس تنفيذا لمشروع المحتل كما يسمونه وليس ضربا أو قتلا لمشروع مايسمى بالمصالحة الوطنية المزعومة وليس .. وليس، وانما هو الحل الناجع لحماية العراق من عودة الدكتاتورية وحماية للمكونات العراقية من تسلط فئة قليلة متخلفة على شؤون العباد و البلاد وسلب ثروته وتحويلها الى دول أخرى، بل هي حفظا لوجود دولة تسمى العراق والذي لا يقر فدرالية الوسط والجنوب إنما يسعى لتقسيم العراق وضياعه،إذ سوف تسعى جهات شيعية متطرفة لأقامة دولة شيعية حتى لو كانت علمانية المذهب المهم حفظ كرامة الأنسان في الوسط والجنوب.
الفدرالية حق لنا في الوسط والجنوب كما هي حق للأخوة الكرد في كردستان الحبيب، حق لنا في الوسط والجنوب على اختلاف مذاهبنا وافكارنا اسلامين وعلمانين سنة وشيعة وتركمانا وآشورين وصابئة حق لنا في الجنوب مهما أطلقوا علينا من تسميات حق لنا سنبلغه وإن طال السرى.
وكل من يعارض الفدرالية واقامة الأقليم أما أنه لم يفهم ماهو النظام الفدرالي وماهي فوائده وليس برجل دولة أو يبغض الشيعة كلهم وإن كان شيعيا يرتدي الزي الديني أو يتأسلم أو يعتنق الفكر الأسلامي الشيعي أو مرتدا ومنحازا لفئة تربطه فيها مصالح ذاتية نفعية ومرتشيا.
كل النواب الشيعة في مجلس النواب على اختلاف توجهاتهم اذا لم يسعوا لتنفيذ مشروع الفدرالية فهم خائنون لقضية مصيرية تهم أبناء جلدتهم وسوف يتحملون وزر المأساة التي ستقع على الشيعة مستقبلا والتي تقع الآن ، وأخص بالذكر أعضاء كتلة الأئتلاف الذين لم يتبنوا هذا المشروع واعتقد جازما انه ليس هذا من حقهم بل نحن الذين انتخبناهم كان من ضمن ما عرفناه عنهم هو تبنيهم لمشروع الفدرالية أما وقد غيروا آرائهم الآن فهذه هي الخيانة بعينها مهما كانت الأسباب التي تذرعوا بها سواء كانت وجود احتلال أو غيره فاذا كان الأحتلال سببا لعدم مشروعية كل شئ فأن وجود هذا النائب في المجلس التشريعي باطلا أيضا وعلية أن يترك المقعد لنائب أكثر منه شجاعة، نريد نوابا يدافعون عن حقوقنا كاملة يفكرون بمنتهى الأخلاص والوفاء للشيعة لايفكرون بطريقة غوغائية تحت شعارات الوحدة الوطنية الخادعة أو الوحدة الأسلامية المزيفة أو الوحدة العربية وغيرها من الشعارات التي تكرم التراب على الأنسان,وهذا أيضا انقلابا على الدستور وتحديا لأرادة الأمة التي تحدت الأرهاب وانتخبت وصوتت له. وأي نائب شيعي يعارض فدرالية الجنوب انما يعادي أبناء الجنوب ويقف بجانب أعدائنا من أمثال صالح المطلق وعدنان الدليمي وظافر العاني وغيرهم، ومن المعيب جدا أن تكونوا يا نواب الشيعة بجانب أعدائنا ،يامن أوصلكم أبناء الجنوب الى البرلمان وصرتم قادة بفضلهم ولا فضل لكم عليهم اطلاقا فسوف تلاحقكم لعناتهم اذا ما فرطتم بحقهم في الفدرالية. ، فإنكم والحال هذه كالتي أنكثت غزلها من بعد قوة انكاثا أو كالمرأة الحامل كما وصفها أمير المؤمنين عليه السلام إذ قال:-- (... حملت فلما أتمت أملصت ومات قيمها وطال تأيمها وورثها أبعدها..) الخطبة 71 نهج البلاغة.
الوقوف مع ما يطالب به سماحة السيد عبد العزيز الحكيم لمشروع الفدرالية وإقامة إقليم الوسط والجنوب وإقليم بغداد مهم جدا في هذا الوقت وطرحه هذا واصراره عليه إنما ينبع من إخلاصه للقضية الشيعية أولا وحرصه على أن يبقى العراق موحدا وتصان فيه حقوق الأنسان كاملة كما أنه يلبي طموحات أبناء الوسط والجنوب ويعبر تماما عن ما في ضمائرهم ويحقق أهدافهم، وعلى كل عراقي شريف يريد الخير لأبناء الوسط والجنوب الخير ماعليه إلا السعي ليل نهار وبكل أصرار على تنفيذ هذا المطلب الجماهيري المشروع.
فيا شيعة العراق ويا أبناء الوسط والجنوب خذوا حذركم واسعوا جاهدين للتمسك بمشروع الفدرالية واقيموا إقليمكم الآن وليس غدا لأنها آخر فرصة لكم لصون كرامتكم وحقن دمائكم وبناء كيانكم ليترحم عليكم الأجيال ويشكروا لكم حسن صنيعكم، وإلا سوف تقتلون تحت كل حجر ومدر وتنتزع حقوقكم وتعودون مواطنين من الدرجة العاشرة عبيدا لأبناء تكريت آل عبد السطيح اليهودي جدهم وخدما لأبناء عانه والأنبار والشرقاط وغيرها من مدن التعسف والجور والظلم أبناء السلاجقة والدخلاء علينا أيام بني العباس وأيام الترك ويتمشدقون بالعروبة بهتانا وزورا لأنهم لا يعترفون بعراقيتكم باعتباركم فرس صفويون حسب إدعائهم ولا يعترفون بإسلامكم لأنكم رافضة كفار يجوز قتلكم وسفك دمائكم وسبي نسائكم ونهب ثرواتكم وهذا ما يحصل على رؤوس الأشهاد. جواد السعيد- السويد
https://telegram.me/buratha