( بقلم : مهدي الحسني )
ان الدكتاتورية والحزب الواحد التي حكمت العراق 35 عاما وبكل ماأحتوحته تلك الفترة من القتل والتهجير والأبادات الجماعية وسياسة التفضيل والعنصرية على أسس طائفية وقومية وسياسية وعشائرية, هذه السياسات تشكل العنصر الأساسي للتحرك نحو أقامة نظام الأقاليم غير المركزي لقطع المجال أمام عودة الدكتاتوريات لحكم الشعب ولو تأسست تلك الأقاليم غير المركزية فيا حبذا لو تبقى على شكل أقاليم لفترة من الزمن لتعيش تلك التجربة قبل ان يتم الحديث عن توحيد الأقليم وذلك فقط تجنُباً من الوقوع في دكتاتوريات جديدة .
المعروف عن النظام الدكتاتوري السابق ماعدا مجازره التي ارتكبها على أسس طائفية وقومية انه أرتكب جرائم تحمل كرهاً عشائريا وفي طياتها حُب الأنفرادية والنزعة الشخصية المريضة لرأس النظام وساهم في توطيد تلك النزعة العدوانية عدد من البهائم التي تظهر معه جالسة في قفص الأتهام اثناء جلسات المحاكمة , وكما نعلم فأن رئيس النظام كاد ان يُحول مدينة تكريت الى عاصمة ثانية لكيانه المقبور بعد بغداد ومن ثم ليُحولها الى العاصمة الأولى حيث أنشأ فيها كل المُستلزمات الضرورية من مطار حديث ومُنشآت أخرى بل وأستقبل بها رؤساء ووفود رسمية فيما كان الخراب صفة لمحافظات أخرى تنبع في أراضيها خيرات وثروات العراق , وقد ذكرت تكريت ليس لغرض الشماتة ولكن رئيس النظام لم يسلم منه حتى ابناء عشيرته والذين قتلهم منهم لم يكونوا بسبب عداء شخصي أو نزاع سلطة فقط بل جناح عشائري مستاء من اوضاع البلد المأساوية التى سببها الرئيس المخلوع ولولا حب القتل والتلذذ به الذي كان يتمتع به الرئيس المخلوع لَكُنَا قد سمعنا بتحركات عشائرية أخرى ضده ولكن أجرامه ألغَير محدود وضع حد لتلك ألأحتجاجات, وقد شمل بطش النظام بعض العشائر بسبب بعض المحاولات الأنقلابية التي قام بها بعض أبناءها الذين كانوا في مواقع قيادية في الجيش العراقي كعشائر الموصل وألأنبار, وكانت سياسة النظام هي تقريب عشيرة لأجل ضرب أخرى مجرد لأن أصوات ظهرت هنا وهناك تُعبر عن حالة استياء عام ضد سياسات رئيس النظام المخلوع لما أوصل البلد اليه بسبب الحروب الرعناء المُتكررة , وكانت عقوبة الأعدام تُنفذ بالغالبية الرافضة لسياساته الهوجاء وأذا كان البعض قد أفلت من ألأعدام فهو لأن رأس النظام كان يخاف بنفس الوقت من أنتفاضة عشائرية تُطيح به ولذلك لم يجرؤ على استخدام سياسة ألابادة الجماعية ضدهم كما استخدمها ضد غيرهم , وأني أرى غرابة ظهور بعض الاصوات العشائرية التي تُطالب بأطلاق سراحه وعودته الى الحكم كي تستقر الأوضاع وأرى ان تلك ألاصوات أنما تنتقص من قدرتها هي على ضبط الأوضاع وتحقيق ألاسقرار ولن يستطيع رئيس النظام المخلوع تحقيق أسقرار هي غير قادرة على تحقيقه ولذلك أن القدرة وألأمكانية والمبادرة تقع في يدها وبألتعاون مع كل عشائر العراق لتحقيق الأستقرار وأن مبادئ البعث هي ليست من قيم العشيرة وأخلاقها وأن من يقتل الشرطة والجيش الذين هم موجودين لحمايتنا , لايحمل هذا القاتل قِيَم العشيرة التي تُجير من أستجار بها حتى لو كان عدوها , ان ازلام النظام واعوانهم التكفيريون هم من يقتلون أبناءكم المدنيين والجيش والشرطة وهم من يستبيح النساء ويقوم بعمليات الخطف .
وسمعت اقوالاً غريبة مثل أن يُصدر رئيس النظام بياناً يدعوا للتهدئة , تهدئة أي شئ هل المعني التوقف عن التفجيرات وقتل الاطفال والنساء والتوقف عن تدمير البُنى التحتية , فماذا لو سمع هؤلاء الجرذان كلام رئيسهم , هذا يعني أنكم تطالبون أطلاق سراح مجرم هكذا هم أعوانه قتلة وسفاحين فهل هذه من خِصال وقِيَم العشيرة .
أن سوء الأوضاع بشكل عام وعلى جميع الأصعدة وأستمرار حالات القتل والتهجير القسري سوف لن تُثني من يدعوا للفدرالية من ألأستمرار بدعوته طالما لم يحدث شيئاً ملموساً من أستقرار ألأوضاع ولكن لو حدث تطور وتغيير جوهري في عمليات القضاء على ألأرهابيين فقد يخلق ذلك جواً من الثقة المتبادلة والتفاؤل وسوف تتولٌلد مع الوقت قناعات جديدة بفائدة نظام الأقاليم وربما ستوافق كل ألأطراف على أعطاء الفكرة مزيداً من الوقت لدراستها في جو متبادل من الثقة وقناعة بأنه لايُوجد نية أقصاء لأي مُكون وتحصل القناعة بأنه لايوجد طريق أمام العراق سُوى السير الى الأمام وأن الماضي بكل آلآمه لن يتكرر مرة أخرى . مهدي الحسني
https://telegram.me/buratha