المقالات

لعقلاء الأمة العراقية من الشرفاء الوطنيين : دعوا ما يسمى بمعركة العلم

1801 17:40:00 2006-09-04

( بقلم: وداد فاخر )

 نريد للبعض أن يؤلب الأخ على أخيه في هذا الظرف الحساس والحرج من تاريخ العراق من اجل ما أطلق عليه تجنيا بأزمة العلم العراقي ، وكلنا مع دعوة الأستاذ مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان العراق في رفض رفع العلم الهجين الحالي الذي اقترفت تحته ملايين الجرائم طوال فترة حكم الفاشست العنصريين من مدع العروبة . فكل ذي لب طاهر ونقي يرفض هذا العلم الهجين الذي لا يمت للعراق والعراقيين بصلة ، كونه نتاج فترة زمنية سوداء من تاريخ العراق الحديث ، ولم توضع فيه كل خصائص ومكونات الأمة العراقية التي يتشكل منها النسيج العراقي الجميل المتماسك لحد الآن رغم المآسي والكوارث اليومية التي ابتدأت منذ يوم 8 شباط 1963 الأسود حتى يومنا هذا .

وما سمي بعلم العراق كان في الأصل علم ( الجمهورية العربية المتحدة ) التي تشكلت بقرار سياسي وليس شعبي بين كل من مصر عبد الناصر وسوريا برئاسة شكري القوتلي . وكان البعث هو عراب الصفقة وبالتالي كان هو أيضا عراب الانفصال بعد أن طغت سلطة مخابرات عبد الحميد السراج وزير داخلية الوحدة على كل ما عداها وسامت الشعب السوري الأمرين . وكان هذا العلم الهجين نتاج ما بعد الوحدة الفاشلة وجاء بعد انقلابي البعث في كل من العراق وسوريا على التوالي الأول في 8 شباط الأسود 1963 والثاني في 8 آذار 1963، حيث التقى في القاهرة فيما سمي بمحادثات الوحدة الثلاثية حينها وفدي البعث بشقيه العراقي والمصري بالوفد المصري برئاسة جمال عبد الناصر ، وشكلوا في حينها دولة الوحدة الثلاثية على الورق فقط ولم يخرج منها سوى العلم الحالي الذي زيد في نجومه نجمة ثالثة ترمز للدول الثلاث ، هذا كل ما في الأمر .

 ولكون الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد سقوط البعث اثر انقلاب حليفهم العنصري الشوفيني الرئيسي عليهم المقبور عبد السلام عارف في 18 تشرين 1963 ، ذات نفس عنصري وقومچي فقد استمر العمل بهذا العلم ، حتى عودة البعث المشئومة مرة أخرى للسلطة في 17 تموز 1968 ، وما جرى من مآسي ومصائب على الشعب العراقي اثر تلك العودة . ثم أضاف المجرم صدام حسين إثناء احتلال الكويت كلمة ( الله اكبر) بخط يده ليس حبا بكلمة الجلالة ولا تقديسا لها بل في نية خبيثة مبيتة كان القصد منها أن يبقى علمه هذا مرفرفا في سماء العراق بحجة وجود كلمة ( الله واكبر ) ، التي وضعها صدام كمسمار جحا في العلم لكي يترك مجالا لازلامه بالدفاع عن العلم بوجود كلمة الجلالة .

لكن ومع كل الأحوال ، ومع اتفاق كل المخلصين من الوطنيين الشرفاء العراقيين حول عدم قبولهم لهذا العلم الهجين الذي استشهد وغيب تحته آلا لاف المؤلفة من العراقيين يبقى المهم هو وحدة الوطن والشعب ، وكما ردد السيد رئيس الجمهورية جلال طالباني قبل فترة لشعار حيوي ومهم من شعارات ثورة 14 تموز 1958 المجيدة ( على صخرة الاتحاد العربي الكوردي تتحطم كافة المؤامرات ) ، وسيظل رأس الشعب العراقي مرفوعا للأعالي رغم كل مل يحيكه أعداء العراق من مؤامرات لشق صفوفه وتجزئته كون العراق رقم صعب لا يقبل القسمة على أي رقم آخر ، مع إيماننا بأحقية الشعب الكوردي في اختياره الحر لشكل السلطة التي يريد ، وحتى الاستقلال . لكن السؤال المهم وفي هذه الفترة بالذات هو : هل إن الظروف الموضوعية والسياسية مواتية لاتخاذ أي قرار بعيدا عن وحدة الصف العراقي وهناك مئات الأعداء المتربصين بالعراق والعراقيين من المحيطين كالسوار حول الوطن العراقي ناهيك عمن يتواجد منهم من عملاء في الداخل ؟؟!! .

لكن كان على الحكومات العراقية المتعاقبة ، والجمعية الوطنية السابقة أن تقر علما وطنيا للعراق الجديد نابعا من مكونات وخصائص الأمة العراقية الجديدة ، وهو تسائل مر حقا يدعونا لتوجيه الاتهام لكل من وقف ضد تبديل العلم الهجين ، الذي نراه بطريقة تثير السخرية خلف كل مسئول حكومي حيث انه يخالف القانون الذي اقره كون كل من المسئولين أو الإدارات الرسمية في محافظات العراق يكتب ( الله واكبر ) بخط مغاير للآخر ، وهو مخالف تماما للقانون الذي اقر به العلم الحالي ، أي إن كل الأعلام المرفوعة تخالف وتتعارض مع الشرعية ، وبالتالي لا شرعية لهذا العلم الذي لا يأخذ شكلا موحدا وبذا تنتفي الحاجة له ويجب أن يتم الإسراع بتصميم علم وطني عراقي وإقراره بالسرعة اللازمة بدون لف أو دوران لكي يحس الجميع أنهم يحترمون العلم العراقي الذي سيكون رمزهم الوطني في المستقبل . آخر المطاف : الشجرة المثمرة هي التي يهاجمها الناس* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك