المقالات

ظاهرة الرابح فيها خاسراً

1756 22:26:00 2006-08-30

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي- رئيس تحرير صحيفة الاستقامة- رئيس اتحاد الصحفيين )

شهدت بعض مدن العراق خصوصاً الوسطى والجنوبية خلال الايام القليلة الماضية حالة من التأزم المصحوب في احيان ما بمواجهات مسلحة بين القوات العسكرية ورجال الامن الوطني من جهة وبعض المواطنين العراقيين من جهة اخرى ، وقد راح نتيجة هذه المواجهات بعض ابنائنا من كلا الاتجاهين سواء الرسمي ام الشعبي وبأي حال من الاحوال فإن من سقط قتيلاً او جريحاً هو خسارة لنا جميعاً باعتبار ان حالة كهذه لا يوجد فيها طرف منتصر وآخر خاسر بل الرابح فيها خاسراً طالما ان الضحايا هم اشقاء واخوة وابناء عمومة ومدينة واحدة وبلد واحد.

بلدنا بامس الحاجة الى كل عنصر من عناصر حرسه الوطني او قواه الامنية وهو بذلك يضحي بالجهد والمال والوقت كي يبني قوته واستقراره وامنه وتجربته الاجتماعية والسياسية بعد ان تخلص من نير الذل والعبودية وسياسات القهر والحرمان التي فرضت عليه ما يقرب من القرن.

وبالتأكيد فإن المواطن العراقي الذي هو غايتنا ووسيلتنا لا يمكن وبأي حال من الاحوال تهميشه او اقصاءه عن حقه في الحياة الحرة الكريمة ولا نعتقد بأن احداً له المنّة عليه بهذا الخصوص ويجب علينا ان لا ننسى بأن هذا المواطن واسرته وعشيرته ومدينته قد كان مشروعاً للاضطهاد والابتزاز والملاحقة والتهميش القسري من قبل معظم الانظمة التي تعاقبت على حكم العراق.

من هنا وانطلاقاً من هذه المعادلة، معادلة الدولة- المواطن يجب ان نشخص القواسم المشتركة التي تحدد ما للدولة وما للمواطن وكذلك لابد للدولة ان تصنف بدقة متناهية كم هي حدود رقعة التسامح وكم هي رقعة حدود التجاوز وعلى الدولة ايضاً ان لا تعمل بطرق انفعالية مع الاحتقانات البشرية التي اختنق بها الانسان العراقي طيلة تسعة عقود وعليها ان تراعي دواعي التنفيس التي يلجأ اليه المواطن في ظل انعدام الامن والتدني الحاد في الخدمات الاساسية للحياة والمجتمع.

نحن بالتأكيد لسنا مع أي خرق فاقع للأنظمة والقوانين التي تنظم سير العملية الحياتية والامنية للدولة والمواطن في آن معاً وكذلك فاننا لا نقبل من هذا الطرف ما نرفضه من الآخر فالمواطنون العراقيون واياً كانوا فهم متساوون في الحقوق والواجبات وهذه ثقافة عملنا جاهدين من اجل تحقيقها طيلة العقود التي كانت تمثل مسرحنا الزمني لمواجهة النظام البائد.

ويبقى املنا كبيراً بكل شرائح مجتمعنا العراقي في ان يتجاوزوا حواجز المواجهات المصطنعة وهنا لا يفوتنا الا ان نسجل إكبارنا للمواقف الخيرة والمسؤولية الشرعية التي اظهرتها رموزنا الدينية والوطنية لوأد الفتنة التي اريد لها ان تعم مدننا في الوسط والجنوب ونخص بالذكر الموقف المسؤول الذي اظهره سماحة السيد مقتدى الصدر (دام توفيقه) والسادة المسؤولين في محافظة الديوانية الذين حقنوا دماء اخوانهم وابنائهم بمواقفهم السديدة والمشرفة وهذا ما نتمناه ان يسود في كل عراقنا الحبيب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك