بسم الله الرحمن الرحيمرحم الله من أحياء ذكرنا أهل البيت إعتاد المسلمين إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وإحياء المناسبات الاسلامية ومنها على سبيل المثال ذكرى البعثة النبوية الشريفة وذكرى الإسرى والمعراج والهجرة المباركة من مكة الى المدينة وغيرها من المواليد والأعياد الاسلامية.
كما إعتاد الشيعة على إحياء هذه المناسبات الاسلامية إضافة الى إحياء ذكرى وفايات وشهادات الأئمة المعصومين الأطهار ووفاة جد الأئمة وهادي الأمة وشفيعها النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.ويعتبر إحياء وفايات وشهادات الأئمة المعصومين وجدهم المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الأعمال العظيمة عند الله سبحانه وتعالى وهو تعظيم للشعائر الاسلامية حيث قال الله سبحانه وتعالى : "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب", وفي ذكرى المناسبات الدينية الاسلامية ومنها الوفايات والشهادات والمواليد للأئمة المعصومين وجدهم النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإنه وبالإضافة الى أن أهل الأرض يحيونها وبعظمة كبيرة ، الا أن أهل السماوات يحيونها بأكبر وأعظم مما يحييها أهل الأرض من المسلمين والشيعة, وكيف نحن الشيعة نحي ذكرى عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام بشكل عظيم وهيبة إحتراما للإمام الحسين عليه السلام وتخليدا لذكرى شهادته الحية والدامية في كربلاء على يد يزيد بن معاوية وحزبه الأشقياء ، بالاضافة الى إحياء ذكرى شهادة الرسول الأعظم وشهادة الإمام علي بن أبي طالب وشهادات سائر الأئمة الأطهارعليهم السلام.
ونحن في اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع (علي الأصغر) الذي أستشهد مع أبيه الامام الحسين في يوم عاشوراء بسهم مثلث مسموم ذو ثلاث شعب في نحره وقضى شهيدا وعطشانا كأبيه سيد الشهداء ، نحي ذكرى مظلوميته عليه السلام في كل أول جمعة من شهر محرم من كل عام في البلدان الاسلامية منها العراق وإيران والبحرين والقطيف والإحساء والكويت ودمشق والهند والباكستان وأفغانستان وموسكو ولندن وأميركا وكندا والدول الإسكندنافية ، الا أن الله وملائكته الى جانب حبهم لإحياء تلك الشعائر ، يحبون إحياء ذكرى مواليد الرسول والأئمة المعصومين وسائر المناسبات الاسلامية المجيدة كل عام ، ويحي أهل السماوات هذه المناسبات بأعظم مما يحيها أهل الأرض وإن الله سبحانه وتعالى يرحم ويغفر لعباده العاصين والمذنبين ببركة مواليد الأئمة وجد الأئمة المعصومين وببركة أبو الأئمة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب وأم الأئمة السيدة فاطمة الزهراء عليهم السلام.
ولابد لنا أن نحي مواليد الأئمة المعصومين من آل بيت الرسول وميلاد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإبنته الطاهرة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بشوكة وأبهة عظيمة لأن الله سبحانه وتعالى يحب ذلك ويغفر ذنوب عباده وذويهم الذين هم أسراء التراب ببركة إحياء هذه المناسبات العظيمة.ونحن على أعتاب ذكرى ميلاد الإمام الحسين عليه السلام الثالث من أئمة أهل البيت عليهم السلام والذي يصادف مولده في اليوم الثالث لشهر شعبان المعظم ، ويتبعه ميلاد أخيه قمر العشيرة وحامل اللواء وساقي عطاشى كربلاء أبي الفضل العباس ، وميلاد الإمام زين العابدين السجاد علي بن الحسين وميلاد الإمام المهدي بن الحسن العسكري عليه وعلى آبائه آلاف التحية والسلام في يوم 15 شعبان ، فلابد لنا في هذا العام أن نحي هذه المناسبات بصورة عظيمة وكبيرة في بلداننا الاسلامية وفي كل أنحاء العالم وخصوصا في البلدان والمدن ذات الأكثرية وأغلبية الشيعية مثل البحرين والكويت والقطيف والإحساء والمدن المقدسة في العراق ، في كربلاء المقدسة والنجف الأشرف والكاظمية ، فكما كان آبائنا وأجدادنا يحيون هذه المناسبات العظيمة ، فإن علينا أن نحييها ونحي ذكرى عيد الغدير الأغر الذي تم وبإذن الله سبحانه وتعالى تنصيب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة ووليا على المسلمين.
وقد نقل لنا أحد المؤمنين الأخيار وخادم أهل البيت والإمام الحسين عليه السلام قصة حقيقية وهي أنه كان ولا يزال يحي ذكرى عاشوارء لأكثر من أربعين عاما. وقبل خمس سنوات وبعد وفاة أم زوجته قبل أكثر من 14 عاما ، رآها في عالم الرؤيا (في المنام) وكان قد لزم إبهام عمته (أم زوجته) فسألها عن عالم الآخرة وهل يحي أهل السماوات ذكرى عاشوراء كما يحيها أهل الأرض فقالت له أترك إبهامي لأقول لك فقال لها لا أريد أن تخبريني أولا عما يجري في عالمكم هناك ، فأجابته نعم إن أهل السماوات يحيون ذكرى عاشوراء وذكرى شهادات الأئمة المعصومين وجدهم المصطفى وأمهم الزهراء بأكبر وأعظم مما يحييه أهل الأرض. يقول فتركت إبهامها فقالت لم تسألني عن إحياء مواليدهم؟ ، فقلت وكيف ؟ هل يحيونها كذلك؟ .. قالت نعم إن الله وأهل السماوات يحيون ذكرى مواليد الأئمة المعصومين والنبي الأكرم والسيدة فاطمة الزهراء عليهم صلوات الله بأعظم مما يحيون ذكرى شهاداتهم ، وإن الله سبحانه وتعالى يحب إحياء هذه المناسبات وإنه عز وجل وببركة إحياء هذه المناسبات لمواليدهم ينظر الى أهل الأرض ويغفر ذنوبهم ويتجاوز عن سيئاتهم ويجزيهم جزاء حسنا ويغفر لذويهم ممن هم أسراء التراب ممن ذهبوا الى دار حقهم وإن إحياء مناسبات مواليد الأئمة وخصوصا الإمام الحسين أمر عظيم يحبه الله ورسوله والأئمة الطاهرين. يقول خادم الامام الحسين فمنذ أكثر من خمس سنوات وأنا أحي ذكرى ميلاد الإمام الحسين ليلة الثالث من شهر شعبان ويوم الميلاد بالاضافة الى إحياء ذكرى ميلاد قمر بني هاشم أبي الفضل العباس وميلاد الإمام علي بن الحسين زين العابدين السجاد عليهم السلام ، إضافة الى أحيائي ذكرى عاشوراء الحسين من أول محرم الى يوم الحادي عشر حيث أحي مناسبة عاشوراء بذكر فضائل الامام الحسين عليه السلام وذكرى ثورة كربلاء وواقعة الطف الأليمة وما جرى على الامام الحسين وأقدم وجبات الطعام من اليوم الأول من شهر محرم الحرام حتى اليوم الحادي عشر ، وقد رأيت البركة في عمري وعمر أولادي وكذلك البركة في رزقي وأحي شهادة الإمام الحسين وذكرى ميلاده من نفقاتي الخاصة ببركة وجود الأئمة المعصومين عليهم السلام.
فهل نعرف قيمة هذه الشعائر الاسلامية وهل نعرف قيمة ذكرى مواليد الأئمة المعصومين الأطهار وجدهم الرسول وأمهم وجدتهم السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ونسعى لإحياء هذه المناسبات بكل ما نملك من إمكانيات وأن نحي هذه المواليد بمعرفة كاملة نقوم خلالها بالاضافة الى توزيع الطعام والمشروبات الغازية والعصيرات والحلويات وغيرها أن نعرف الناس بعلوم آل محمد وفضائلهم ومناقبهم وكرمهم وجودهم ومحاسن كلامهم وحياتهم الطيبة وجهادهم في سبيل الله من أجل إحياء الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفعل الخيرات والإهتمام بأمور الناس والعطف عليهم وقضاء حوائجهم ، كما أمر بذلك الإمام الثامن من أئمة أهل البيت علي بن موسى الرضا عليه السلام حيث أمر شيعته ومحبيه : (تعلموا علومنا وعلموها الى الناس .. فوالله لو عرف الناس محاسن كلامنا وعلومنا لأتبعونا).
إن حياة الرسول وأهل بيته المعصومين لابد أن تتحول الى قدوة وأسوة لنا ، علينا أن نستغل المناسبات والشعائر الاسلامية وخصوصا مواليدهم بذكر فضائلهم وعلومهم ومحاسن كلامهم وحياتهم الطيبة حتى تكون للجيل الناشىء من الأطفال والشباب والشابات نبراسا ونورا تهتدي به الأجيال بمختلف أعمارهم ، وإن إحياء ذكرى مواليد الأئمة المعصومين وميلاد الرسول الأعظم وإبنته البتول فاطمة الزهراء عليهم السلام وبمعرفة حقة سيساهم وبشكل كبير في هداية الكثير من الناس والأجيال ويحييهم حياة محمد وآل محمد ويبعدهم عن المعاصي والآثام وما نراه من فساد وإنحلال خلقي في مجتمعاتنا والعالم بسبب تفشي الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس.
وأخيرا وبمناسبة ذكرى ميلاد الامام الحسين عليه السلام وأخيه أبي الفضل العباس وإبنه الامام السجاد ، ونحن على أعتاب ذكرى ميلاد منقذ البشرية الإمام صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف في النصف من شهر شعبان المعظم حري بنا أن نحي هذه المناسبات العظيمة بمعرفة تامة حتى نقوم من خلال هذه المناسبات ببناء اللبنات القوية للمجتمع الاسلامي الرسالي المناقبي الذي يسير وفق هدى وخطى أهل البيت عليهم السلام ويقتفي أثرهم ويسير على هداهم وهدى القرآن الكريم والسنة النبوية ، مجتمعا يحب الخير والمكرمات ويسعى لإحياء الاسلام والسنة النبوية وسيرة الأئمة المعصومين عليهم السلام ويعمل على نبذ الظلم والجور والاستبداد والفساد والمنكر ويكون المجتمع الطليعي الرسالي الذي يعمل لبناء القواعد الأساسية لخروج صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر الذي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجل في فرجه ويسهل مخرجه لكي يملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمينوالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيعهيئة الطفل الرضيعكربلاء المقدسة1 شعبان المعظم 1427هجري 26 أغسطس 2006م
https://telegram.me/buratha
