المقالات

المقابله الصحفيه مع سياسي عراقي والتي تحولت الى عمل قاتل -الجزء السابع

2432 16:25:00 2006-08-24

الامال الكاذبه قصة اختطاف الصحفيه جيل كارول و بتعليق بيتر كراير وهما الصحفيين في الكريستيان ساينس مونيترز نشرت هذه الجزء من المذكرات بعدد الكريستيان ساينس مونيتر في 18 اب 2006.

كيف يعمل المتمردين وينظروا الى العالم. خمس نساء عراقيات اطلق سراحهن ولكن على جيل ان تصور فيديو اخر.

كان الوقت اواخر كانون الثاني, هي المره الاخرى التي نقلوني. بسبب الحراره والتعب من السفر تقيئت على نفسي . لم يعلموا انني دائما معرضه للدوار في السياره.

"هل تحتاجين الى طبيب؟ هل انت مريضه؟ باستطاعتنا ان نجلب لك طبيب." قال ابو رشا, وهو الرقم 2 في الخاطفين وكان يسوق السياره. مره بعد اخرى شاهدت وعرفت ان معتقداتهم تسمح لهم بسلب حريتي وقتل مترجمي الن وفي نفس الوقت تقودهم الى التعبير عن قلقهم بشكل صادق عن صحتي وسلامتي كرهينتهم.

واخيرا عندما توقفوا , اخذت ورائحة ملابسي كريهه وادخلت الى البيت الجديد وهو المكان السادس الذي نقلت اليه خلال الثلاث اسابيع من اختطافي.

لم يتطلب مني الكثير من الجهد لمعرفة ان الهليكوبترات تحوم فوق روؤسنا والكلاب المتوحشه تنبح في الليل ودوريات الجيش الامريكي تسير بالقرب منا.

في ذلك الوقت تصورت ان البيت في جنوب بغداد ولكن الجيش الامريكي قال انني كنت في ابو غريب. بمجرد الدخول الى البيت تم اقتيادي مباشرة الى الحمام وغيرت ثيابي المبلله.

البيت كان جديد الى درجه ان المجاهدين كانوا لايزالون يبنون حولنا ولم تسكن اي عائله فيه. هذا البيت تم بناءه من قبل ابو نور , وهو قائد الخاطفين لاستعماله من قبل المجاهدين فقط. انه كان بيت الاجتماعات, مصنع للعبوات الناسفه وبالنسبة لي سجن. في داخلي اسميته بيت النادي.

هنا لايوجد اطفال ولانساء يعملون كعازل بيني وبين الخاطفين لو ليشهدوا قدري المحتوم. شعرت ببعض الامان بوجود عوائل المجاهدين. هذا ممكن ان يكون وهم . على كل حال فقد زال هذا الوهم.

مع مرور الاسابيع من اختطافي شعرت بتزايد الضغط النفسي والجسدي علي. الضغط النفس المتزايد من الخاطفين والذين كانوا لايعرفون الا الشيء القليل عن الامريكان حتى انهم قد صدموا انني لم اكن شقراء. جعلوني اشعر انني حيوان في قفص بحديقة الحيوانات.

دائما هناك شحنات من الادرينالين التي تسبب لي الوهن والتعب. استلقي بالليل واشعر ان عيوني مفتوحه . اريد ان اغلق جفوني واحس انها ليس كافيه لتغطية عيوني. في بعض الاحيان افكر باهلي واشعر بالمراره. جدي وجدتي من الكاثوليك الذين يذهبون الى قداس الكنيسه كل يوم. اتخيل كم الوقت في امريكا وافكر

" اراهن ان جدي وجدتي يصلون من اجلي الان. اراهن انهم يقولون لنصلي من اجل حفيدتنا جيل كارول."

اذا كان الوقت الصباح الباكر في اميركا اتخيل ان امي وابي وتوائمي كيتي قد استيقظوا وان كان الوقت متاخرا قليلا افكر انهم مجتمعين على الفطور ويتحدثون عني الان.

"هذا كان مهربي الوحيد من الواقع"

في البدايه وفي بيت النادي كنت سعيده بالجلوس وحدي في غرفة النوم وبدون اي ازعاج, وبين لحظات الرعب خلال مدة خطفي كانت هناك ساعات طويله بدون اي عمل. هنا لم اريد ان انظر حولي في الغرفه بشكل دقيق وذلك للاحتفاظ بالشعور بحداثة المكان والاهتمام بالنظر الى الاشياء الجديد باكثر مده ممكنه.

بعد الرعب كان الملل معذبي وعدوي الدائم.

كنت افكر "انني ساقضي اليوم  انظر الى المدفأه وكذلك غدا ولكن من مكان مختلف من الغرفه لانظر بزاويه مختلفه." كنت احدق بالذباب من لساعات.

يعتبر هذا الان جنونا ولكنه في وقته كان شىء عادي. اذا نظرت الى كل شىء وبنفس الوقت فساعتاد عليه ويصبح مملا وبشكل سريع.

غنيت اغاني المخيمات لنفسي والاغاني التي كانت امي تغنيها لي وانا صغيره. تخيلت ن المارينز سوف ياتون لانقاذي. فكرت باصدقائي القدامى والقرارات التي اخذتها. سألت نفسي بعمق عن صواب قراري بالمجىء الى العراق. لقد خصصت سنة من حياتي في الاردن وانا ادرس اللغه العربيه والعمل في جريده تصدر باللغه الانكليزيه وتعلمت مهنتي بتمهل من اجل اي شيء؟؟؟ لاقضي لحظات ايامي الاخيره تحت رحمة هؤلاء الاغبياء.قررت انني اذا قدر لي وخرجت من هذه المحنه فانني لن اغادر الولايات المتحده الامريكيه مرة اخرى.

في الليل كنت افكر بتوأئمي كيتي وارسل لها رسائل بالتخاطر:

" انني بخير ولاتقلقي علي...هل بامكانك ان تشعري بي يا كيتي؟"

في راسي كنت اكتب رسائل الى ابي في شمال كارولينا اخبره عن ايامي في الاسر. تخيلت انه يضمني اليه ويحتضنني عند بوابة البيت قائلا ان لااقلق وان كل شيء سيكون على مايرام.

كنت اقضي الوقت الطويل محدقه في اصابع قدمي الكبرى واتسأل هل انها تنمو وتنحني اكثر؟

بعد عدة ايام وفي بيت النادي سألني احد الحراس اذا كنت اريد ان اراقبهم وهم يعدون العشاء. ثم سمحوا لي ان اشاهد البرامج من خلال جهاز التلفاز الصغير. واخيرا سمحوا لي ان امشي على طول البيت حوالي 15 خطوه وساعدتهم بغسل الصحون وتحضير الوجبات. كنت في قمة السعاده بهذه الاعمال بعد قضاء الساعات الطوال بدون اي عمل.

فسح المجال لي للاستمتاع بضوء الشمس كان من اهم المكتسبات والفوائد من دخولها الى غرفة الجلوس المبعثره.كنت مشتاقه ومتلهفه لضوء الشمس بعد الايام المظلمه التي قضيتها في غرف البيت في ابو غريب مع المرأه المرافقه والسجانه والتي ليس معي الان.لقد تم تسليمي الى خليه اخرى تحت امرة ابو نور مباشره والى طاقم حرس مختلف.

احد الحرس في هذا البيت الجديد والذي قضى بعض الوقت في السجن تبين انه كان متفهما الى الطريقه التي اشعر بها. ففي صباح احد الايام وقبل الفطور قام بفتح الستاره الخفيفه على الشباك. " الشمس" قائلا بابتسامه وايمائه الى حزمة الشمس المنهمره خلال زجاجة النافذه.

جلست على الارض بمقابل شعاع الشمس واغمضت عينيوقد اخترقت اجفاني ودفئت وجهي.

عند هذه النقطه كنت قد تعلمت الكثير عن الطريقه التي يعمل بها المتمردين وبالنسبة لي كانت بعض تكتيكاتهم ذكيه بشكل غير مالوف.

فمثلا النقل, رجال ملتحين بسيارات فيها شخص او اثنين تجذب انتباه الدوريات ونقاط التفتيش. لذلك حلقوا لحاهم وتجولوا كعوائل بصحبة نساء واطفال. كانوا يضعون تسجيلات واشرطه شيعيه لاظهار انهم ليسوا من المتمردين.

كانت لديهم افضلية كونهم في بلدهم. فمثلا ابو نور (القائد) اخبرني اكثر من مره

" انني استطيع ان اخرج, ازرع عبوة ناسفه . اقفل راجعا الى البيت, لاتعشى مع زوجتي .ماذا يعمل الجنود الامريكان؟ انهم يرجعون الى قواعده ولايجدون الطعام الجيد ولا يرون عوائلهم"

ابو نور بدا ياتي لزيارتي كل يوم. شعرت بوضوح انه حر اكثر من الاماكن الاخرى التي احتجزت فيها. انه هو الذي ذكر في في احدى الزيارات مارغريت حسن والتي توسلت بالحرس بهيستريا ان يقتلونني بالمسدس بدل السكين.

في بيت النادي ظهر لي انه متلهف لاعمل معه لقاء صحفي. لقد بدا لي انه ينظر الي كرسول او وسيط وهي الفكره التي اشجعها طمعا لاعطائهم السبب لابقاء على حياتي واطلاق سراحي. يداي كانت ترتجف عندما اعمل هذه المقابلات مع الخاطفين والذين نجحوا باشعاري كانني بحقل الغام او بلعبة شطرنج.

بجانب الاشياء الاخرى قال ايو نور ان بعض الناس انضموا الى المجاهدين لانهم غضبوا من طريقة معاملة السجناء في سجن ابو غريب او المداهمات الليلية على منازلهم. العديد من المعارك والتي اعتبروها نصرا عظيما لهم مثل معركة الفلوجه في نيسان 2004 وهي مدينة تقع غرب بغداد وضمن محافظة الانبار.

ابو نور اضاف العديد من المقاتلين الجدد ليست لديهم دوافع نبيله ونقيه. كان هذا هو السبب لخسارتنا للفلوجه للقوات الامريكيه في تشرين الثاني 2004.

" المجاهد المخلص حتى اذا استشهد فانه يفوز بالجنه" قائلا ابو نور ومشددا.

المتمردون العلمانيون هم حلفاء مفيدين ولكنهم لن يسمح لهم ان ينضموا الى الحكومه العراقيه بعد الانتصار النهائي للمجاهدين. واضاف ان السياسيين السنه المشتركين في الحكومه الحاليه والمدعومه من الامريكان هم خونه للاسلام ويجب قتلهم.

خاطفيي كانوا يضحكون عندما يظهر عدنان الدليمي على التلفزيون. وعندما كان يظهر مناشدا لاطلاق سراحي او كجزء من السياسيين محاولين تكوين حكومه.

 انا كنت ذاهبه لمقابلة السيد الدليمي عندما اختطفت من امام مقره السياسي العام في بغداد.

 في المؤتمر الصحفي في 20 كانون الثاني:

" باختطافها انكم تهينونني وتهينون العمل الذي اقوم به من اجل العراق, اطلقوا سراحها"

بعد تسعة ايام اصدر مناشده اخرى مفتوحه لاطلاق سراح جيل:

" انظري يا جيل. ههه ههه هذا هو صديقك الدليمي"  كانوا يضحكون في كل مره يظهر بها على التلفزيون:

"رجاءا رجاءا اطلقوا سراح جيل ههه ههه" كانوا يضحكون عليه.

بعد دقائق من اختطافي شككت بالدليمي الذي هو رئيس جبهة التوافق العراقيه وهو حزب سياسي سني. فالخاطفين كانوا بانتظارنا عندما خرجنا من مكتبه. بالتاكيد انهم كانوا يعلمون بموعدي قبل فتره من الوقت.

في احد المحادثات في بيت النادي مع ابو نور , قال لي ان عدنان الدليمي ذهب لرؤيته:

"قد اتاني لرؤيتي ذلك الاسبوع"

لقد توسل الدليمي بذوي العيون السوداء ليطلق سراحي. فيما بعد اخبرني الحرس ان الدليمي قد عاد وانه قال رجاءا رجاءا اطلقوا سراحها. فالجنود الامريكان يهددونني باعتقال ابنائي , دعوها تذهب.

لقد كان الخاطفين منزعجين وغاضبين  لانهم وصفوا بانهم ارهابيين ولكن موت الناس الابرياء بسبب نشاطاتهم  مثلا قتل مترجمي الن لم يخدش نقاء جهادهم.

"في بعض الاحيان عندما كنا نضرب الجنود الامريكان والعراقيين. في بعض الاحيان تقتل نساء واطفال عراقيين" قائلا ابو نور في احدى الاوقات " لانريد ذلك .... ولكنها الحرب"

بين فتره واخرى يخبرني ان هناك اناس يتوسطون لاطلاق سراحي ولكنه لم يقل ابدا انها جيده ام سيئه. خلال فتره مصيبتي هذه كان الخاطفين سألون باساليب ملتويه, لاكتشف فيما بعد انه كانت هناك حمله استغاثه منظمه نيابة عني. فمثلا سألني ابو نور مره هل اعرف قائد مليشيا حماس؟ اعتقدت انه اختبار اخر لشخصيتي. لاحقا علمت انه حماس كانت قد اصدرت بيان تندد باختطاف المدنيين.

 عندما ظهرت والدتي ووالدي في اول بيان تلفزيوني لهم. ابو رشا:

 " ابوك وامك يسلمون عليك"قائلا " يظهر انه رجل طيب, رجل صالح ابوك"

كان واضحا انه مهما كان ابي قد قال فانه قد ترك انطباعا حسنا لدى الخاطفين.

 في احد الايام وصل ابو نور وقال:

 "ان 5 نساء معتقلات قد تم اطلاق سراحهن وهذا شيئ هام" قائلا:

" هذه الخطوة الاولى" قائلا:

" علينا ان نذهب الى الخطوه الثانيه". فقد طلب مني ان اعمل فيديو اخر طالبتا ان يطلق سراح جميع النساء السجينات"

لقد تحطمت. فلم اخر معناه الانتظار ايام او اسابيع ليتم بثه على الهواء ثم الانتظار فترة اخرى للاجابه.

 القائد ذو العيون السوداء الذي لم اعتقد انه نظر لي كشخص بالرغم من احضاره للشيكولاته لي من بغداد. لكن الان اعتقد انه يرى انه لديه شيء ثمين . اخر شيء ممكن ان يفعلوه هو ان يتركوني اذهب.

 لم اعلم الا متاخرا ان اطلاق سراح السجينات االخمسه جعل من الصعوبه تبرير عملية قتلي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك