المقالات

خَطوات على طَريق الوحدة الوطنية

1798 04:40:00 2006-08-24

( بقلم مهدي الحسني )

ان مبادرة رئيس الوزراء نوري المالكي الخاصة بالمصالحة الوطنية تحتاج الى المخلصين من ابناء الوطن لتفعيلها وتطوير بنودها واهدافها وقد اعلنت بعض الكتل النيابية وعدد من منظمات المجتمع المدني وتجمعات اخرى اعلنت عن مبادرات للمصالحة بموازاة المبادرة التي طرحتها الحكومة وينبغي الاستفادة من جميع المبادرات ومشاريع ومواثيق الشرف والمصالحة الاخرى المطروحة على الساحة واخذ النقاط المفيدة والقابلة للتطبيق من المبادرات الاخرى التي يمكن معها تطوير مبادرة رئيس الوزراء لأثراءها وأغنائها بكل الأفكار البنَاءة .

وعلينا ان نؤكد ونركز على ان المصالحة والمصافحة ليست الهدف النهائي لهذه المبادرات بل الهدف الاسمى هو التآخي والتوحد حتى نصل الى شعب واحد موحد يُؤمن بحق كل مواطن فيه ويضع نصب عينيه خدمة الوطن والنهوض به الى مصافي الدول المتقدمة ونصل الى دولة سلمية مسالمة لاوجود فيها لأنقلابات او مؤامرات . لاننا وطن منحه الله من عوامل التقدم والخيرات الوفيرة والغير متوفرة لكثير من الاوطان والامم ولو نبذنا العنف جانبا وتوجهنا الى اعمار الوطن فان العراق سيكون وفي خلال سنوات قليلة مضرب للأمثال .

ومن اجل الأسهام الفاعل في البناء وانجاح كل مبادرات المصالحة والتآخي هناك خطوات ممكن للمعنيين اخذها والمبادرة الى تفعيلها وهي ستساهم برأيي في تقليل وازالة كل مظاهر الأحتقان التي احدثها الارهابيين القادمين من الخارج وبمساعدة بعض ضعاف النفوس من الداخل من بقايا النظام البائد والأحتلال البغيض ومن هذه الخطوات هي تبادل الكوادر بين الوزارات كافة اي نقل اعداد من كوادر وزارة معينة ممن لديهم وظيفة مختصة الى وزارة اخرى ونقل عدد مماثل من اصحاب الاختصاص ذاته من تلك الوزارة الى الوزارة الأولى وذلك لأزالة مظاهر حصر الوزارات وكوادرها بحزب الوزير او منطقته او اقربائه على ان يشمل التبادل الوظيفي هذا كل الدوائر والمؤسسات التابعة للوزارات وليس العاملين حصراً في مبنى الوزارة, ومن الامثلة على ذلك اجراء تبادل وظيفي بين وزارتي الدفاع والداخلية بأعتبارهما وزارتين أمنيتين جرى الحديث كثيرا هنا وهناك عن انتماء كل واحدة منهما الى طائفة معينة رغم ان امن الوطن والمواطن هو من اولويات عمل منتسبي هاتين الوزارتين ويمكن ان يتم تنفيذ هذا التبادل من خلال ترشيح وزيري الدفاع والداخلية للعناصر التي يرونها مناسبة وكفوءة لهذا التنسيب المتبادل على ملاك كلا الوزارتين .

هناك خطوات اخرى كثيرة اذا اراد المسؤلين المعنيين اتخاذها منها تفعيل المسابقات الرياضية بين مختلف المحافظات والفرق وخصوصا فرق الاطفال لحمايتهم من تسرب روح الكراهية الى صفوفهم والحفاظ على براءة عقولهم وعفوية تفكيرهم وكذلك اقامة الرحلات المدرسية بين المحافظات وتفعيل دور الاتحادات والنقابات المهنية لتضم بين صفوفها اعضاء من مختلف اطياف الشعب وهناك خطوات كثيرة اخرى تساهم في أشاعة روح التصالح وروح التآخي وروح التوحد بين ابناء الوطن الواحد .

ولأجل ان تستمر عملية المصالحة وبوتيرة متقدمة ودون تعريضها الى اية أخفاقات يجب وبشكل متوازي ملاحقة العناصر الارهابية التي تقتل وتخطف وتفجر وتهجر وتخرب البُنى التحتية وعلى ابناء العراق مساعدة انفسهم قبل غيرهم لعزل تلك العناصر وفضحها وعلينا التركيز اعلاميا على الدول المتقدمة والمتطورة وخاصة الأقليمية منها وما وصلت اليه في تحقيق حياة مُرفهة لشعوبها من خلال تسخير الموارد النفطية للبناء والتطوير وخاصة في مجال الخدمات وألأسكان ومشاريع الماء والكهرباء ومُقارنة ذلك بما وصل اليه العراق من تخريب وتدمير وافتقاره الى ابسط الخدمات كتوفير الماء والكهرباء بلا انقطاع وتوفر تلك الخدمات حتى عند دول لاتمتلك ربع ثروات العراق وهذا هو حال العراق قبل وبعد الحرب وعلى وسائل الأعلام المرئية عمل مقاطع اعلانية وبرامج وثائقية تتحدث عن هذا المجال كي تُحدث هذه البرامج ردَات فعل لدى المواطنين وحالة من الندم تتحول الى حالة من الغضب على الأمور التي اوصلت العراق الى ماوصل اليه وهذا بدوره سوف يُساعد في تنمية وتدعيم الشعور الوطنى وسيكون عاملاً مُحفزاً للمواطنين لفضح الأرهابيين وكشفهم وأبلاغ السلطات الأمنية للقضاء عليهم وتطهير العراق من الدُخلاء الذين أتوا اليه بفكرهم الهدَام ليس بقصد التحرير وانما لقتل ابنائه وتفريق وحدته, وعلينا جميعاً ان ندرك بأن نهضة العراق وسلامته لن تتحقق ألا بجهود كُل أبنائه وبيدهم تحقيق قدر العراق ومستقبلهِ المُشرق .مهدي الحسني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك