المقالات

فاجعة جسر الائمة لن تتكرر ثانية يا ارهابيون

3609 00:30:00 2006-08-22

و بدل من ان يصدر مؤتمر اهل العراق بيانا لشجب واستنكار جريمة الاعتداء على مواكب المشاة لزيارة الامام الكاظم (ع) أصدر بيانا يتهم فيه المعتدى عليهم بتهم تنم عن اشتراك ورغبة فعلية في التعرض الى هذه المواكب وابادتها لولا سيطرة قوات الامن على الموقف ............................... ( بقلم مصعب السعيد )

احيا ابناء شعبنا ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر (ع) في ظل ذكريات احداث فاجعة جسر الائمة التي مازالت لم تبارح احزانها وآلامها الآلاف من سكنة مدينة الصدر وغيرها من مناطق بغداد ،الذين هبوا منذ يوم السبت الماضي بمسيراتهم الراجلة وهم يعلنون تحديا متعدد الوجوه ضد قوى الارهاب بكافة فصائلها ومسمياتها ،ولعل المدة الفاصلة بين الحدثين قد افرزت الكثير من التداعيات الامنية التي عبرت عن ايغال قوى الارهاب بحربها التكفيرية البشعة ضد اتباع اهل البيت ،بما في ذلك التطور الخطير الذي احدثته كارثة تفجير الروضة العسكرية التي عنت على اقل تقدير استخفاف تلك القوى ومن خلفها من مراكز الافتاء الديني باقدس مقدسات المسلمين بعد الحرمين الشريفين في مكة والمدينة،فيما وصل الاستخفاف بحقوق اتباع اهل البيت الى انتهاك دمائهم وحرماتهم في الوقت الذي اتخذت المرجعية الدينية العليا اشد المواقف الانسانية من اجل الحيلولة دون الانجرار الى الفتنة الطائفية التي عملت على اشعالها قوى داخلية وخارجية غايتها افشال المشروع الديمقراطي المقام في العراق على انقاض النظام الشمولي الطائفي الشوفيني ،ووقفة قصيرة امام معهد الطب العدلي في بغداد ومشاهدة الشحنات اليومية لجثث القتلى المجهولين الى مقبرة وادي السلام والتي يزيد على الخمسين جثة يوميا ،تحير العقول بالجثث الاخرى التي يحصدها الارهابيون بمفخخاتهم وانتحارييهم ،وهي تكفي لان تتخذ الحكومة كل الوسائل المتاحة لها قانونا وعرفا لوقف هذه الحرب اليومية ،واعادة نسمة الحياة الى عراقنا الذي طالت معاناته كثيرا ،بين عهدين يصطرعان ،عهد ساقط استمد سلطانه من تراث الجور والطغيان الاموي ،وعهد يسعى لبناء نظام لايظلم فية احد ويتواصل بكل جد مع الحضارة الانسانية التي ابعدنا عنها حكم البعث ومن تحالف معه من تكفيريين وظلاميين.

يحاول البعض تناسي فاجعة جسر الائمة ،بعد ان اوهم نفسه والآخرين بانها نتجت عن حادث عرضي او هي قضاء وقدر وراح يلقي باللائمة على الحكومة العراقية ،بل وذرفوا دموع التماسيح ،وقد مرت الكارثة دون الاستغراق بالتحقيق اومحاولة استقصاء او كشف الحقائق رغبة في لم اطراف الفتنة التي يوقضها اطراف مشتركون في العملية السياسية بمستوى الفعل الذي يتعمد اشعال نارها ،وقد طرحت الحكومة المصالحة الوطنية كبديل لهذا السجال البشع ،الف شهيد او اكثر بين اطفال ونساء وشيوخ وشباب ،ذهبوا ضحايا كارثة سببها تكتيك ارهابي جعل من جسر الائمة ميدانه بين احداث هلع من خلال احد المفخخين ،واطلاق قذائف باتجاه الجسر ،وموتى تشير الملاحظات الاولية على جثثهم بانهم ماتوا اختناقا او نتيجة تسمم بمادة ما ،ونحن نعلم خبث عدونا واساليب قتله!

الحكومة قد احتاطت لمناسبة مزدوجة كهذه ،فاتخذت الجهات الامنية من حرس وطني وشرطة اقصى حالات الحيطة والحذر ووضعت شروط وضوابط وتعليمات تركز على تجنب تناول الاطعمة من جهات غير مرخصة ،والحذر من سماع الاشاعات او تداولها ،وعدم التكدس في المنافذ وغير ذلك ،فيما فرضت إجراءات منع التجول ليومي السبت والاحد وهما وقت الذروة لحركة الزوار داخل بغداد ،للحيلولة دون الاستهداف السهل للزوار المنتشرين في العديد من شوارع بغداد الذين لاحامي لهم الا الله سبحانه،وقد نجحت في ذلك نجاحا كبير يؤكد قدرتها الفائقة في تنفيذ ادق الخطط الامنية دون حاجة لقوات المتعددة الجنسيات ،وقد سارت الامور بشكل رائع وبكل انسيابية سار المشاة حتى بدأت بوادر الحقد الطائفي تتخطى حدود الامن فتعرض ارهابيون للمشاة المسالمين في حي العدل والزعفرانية ،ثم تصاعد الحقد ليمتد الى منطقة الدولعي.

وعلى امتداد الطريق من ساحة المستنصرية حتى جسر الصرافية بقصد اعادة كارثة جسر الائمة ،قناصون واطلاق نار كثيف من بعض المكامن ،مقبرة الانكليز في الوزيرية ومقبرة الشيخ معروف وفي منطقة الفضل وشارع حيفا ،ومسجد بالقرب من جسر الصرافية ومباني مطلة على ذلك الجسر الذي اصابه وابل من النيران ادت الى تساقط الجثث الطاهرة بين شهداء وجرحى ،فعل جرمي بدا متناسقا ومنظما القصد منه احداث اكبر عدد من الإصابات بزوار الإمام الكاظم (ع)لاشيء سوى أنهم أتباع مذهب أهل البيت وهم أغلبية سكان بغداد .عفويا يلجأ المواطن الى متابعة وسائل الاعلام ،عله يجد او يسمع ما يطمئنه او يشفي غله ،وتتوارد الاخبار وتتضارب او تتفق ،لكن ما ينقله الشهود العيان الذين مازال هول الأحداث او غبارها يغطيهم ،يشي بالكثير من الخسائر البشرية في صفوف الزوار بين شهداء وجرحى اكثر بكثير مما أعلنته المصادر الرسمية التي رجت ان تمتص الغضب العارم الذي يمكن ان ينفجر بغتة فيحول تلك الجموع المسالمة الى بركان مستعر قد يحرق كل بؤر التوتر في بغداد،فيما يأمل من الاطراف السنية المشاركة في الحكومة وفي مجلس النواب او الأطراف ذات الشأن بما يسمى بالمقاومة ،ان تعلن موقفها الرافض لهكذا تصرفات غير مسؤولة ، ان ذلك لم يحدث أصلا ،والانكى منه ان رئيس إحدى الكتل البرلمانية قد ظهر على شاشة الجزيرة معلنا احتجاجه على إجراءات منع التجول واتهام الحكومة بإغلاق محلاته وانه يرفض إلغاء طائفته واجتياح مناطقه ،وكل ذلك يعني على حد فهم المواطن البسيط ان هذا المسؤول يقصد مسيرة الزوار باتجاه الكاظمية التي لابد لها من المرور من منطقة الاعظمية او غيرها من المناطق المختلطة مذهبيا ، مما يعني إباحته الفعل الإجرامي الذي وقع على الزائرين ورفضه القاطع من ملاحقتهم من قبل رجال الأمن ! وكان رئيس الوزراء قد طلب في بيان له يوم السبت، رجال الدين إلى حث المواطنين على ضرورة التمسك بعرى الأخوة في الدين وتكريس مفاهيم الوحدة الوطنية، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يثير الخلافات والنزاعات الطائفية والمذهبية. محذرا «كل من يستخدم منابر المسلمين للتحريض على العنف الطائفي» بأنه سيتعرض للملاحقة القانونية طبقاً لقانون مكافحة الإرهاب.ونحن نسأل المسؤول المذكور وغيره ممن برر هذه الجرائم متهما الحكومة وميليشيات دون ان يسمياها باسم بانها قامت بافعال عنف ضد المعتدين ،اليست اقوالهم تنطوي على التحريض على العنف الطائفي ،او الرضى به على اقل تقدير؟!

و بدل من ان يصدر مؤتمر اهل العراق بيانا لشجب واستنكار جريمة الاعتداء على مواكب المشاة لزيارة الامام الكاظم (ع) أصدر بيانا يتهم فيه المعتدى عليهم بتهم تنم عن اشتراك ورغبة فعلية في التعرض الى هذه المواكب وابادتها لولا سيطرة قوات الامن على الموقف ،من ذلك ما جاء في بيان صدر عن هذا المؤتمر(مرة اخرى تفصح الميليشيات الارهابية المجرمة و بما لايدع مجالاً للشك عن طغيانها واجرامها وارتباطها بجهات خارجية تتربص بالعراق وبعروبته الدوائر. فقد قامت تلك الميليشيات الارهابية اليوم الاحد 20/ آب بمهاجمة مساجد اهل السنة في مناطق الصليخ والفضل وشارع فلسطين والحرية والشعب وبوب الشام، وباستخدام سيارات رسمية واسلحة متوسطة وقاذفات صاروخية ، رغم فرض الحكومة حظراً على سير المركبات في بغداد بدون سند قانوني يخولها بذلك.

إن تكرار جريمة استهداف مساجد اهل السنة تؤكد بالدليل القاطع ان الميليشيات الارهابية المعروفة تريد وباصرار ان تجر البلاد الى حرب اهلية طاحنة ستحرق من يوقدها قبل الاخرين(.فمن يريد جر البلاد الى هذه الحرب وقد استكثروا على الحكومة فرض حضر التجوال وهو ابسط إجراء يمكن ان تتخذه الحكومة تجنبا للكارثة التي بيت لها أصحاب هذا البيان قبل غيرهم ،وقد ختم البيان بهذا التهديد الرافض صراحة لاي مشروع للمصالحة وهو موجه للحكومة العراقية وللأغلبية وللقوات المتعددة الجنسيات وللعالم بأسره(كما يطالب المؤتمر العام لاهل العراق الحكومة ان توقف الميليشيات ومن يتواطؤ معها من الأجهزة الأمنية والمسؤولين فوراً وإلا فليس هناك من يستطيع ان يمنع اهل السنة من الدفاع عن انفسهم ومساجدهم ومناطقهم، فقد حذرنا مراراً وتكراراً ان هذا الجرائم اذا استمرت فسينفجر الوضع ويحدث ما لا يحمد عقباه(.ترى من الذي اعتدى على مساجد اهل السنة واي فرية جديدة استثمروها بعد ان خاب سعيهم في تكرار فاجعة جسر الائمة ثانية..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك