وظيفة اللجان الشعبية هي اعادة التوازن للساحة العراقية التي تموج بعلاقات مشبوهة اقليمية ودولية ( بقلم سعد البغدادي )
تبدو دعوة السيد عبد العزيز الحكيم لتشكيل اللجان الشعبية بانها تعزيز لروح الميليشيات واضعاف سلطة الدولة هكذا قرأها اغلب من كتب او رد على زعيم الائتلاف, الا ان الامر ليس بهذا التسطيح الفكري الذي يجعل من اللجان الشعبية رديفا لسلطات الامن والدفاع او تعزيز سلطة الميليشيا, قضية تشكيل الميليشيا تنطلق من واقع اجتماعي وسياسي معقد يشهده العراق, ملامحه الاساسية هو دولة ضعيفة وميليشيا قوية . فالجميع يعرف ان السيد عبد العزيز الحكيم هو رئيس لاكبر كتلة في البرلمان فضلا عن اكبر حزب سياسي له ثقله الواقعي في الساحة العراقية والاقليمية والدولية وبالتالي فهو حينما يتحدث عن تشكيل لجان شعبية لحماية منجزات العملية السياسية فهو لايتحدث من فراغ فالرجل كما ذكرت زعيم لاكبر كتلة ومنها رئيس الوزراء ثم انه لم يقل ان اللجان الشعبية تخص طائفته فقط بل طرح مشروع اللجان الشعبية لكافة المكونات بمعنى ان السنة لهم الحق تشكيل اللجان في مناطقهم لحمايتها من الانفلات الامني.
الدعوة الى تشكيل هذه اللجان جاء على خلفية انباء تسربت للانقضاض على حكومة الائتلاف وافشالها, السيناريوهات المطروحة لاسقاط حكومة الائتلاف كانت اولا بشكل انقلاب عسكري تقوده فرقة عسكرية مرابطة على حدود بغداد بالتنسيق مع بعض الساسة الذين يشغلون مناصب في مجلس النواب وفي المرحلة الثانية تكرار تجربة الحرس القومي عام 1963 بخروج مجاميع مسلحة من الجوامع في مناطق معروفة بولائها للبعث . وتطبيق تلك التجربة بحذافيرها, من السيطرة على شوارع بغداد وقتل الابرياء وانشاء محاكم صورية في الشوارع لزرع الرعب والخوف في نفوس العراقيين. ولان زعيم الائتلاف يدرك جيدا ان ولاء الجيش العراقي الجديد وتركيبته الطائفية لاتسمح له بالدفاع عن منجزات العملية السياسية لانه يدرك ايضا ان قوات الداخلية لايمكنها ان تدافع عن حكومة الائتلاف ولانه يعلم جيدا ان التحالف الكردستاني وكما صرح قادته اكثر من مرة انه في حال اندلاع قتال في بغداد فان قوات البيشمركة لاتتدخل مضافا الى علمه ان قوات الاحتلال قد تكون راغبة بمثل هذا التغير. كل هذه الامور دعته الى تحذير المواطنين وجعلهم يتحملون واجبهم في الدفاع عن حكومتهم امام اي محاولة للنيل من هذه الحكومة الديمقراطية.
وظيفة اللجان الشعبية هي اعادة التوازن للساحة العراقية التي تموج بعلاقات مشبوهة اقليمية ودولية , مشكلة القوى السياسية في العراق في هذه الفترة انها جميعها ذات ولاءات خارجية وهي تاتمر بفعل تلك القوىاجندة هذه الدول تختلف مع القوى المتصارعة في الداخل فالاجندة السورية مثلا تتقاطع مع الاجندة السعودية وهذه تتقاطع مع الاجندة الايرانية وتلك تتقاطع مع الاجندة المصرية والاردنية والتركية فضلا عن الصراع الدولي الاوربي الفرنسي مع الامريكي البريطاني , كل هذا يحدث في العراق ونكرانه محاولة يائسة لافائدة منهافزعماء السنة في العراق تربطهم علاقات مشبوهة مع مصر وسوريا والسعودية ودول الخليج ولايختلف اثنان ان هذه الدول ومعها القادةالسياسيين المحليين مولوا الارهاب وهم يدعمون اي محاولة للتغيير.اذن الدعوة الى تشكيل هذه اللجان هي الدعوة الى ضرب اي محاولة انقلاب على السلطة المركزية وبالتالي فان اللجان الشعبية المسلحة سوف تحمي هذه الحكومة بمعنى ان اي محاولة للتفكير في انقلاب سيكون مصيره الفشل فضلا عن الدماء التي تسيل في شوارع بغداد الرسالة التي بثها زعيم الائتلاف كانت واضحة ولاتحتاج الى تسطيح وتغييب للعقل العراقي من قبل بعض الكتاب الذين صوروا ان اللجان الشعبيةهي بداية لحرب اهلية ,اقول ان هذا التسطيح الفكري اقل ما يقال انه لم ياخذ بنظر الاعتبار مسؤولية السيد الحكيم باعتباره احد المسؤولين لحماية العملية الديمقراطية وبالتالي فانه يتحمل كامل للمسؤولية امام الناخب الذي ادلى بصوته لقائمة الائتلاف العراقي الموحد في الحفاظ على هذه الحكومة. اما القول ان اللجان الشعبية دولة داخل الدولة فهو مردود لاننا نعلم ان السياسية الامريكية حاولت خلق مفهوم جديد للدولة العراقية اول شروطها الضعف كما نشاهده وبالتالي فان مفهوم المنافسة لااساس له من الصحة سوى في مخيلة اعداء الديمقراطية .
الامر الاخر الملفت للنظر ان جميع من كتب ضد اللجان الشعبية هم من تيار المقاومة المسلحة؟والذين يهددون دائما بانهم سيفعلون وسيفعلون فيما لو خرجت القوات الامريكية من العراق الا انهم الان وبعد تشكيل اللجان الشعبية على ارض الواقع وما حققته من انجازات في خلق سياسية جديدة( سياسة توازن الرعب) لردع القوى التكفيرية والصدامية وجعلتهم يبحثون من جديد عن مخابيء بعد ان تطاولوا على الدم العراقي طيلة ثلاث سنوات. هذه اللجان الشعبية هي الضمانة للاستقرار في العراق وهي الضمانة لبناء عراق ديمقراطي قائم على اسس جديدة وهي الحل الوحيد لبناء العراق واللجان الشعبية ليس جماعات ملثمة بل هي من ابناء المناطق ومعروفة للجميع وبالتالي فانها ستساهم في التقليل من عمليات القتل والتهجير كما انها ستلعب دورا اساسيا في ردع كل قوى الارهاب الوافدة والتي تجد لها في بعض المناطق حاضنة ,بمعنى انها ستساهم في رفع الحس الامني لدى المواطن لا على نحو عسكرة المجتمع بل بنحو الوطن للجميع للسني والشيعي والكردي والمساس به امر محذور, ان اهم وظيفة تقوم بها اللجان الشعبية هي انها تخلق حالة من الانضباط في المجتمع ذلك ان الامور سوف لن تستمر بالفوضى. احسب ان هذا هو هدف زعيم الائتلاف من طرحه لهذا المشروع.
https://telegram.me/buratha