المقالات

ستراتيجية التظلم وممارسة الحكم

1809 19:02:00 2006-08-16

( بقلم عراقي محايد )

التظلم صفة تلازم فئة من الناس لا تستطيع ان تنال حقوقها بالوسائل المشروعه والقانونية فتلجا الى كسب تعاطف الناس معها بواسطه عرض مضلوميتها بطريقة تراجيديه تخاطب العواطف للتاثير على الجهات المسؤولة في هذه المنطقة او تلك لتفهم مظلوميتها وبالتالي اعادة الحقوق الضائعه .

 وهي صفة تلازم عادة الناس المستضعفين والذين لاحول لهم ولا قوة في التاثير على مجرى الاحادث السياسية والاجتماعية والاقتصاديه وذلك بحكم ابتعادهم عن المشاركه في مواقع صنع القرار وبالتالي عدم خبرتهم في كيفيه توظيف طاقاتهم وايصال صوتهم الى دوائر صنع القرار للتاثير عليها والحصول على حقوقهم الضائعة .وكانت هذه الصفه تلازم الكثيرين من ابناء الشعب العراقي اثناء الحقبة الزمنيه التي لازمت بناء الدولة العراقيه الحديثة منذ بدايه القرن الماضي 1921 واستمر الحال بهالى سقوط نظام صدام حسين منتصف عام 2003 .حيث كان نظام الحكم بالعراق باستثناء الفتره الزمنيه البسيطه اثناء حكم عبد الكريم قاسم هو نظام حكم الفرد والعشيره والمقربين للحاكم .

ومن الطبيعي وكنتيجه حتمية لذلك ظلمت الكثير من فئات الشعب وبالاخص سكان المناطق الجنوبيه والوسطى التي تقطنها اغلبية تمتاز بانتمائها الى المذهب الجعفري يطلق عليهم اسم الشيعه .حيث تاصل مفهوم المظلوميه لدى عموم الشيعه وقد ساهمت الطقوس الدينيه في تغذيه هذا الشعور من خلال الاستراتيجيه العقائديه في تجسيد واقعه الطف الشهيره وابراز المساة الكبرى التي تعرض لها الامام الحسين واهل بيته وثله من اصحابه في الموقعه الشهيره المسماة معركه الطف على ايدي حكام العصر انذاك من بني اميه ومن ولاهم من عامه الناس .

واليوم وبعد ان وصل الكثيرين من ابناء هذه الطائفه المظلومه على مر عقود من الزمن الى سده الحكم نلاحظ عدم تغير هذا المفهوم لابل تم تعزيزه والعمل على ابرازه مما يعطي انطابعا لدى الكثير من المتعاطيفين مع المظلوميه السابقه لهذه الفئه من بقيه افراد المجتمع غير المنتمين لها بانه, ها قد وصلتم الى الحكم اليوم فماذا انتم فاعلون ولمن تستمرون في ابراز مظلوميتكم اليهم ,اليست مؤسسات الدوله التنفيذيه والتشريعيه تحت قيادتكم اليست امكانيات الدوله تحت امرتكم لماذا اذن هذا التظلم .

سؤال مشروع وهام يجب ان يوجه الى منظري الفكر الشيعي عليهم تغير استراتيجيه عملهم ونقلها من عقليه المعارض السلمي البسيط الضعيف الى عقليه الحاكم الذي يحل مشكلات الناس ويرفع عنهم المظلوميه فاسلوب استراتيجه التظلم يتعارض مع اساليب ممارسه السلطه او الحكم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك