المقالات

المقابله الصحفيه مع سياسي عراقي والتي تحولت الى عمل قاتل

2435 03:00:00 2006-08-15

قصة اختطاف الصحفيه جيل كارول و بتعليق بيتر كراير وهما الصحفيين في الكريستيان ساينس مونيترز نشرت هذه الجزء من المذكرات بعدد الكريستيان ساينس مونيتر في 14 اب 2006.

في بغداد كان يوم السبت المصادف 7 كانون الثاني 2006 يوما مشمسا. بالنسبه كنت على وعد بان يكون يوما سهلا بالرغم من ان حياتي ببغداد لم تكن كذلك.   فالصحفي العامل بشكل حر ومنفصل يعمل بشكل صعب في كل مكان. ولكنني لم اود ان اجلس واكتب من مكتبي في امريكا عن وزاره الزراعه والاغذيه. فهنا في بغداد كنت اعيش حلمي بكوني مراسله صحفيه اجنبيه حتى وان كانت تعني في بعض الاحيان ان اعيش في فندق بسيط وعليك ان تاتي باغطيه سريرك معك.

ابتدات بعدت مقابلات صحفية روتينيه مع سياسيين عراقيين كانوا يحاولون تشكيل حكومه قبل البدء بالانتخابات الديمقراطيه لانتخاب الحكومه الدائمه بثلاث اسابيع. لكن السياسيين السنه كانت ظنونهم قد خابت لقلة المقاعد التي احرزوها.

 

لاحقا ذلك اليوم قررت ان اترك الكومبيوتر الشخصي لي بصندوق سيارة صديقي المترجم العراقي الان عنويا لاصابته بفايروس.

 

الان كان عنصر اساسي بمساعدتي لجمع الاخبار. كان قد مضى على عملنا كفريق مدة عامين وكنا صديقين وشعرت باننا تقريبا اخوه. عملنا معا في الظروف الصعبه والمتزايدة الخطوره في العراق. في فتره عملنا معا كان مصدر رزقنا هو الكتابه لوكالات الانباء مثل الايطاليه انسا و يو اس تو دي  و يو اس نيوز و ورلد ريبورت واخيرا الكريستيان ساينس مونيتر. فقد هددنا رجال المليشيات وارعبنا الجموع خلال صلاة الجمعه و انهمر علينا الرصاص من سيارة شرطه ماره بنا. وكنا نقضي ساعات طويله مشيا نعمل مقابلات مع الناخبيين العاديين.

 

خلال الاوقات الطويله وفي الازدحام المروري كان الان يخبرني قصص لطيفه ومضحكه عن ابنته وابنه الرضيع ومتعجبا من سرعه نموهم. وكنت امزح معه بانني جاسوسه من قبل زوجته فيروز وساخبرها اذا رايتك تنظر باتجاه بنت جميله.

 

المقابله الصحفيه الاولى في قائمتنا لذلك الصباح كانت مع عدنان الدليمي الذي هو سياسي سني.

 

بالرغم من انه كانت هناك مناطق تعتبر لدى الصحفيين الغربيين ارض حرام الا ان مكتب الدليمي لم يكن من ضمن هذه المناطق. بالرغم من ذلك اتخذنا احتياطاتنا الامنيه المعتاده وذلك بلبس الحجاب والعباءه السوداء لتغطيه شعري وملابسي الغربيه.

 

كنا قد زرنا مكتب الدليمي سابقا عدت مرات دون اي مشكله. وزيارتنا الاخيره كانت قبل يومين للترتيب لهذه المقابله.

 

كان هذا هو الخطا المميت الذي اوقعنا به انفسنا بان سمحنا لشخص ما 48 ساعه للتخطيط والاستعداد لعودتنا.

 

عدنان عباس هو سائق للكريستيان مونيتر لفتره طويله وكان قد تقاسم معنا التجارب المخيفه. قاد عدنان سيارته التيوتا الحمراء بالطريق المعتاد الى مكتب الدليمي واوصلنا مبكرين عشرين دقيقه عن موعدنا المقرر العاشره صباحا.

في داخل المكتب قادنا مساعدو الدليمي الى غرفه الانتظار المليئه برجال يحتسون الشاي المحلى باستكانات الى غرفه مجاوره. وقد لاحظنا انا والان بغرابة هذه الحركه بنفس الوقت.

 

" على كل حال هذا افضل" قال الان " انتي امراة ويجلس هناك الكثير من الرجال"

 

مرت الدقائق والمساعدين يذرعون الغرفه ذهابا وايابا ويتكلمون بالهاتف النقال. لقد فهمت على الرغم من عربيتي الضعيفه انهم يخبرون العديد من الاشخاص بان المراسله الصحفيه لازالت تنتظر لمقابلة الدليمي.

 

بعد العاشره صباحا بقليل اتاني نفس المساعد الذي رتب لنا موعد المقابله:

 

" اسف, الدكتور الدليمي لديه موتمر صحفي الان" قال المساعد " وهو لايستطيع التكلم معكم, هل بامكانكم الذهاب والعوده عند الساعه الثانيه عشر ظهرا"

تعجبت لانني لم اسمع او اعلم بوجود موتمر صحفي للدليمي قبل الان.

 

اتفقنا على الرجوع لاحقا. خرجت من المكتب الى الجو المشمس والى المكان الذي كان فيه عدنان جالسا بانتظارنا. وفي طريقنا باتجاه السيارة ذكرني الان بضروره الاتصال مسبقا لتاكيد على امكانيه اجراء المقابله. صعد الان في المقعد الامامي واعطيته تلفوني من المقعد الخلفي الذ هو مكاني الاعتيادي. بدا الان بالصراخ لاسماع صوته عبر الشبكه الرديئه للهاتف النقال في بغداد.

بدا عدنان بالتحرك ولكن تفاجئنا بشاحنة زرقاء كبيره مع خطوط صفراء وحمراء وهي ترجع علينا من الامام وقامت بغلق الطريق علينا بالكامل. عدد من الرجال كانوا مجتمعين حول الشاحنه متظاهرين بمساعدتها على الرجوع. لكن بمجرد ان استداروا نحونا, اشهروا مسدساتهم علينا وتوجهوا نحو السياره.

ضغط عدنان على الكوابح واوقف السياره ورفع هو والان ايديهما الى الاعلى. هذه عمليه اصبحت روتينيه في بغداد عندما يستوقف رجال الحمايه الخاصه السيارات للسماح لزبائنهم بالمرور. لكن هذه المره ليست كسابقاتها , فالرجال لم يخفظوا اسلحتهم واستمروا بالتقدم. الرجل الاقرب الى السياره كان شخصا قذرا , ابقى سلاحه موجها باتجاه عدنان عبر الزجاجه الاماميه للسياره. بقيت عيوني مسمره عليه وكنت مشوشه لماذا لم يخفض مسدسه. بالوقت نفسه فتح عدنان والان ابوابهما وهموا بالخروج من السياره.

 

ركض المسلحين باتجاهنا, وهمسة مني انفجرت الى صرخه عندما حاولت الخروج انا ايضا ندما اغلقت الباب على ركبتي اليمنى وذلك لدفعي من قبل شخص بشده الى داخل السيارة ثانيه بحيث ان عدسه نظارتي اليمنى خرجت من مكانها. من خلال فتحه الباب وقبل غلقها من قبل احد الخاطفين شاهدت اخر لحظه في حياة الان.

 

عدنان كان قد ذهب والشخص القذر حل مكانه كسائق وقفز رجلين واجلسوني بينهم. اسرعوا بي بالخروج الى الشارع الرئيسي ومن ثم اتجهنا الى اليمين.

 

" جهاد , جهاد, جهاد" صاح الخاطفين بفرح وسرور " جهاد , جهاد"

 

يتبع

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك