المقالات

خسارة أمريكا لمصداقيتها بين حربها في العراق والحرب على لبنان

1916 23:06:00 2006-08-10

بقلم: وداد فاخر

وداد فاخر *تغاضى معظم الوطنيين العراقيين عن التاريخ المشين للإمبريالية الأمريكية ومدوا أيديهم للتعاون في إسقاط حكم العنصريين الفاشست من البعثيين ، بسبب العجز الواضح للقوى الوطنية العراقية مقابل القوة الهائلة للدكتاتورية التي تملك المال والرجال والسلاح . وتناسوا دورها الكبير مضطرين في إيصال حثالة البشر من العروبيين الذين يشكلون حزب البعث العنصري الفاشي للسلطة في 8 شباط من عام 1963 ، وما قاموا به من مجازر يندى لها الجبين هم وحلفائهم من القوميين والناصريين حتى انقلاب حليفهم الطائفي العنصري المقبور عبد السلام عارف عليهم في 18 تشرين 1963 بانقلابه عليهم وطردهم من السلطة .لكن وكما يبدو إن ما أعلنته أمريكا للقوى الوطنية العراقية التي لم تجد مفرا من التعاون مع الشيطان بغية إزاحة حكم العفالقة ، غير ما تخفيه من نوايا سيئة وشريرة للشعب العراقي الذي خرج بعد ثلاث عقود ونصف من الحكم الدكتاتوري الفاشي العنصري ضعيفا مثخنا بالجراح جراء قسوة وشدة الدكتاتورية المجرمة . إذ بيتت نواياها الشريرة منذ اليوم الأول لسقوط الفاشست القتلة بان( تركت الحبل على الغارب ) كما يقال في العراق المثخن بجراح الدكتاتورية ، بتركها للحدود الدولية مفتوحة على مصراعيها لكل من هب ودب ، وفق نظرية ( الأرض البديلة ) التي كانت تريد من خلالها محاربة الإرهابيين على ارض غير أرضها لتقليل الخسائر البشرية والمادية . كذلك تركت متعمدة اراذل البعث وسفاحيه من القتلة والمجرمين من جنرالات البعث الذين سلموا بغداد طواعية للمحتل الأمريكي باتفاقات ضمنية مع بعض أقطاب النظام العفلقي وقياداته المنهارة ، تركتهم يسرحون ويمرحون على ارض الرافدين ليشكلوا من بعد ذلك فرق الموت والتخريب والتدمير بحجة ( مقاومة المحتل ) ، بينما غرضهم الرئيسي هو تقتيل العراقيين والعمل على أبادتهم وخاصة الكورد والشيعة ، وتخريب البنى التحتية ، وتهجير وتشريد اكبر عدد ممكن من العراقيين للإخلال بالنسيج العراقي الجميل المتماسك المكون له منذ أقدم ألازمان . وللتدليل على مقولتنا نرى ما يجري من قتل متعمد هو للكورد في الموصل وكركوك ، والمدن والمناطق ذات الكثافة الشيعية بدرجة أساسية . ولم يصدر أي قرار بمنع التجوال أو ملاحقة ضباط الأمن والمخابرات والحرس الجمهوري والحرس الخاص وفدائيي صدام ، علاوة على تركها كل مؤسسات الدولة عرضة للسلب والنهب . وقد اتضحت الخطوط العريضة للخطة الأمريكية ، وبانت بوضوح نواياها الشريرة من خلال العديد من المعطيات على ارض الواقع العراقي المعاش حاليا ، وخاصة في التعامل مع الإرهابيين وعدم المساس بهم بحجة الديمقراطية ، وإطلاق سراح العديد منهم لكي يعودوا من جديد للإخلال بالأمن العراقي . فرغم وجود عدد هائل من القوات الأمريكية المحتلة في العراق والذي يقارب 140 ألف جندي بكامل معداتهم العسكرية ، والتقنية العالية مضافا لهم قوات الدول الحليفة لأمريكا ، مع ما يقارب من 120 ألف جندي وشرطي عراقي ، إلا إن لا احد لحد الآن يستطيع أن يقر الأمن في العراق وخاصة العاصمة بغداد . وما كان يقترفه النظام الفاشي من جرائم يقشعر لها الجبين وهو في عز قوته ، لا يرقى لما يتم اقترافه من جرائم إرهابية من قبل الإرهابيين والقوى الخفية التي تقطع أوصال العراقيين وبصورة يوميه وأمام الملأ وبدون خوف أو تردد لا كما كان يفعل النظام الفاشي خفية وبين النخبة من أعوانه الذين هم أنفسهم من يقود بعض مفاصل السلطة والدولة الآن ، ويجلس بصورة شرعية تحت قبة البرلمان ، أو يقود بعض قوى الجيش والأمن ويمارس القتل بصورة شرعية كفلها له القانون الأمريكي . لذا فما استطاعت أمريكا أن تحصل عليه من تعاطف من قبل بعض الوطنيين العراقيين قد فقدته كلية مع لعنة تصاحبها أينما حلت بعد ما جرى ماجرى في العراق الجريح ، يضاف لكل ذلك موقفها العدواني الأخير الداعم للعدوان الصهيوني على الشعب اللبناني ، وما جرى من إصرار أمريكي على عدم وقف إطلاق النار من قبل المعتدين الصهاينة الذين يذبحون بواسطة الدعم والآلة الأمريكية الشعب اللبناني وخاصة المناطق الشيعية اللبنانية . ويخطأ من يفكر من المؤيدين بحماس للمعتدين الصهاينة الذين يقودون الدولة العنصرية اليهودية ، أو ممن ينظر لإدامة العدوان والشماتة بحزب الله اللبناني ، إن الوطنيين العراقيين يقفون مع هذا الطرف الحزبي أو ذاك بل إن مواقفهم هي مواقف وطنية مبدئية من اجل إحقاق الحق وتعرية المعتدين الصهاينة والأمريكان وحلفائهم العرب من السعوديين والمصريين والأردنيين وإذنابهم من دويلات الخليج التابعة للفلك الأمريكي ، وليس موقفا تابعا لهذه الجهة أو تلك ، رغم اختلافهم جذريا مع طروحات وآراء حزب الله اللبناني ، وموقفه الأخير في خطف جنديين إسرائيليين كانا سبب الحرب العدوانية الدائرة على الشعب اللبناني . كذلك يعطي هذا الموقف الأمريكي العدواني الذرائع للإرهاب وخلاياه النائمة بالتحرك والنمو بسبب من وجود التربة الصالحة لنمو الإرهابيين الذين يفتشون عن ذرائع عدة لتنفيذ مقاصدهم الشريرة ، وها هي حادثة اليوم من اكتشاف السلطات الأمنية البريطانية لخطة إجرامية إرهابية بتفجير 9 طائرات وهي في الجو بين لندن وأمريكا ، فهل يتعظ الأمريكان وحلفائهم البريطانيون من هذا الحادث لكي يغيروا من مواقفهم الداعمة للعدوان أي كان مصدره أم يظلوا متمسكين بسياستهم الحمقاء في عدم الوضوح التام بمعاملة القتلة والماجورين وخاصة من بقايا القاعدة او ازلام البعث المنهار المنتشرين الآن في كافة أرجاء المعمورة ؟؟!! . فما يستنكره الوطنيين العراقيين هو ما يقوم به المعتدين الصهاينة بوحي واضح من أمريكا لابادة شعب لا ذنب له في الحرب الدائرة بين أطراف إقليمية تدخل تماما في حساب صراع الأضداد . لذلك يقع كل الضيم والقتل والتهجير على الشعب اللبناني المسالم ، كما هو حال الشعب العراقي الذي وقع ضحية أطماع أمريكا وخططها المستقبلية في المنطقة التي تريد تطبيقها وفق نظرية الشرق الأوسط الكبير الذي اتضحت خطوطها العريضة بعد العدوان الصهيوني على لبنان وبحجة اسر جنديين إسرائيليين من قبل حزب الله اللبناني ، والذي يروج لهذه الخطة بعض المثقفين العرب ممن يسمي نفسه بـ (المثقفين الليبراليين ) . وحتى تعاطف العديد من الوطنيين العرب وبعض أجزاء العالم مع نكبة أمريكا في العمل الإرهابي الذي قامت به منظمة القاعدة الإرهابية فيما سمتة بغزوتي نيويورك ومانهاتن في 11 سبتمبر 2001 قد فقدته أمريكا بعد موقفها الأخير من إصرارها على استمرار العدوان على الشعب اللبناني والابادة العلنية للشيعة العراقيين واللبنانيين . وما قامت به كونداليزا رايز من موقف مشين بالنيابة عن الإدارة الأمريكية في دعم العدوان الصهيوني على الشعب اللبناني سجل نقطة سوداء جديدة في سجل أمريكا الأسود القائم على الانقلابات الفاشية ، وتغيير الحكومات الوطنية في مطلع ستينات القرن الماضي حتى موقفها الأخير بالإيحاء من طرف خفي لصدام حسين باحتلال الكويت عام 1990 ، ومن ثم تدمير العراق وتخريبه وجر المنطقة لحرب طاحنة لا زالت آثارها التدميرية على البيئة والإنسان باقية لحد الآن ، مع ما دفعته دول الخليج والسعودية مجتمعة من تكاليف باهضة للحرب لازالت آثارها الاقتصادية باقية لحد الآن على تلك الدول التابعة من اجل تحرير الكويت . وقد جرى ولا زال غض الطرف عما ظهر من أعراض سرطانية على الأجنة والمواليد ، والبيئة البحرية والبرية المسرطنة نتيجة اليورانيوم المطفي الذي تصنع به الدبابات والأسلحة الاميركية . وما تم استخدامه من قنابل فسفورية تؤثر على البيئة وخاصة بين منطقتي صفوان العراقية ، والعبدلي الكويتية حيث جرت ابادة شاملة للقوات العراقية المنسحبة من الكويت ليلة 25 – 26 من فبراير / شباط 1991 بواسطة الهجوم البري لقوات التحالف الدولي الذي كانت تقوده أمريكا من اجل تحرير الكويت . وقد استفاد النظام الدكتاتوري الفاشي المنهار من الدعاية لإظهار الأعراض السرطانية بغية كسب عطف العالم وتأييده له ، وهو ما جرى من قبل عملاءه ومؤيديه أمثال جورج غالوي وغيره ، لكن الطرف الكويتي ورغم ظهور نتائج الحرب المدمرة على البشر والبيئة لا زال يخفي الكثير من الحقائق ، ولم يتم للآن إجراء مسوحات طبية ميدانية للمنطقة .لذا فما ربحته أمريكا من مواقف وتعاطف جرى مسحه بجرة قلم جراء مواقفها الأخيرة الداعمة للعدوان إن كان على الشعب العراقي حيث جرت وتجري مسرحية ما يسمى بحكومة وطنية توافقية ، أو دخول من يدعم الإرهاب للبرلمان الجديد بشكل رسمي وبإيحاء أمريكي، أو ما يسمى بـ ( مبادرة نوري المالكي للمصالحة ) التي تحاول مصالحة القاتل مع المقتول وإعادة تأهيل القتلة للعودة والمشاركة بالسلطة من جديد .ولكي لا ندخل في استنتاجات خاطئة عن فرضية قيام حرب أهلية بين أطراف خفية لا نعرف من يقودها بصورة يومية من اجل إسالة دماء المئات من الضحايا العراقيين ، أو ما يجري على الأرض اللبنانية من تهديم متعمد لأحياء شيعية كاملة ، وتقتيل لأبرياء لا علاقة لهم بما يجري على ساحة المعركة . نقول إن وجود أمريكا بات مهددا في المنطقة وخاصة العراق إذ إن صبر العراقيين يكاد يكون قد نفذ تماما ، فبوادر انتفاضة شعبية عارمة لا تبقي ولا تذر بدت تطفو على سطح الوضع الشعبي العراقية . وإذا هب المنتفضون الشيعة فلن توقفهم طائرات ودبابات المحتلين الأمريكان ، فهم مقاتلين شرفاء وليسوا كفلول البعث المنهار او فلول القاعدة المجرمة يطعنون الشعب الأعزل من الخلف كما يحصل حاليا بحجة مقاومة المحتل ، وسيكون لكل حادث حديث . آخر المطاف : قال بعض الحكماء: الناس ثلاث طبقات تسوسهم ثلاث سياسات: طبقة من خامة الأحرار تسوس بالعطف واللين والإحسان، وطبقة من خامة الأشرار تسوسهم بالغلظة والعنف والشدة،وطبقة من العامة تسوسهم باللين والشدة لئلا تخرجهم الشدة ولا يبطرهم اللين.* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك