المقالات

امريكا والشرق الاوسط

1794 18:10:00 2006-08-02

( بقلم المهندس بهاء صبيح الفيلي )

ان لأمريكا مصالح حيوية في منطقة الشرق الاوسط وخصوصاً في منطقة الخليج ولا اعتقد ان هناك امرء لا يعرف بهذه المصالح والمطامع , والامريكان لا ينكرون ذلك , ولذلك نرى السياسة الامريكية لا تحيد عن مصالحها بأي شكل من الاشكال وفي اي وقت من الاوقات مادام النفط موجوداً , ولكن الجديد ان بعض من دول المنطقة بدئت تفكر وبشكل جدي محاولة تأمين احتياجات بلدانها من الطاقة حال غياب النفط او نفاذه , فسعت الجمهورية الاسلامية الايرانية الى امتلاك اسرار تخصيب اليورانيوم والاستفادة من مخزونها النووي , ووضع برنامج مستقبلي لأجيالها القادمة التي ستحتاج حتماً الى مصادر بديلة لهذه الطاقة التي في طريقها الى النضوب .

امريكا لا يعجبها المحاولات الايرانية لأمتلاك هذه الاسرار ولأسباب عديدة , ولا اود ان ادخل في التفاصيل ولكن سأذكر الاسباب المهمة التي من اجلها لا تريد امريكا ان تستمر ايران في برنامجها وهي في نظر امريكا ان ايران من الدول التي تحاول اللحاق بركب العلم وتحاول السيطرة على مقدراتها من ثروات طبيعية وبشرية , وهذا مايثير حفيظة الغرب بشكل عام وامريكا بشكل خاص , ان الابحاث والمشاريع التنموية الجادة غير مسموحة بها في منطقة الشرق الاوسط , والا كيف ستسوق الدول الصناعية منتجاتها , والحضارة الغربية تعيش على ذلك , اذا كل الدول صنعت وتطورت واستطاعت تطور نفسها فلن تكون هناك حاجة للصناعات الغربية مادامت هناك اكتفاء ذاتي لهذه البلدان , وعندها لا تفرط هذه الدول بمواردها وتبيعها بأسعار تكون مجانية مقارنة بالبضائع التي تشتريها من الغرب .

هناك شيء يسمى الاحتكار والدول الغربية محتكرة للتكنلوجيا المتطورة ويحاولون عرقلة الدول الاخرى من التطور والدخول في هذا المجال . ان الدول الاوربية تبحث وبشكل حثيث عن بدائل للبترول , وان نسبة كبيرة من الطاقة التي تستهلك في اوربا وامريكا مولدة من المفاعلات النووية , ومنابع اخرى غير البترول , ولكن البترول مازال مهماً بالنسبة لهم لأنه ارخص طاقة متوفرة لحد الان , وهنا نسأل هل لنا الحق في تطوير انفسنا في مجال الطاقة والمجالات العلمية الاخرى ؟ ام علينا اخذ التراخيص من الغرب وامريكا !!!

ان الغربيون بصورة عامة يعارضون البحوث الايرانية في مجال تخصيب اليورانيوم , ويحاولون فرض حصار وحتى ضربها وتدمير مفاعلاتها , ويدعون في ذلك ان ايران تسعى لأمتلاك القنبلة الذرية , وامتلاك ايران لهذه القنبلة خطر على السلام العالمي , ولكن هنا نسأل بغض النظر ان كانت ايران تنوي او لا تنوي امتلاك هذا السلاح هل من حق ايران امتلاك السلاح الذري ام ليس من حقها ؟

ان كانت بنعم فلا مبرر لكل هذه الهجمة القذرة على ايران , وان كانت بلا فعلى الذين يرفضون ان يبرروا ذلك وتبريرات الذين يرفضون حق ايران لامتلاك السلاح الذري مضحكة , فالغربيون يرون ان ايران دولة غير ديمقراطية , ولكن في ايران تجري الانتخابات كل اربعة سنوات ونسبة المشاركة في انتخاباتها تفوق بعض الاحيان نسبة المشاركة في الدول الغربية نفسها , وانا اعتقد ان الغرب لا تريد ديمقراطية ولا اي شيء سوى القضاء على الجمهورية الاسلامية وبأي صورة ممكنة او تحجيمها بقدر المستطاع , انهم يريدون ان ينشروا الفساد والرذيلة في بلداننا بحجة الحرية ولكنهم يقتلون كل محاولات تطوير انفسنا من النواحي الصناعية والتكنلوجية .

انا اود ان اسأل الكتاب العراقيين الذين يهاجمون ايران ويحاولون الصاق تهم باطلة بها , هل هناك ديمقراطية حقيقية في الغرب وحرية حقيقية ؟ وسوف اجيب هؤلاء الذين يتشدقون بالديمقراطية التي تريد ان تفرضها امريكا على المنطقة , والديمقراطية والحرية وحقوق الانسان في امريكا .

 في امريكا هناك الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي وهذان الحزبان يسيطران على مقاعد مجلس النواب ومجلس الشيوخ , وهنا نسأل هل يسمح النظام الامريكي ان يأتي احد من منتسبي الحزب الشيوعي الامريكي الى احدى المجلسين وهنا اعني النواب والشيوخ , اليس نفس هذه الديمقراطية كانت تلاحق الشيوعيون الامريكان في نهاية الاربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الماضي  وتحاكمهم وتسجنهم وحتى تعدمهم او تغتالهم وحتى يومنا هذا , اليست الشركات العملاقة تمنع العمال من حق تشكيل نقابات او حتى الانظمام الى تكتلات نقابية خارج الشركات وكل ذلك يحدث تحت شرعية النظام , ولما كانت الديمقراطية الامريكية لها حدود ونظام معين او لنقل اطار معين فلماذا تحاول ان تمنع الاخرين من وضع اطار لديمقراطيتها , نعم في ايران ديمقراطية وانتخابات وحرية ولكنها لا تخالف التعاليم الاسلامية , وهذا مايتفق عليه غالبية الشعب الايراني ولذلك على امريكا والغرب احترام ارادة الشعوب لا ان يحاولوا كسر هذه الارادة واذلال الشعوب .

في فلسطين جرت الانتخابات وفاز الاسلاميون في الانتخابات ماذا جرى ؟ رفض غربي وامريكي لتولي حكومة اسلامية زمام الحكم , وشن حرب على الشعب الفلسطيني من قبل اسرائيل لكسر ارادته ومعنوياته , في العراق اسفرت الانتخابات فوز الاحزاب الاسلامية الشيعية فكان المفروض ان تشكل الحكومة من هذه الاحزاب , ولكن ماذا جرى الالتفاف على نتائج الانتخابات وفرض مايسمى الان مصالحة وطنية او بمعنى اخر محاصصة طائفية وفرض قيود على الذين كسبوا الانتخابات وفرض الارهاب كأمر واقع على الحكومة ولأشراكهم في العملية السياسية , ومن ثم الالتفاف على العملية السياسية برمتها .

هل الانظمة العربية والخليجية انظمة ديمقراطية ام انظمة دكتاتورية سلطوية لا تفهم الا منطق القوة والاستبداد ؟ ولماذا هذه الانظمة حليفة وصديقة لأمريكا ؟ ولماذا النظام التركي حليف استراتيجي لأمريكا ؟ والنظام التركي معروف عنه نظام عسكري يضطهد الاقليات ولا تعترف بحقوقهم . وهل اسرائيل دولة ديمقراطية ام دولة مجرمين وقتله ؟

هل امريكا نفسها تحترم حقوق الانسان وهي تحارب دولة صغيرة كلبنان وتدمر بنيتها التحتية وبجيش مرتزق ؟ هل هناك عدالة ومنطق في كل ما يجري ام ان منطق البلطجة والقوة هو السائد ؟!!

عندما يتحدث الامريكان عن الارهاب والارهابيين يصورون (بضم الياء) المسلمين شياطين وهم الملائكة وعليهم واجب قتلهم واذلالهم , انهم يستخدمون نفس الماكنة الدعائية التي كانوا يستخدمونها في حربهم على الشعب الفيتنامي , وكل الشعوب الاخرى التي حاربوها , فلقد صوروا الفيتناميين اناس مجرمين وشياطين والجيش الامريكي كان الملاك والحقيقة كانت عكس ذلك فالجيش الامريكي لم يترك سلاح محرم الا واستعمله ضد هذا الشعب الاعزل , ان امريكا وقفت وتقف ضد ارادة الشعوب , فليست الحرية والديمقراطية الا غطائاً تستعمله للضحك على ذقون البسطاء , ومع الاسف هنا من يطبل ويزمر لهذه الادعائات .

السياسة ليست فن الممكن كما يتصوره البعض , ولكن السياسة فن التمكن وسلب حقوق الاخرين وهذا هو التفسير الامريكي والصهيوني للسياسة , واما اذا نحن اعتمدنا ان السياسة فن الممكن , فنموت ولن نتمكن من شيء , فامريكا واسرائيل لم ولن يسمحوا بان يكون هناك شيء ممكن . المهندس بهاء صبيح الفيلي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك