المقالات

مِنْ دون شجاعة قول الحقيقة نسقط في مطبّات التطرف المفكر الفرنسي (فوكو)

3264 19:04:00 2006-03-29

إن جانباً كبيراً من معاناة الشعب العراقي اليوم هو نتيجة،( انعدام الشجاعة على قول الحقيقة ). ( بقلم : حسين كاظم علوان )

الحقائق التي نحاول أن نؤجل الحديث عنها، ونعمل على إسكات صوتها، ستصرخ يوماً فتصم اذاننا، بل يحولها الواقع الى أرقام يصعب التعامل معها، والى معادلات عصيّة على الهضم والتمثيل، والسبب وراء كل ذلك هو عدم امتلاكنا الشجاعة لقول الحقيقة في الوقت المناسب والمكان المناسب. فللحقيقة طقوسها ومحيطها الزماني والمكاني الذي تولد فيه، فمن يتعثر في مباشرة الحقيقة ضمن ظروفها وخصوصياتها، فسوف لا يحصل على جوهرها والذي بدونه نظل نتخبط في دوائر من الأخطاء وعندها نسقط في مطبات التطرف والذي يوصلنا الى الإنزلاق في أتون العنف.

إن جانباً كبيراً من معاناة الشعب العراقي اليوم هو نتيجة،( انعدام الشجاعة على قول الحقيقة )، أننا نحاول تأجيل قول الحقائق، حتى تتحول الغاماً تنفجر بوجوهنا، عندها نقول أننا كنا نحتمل او نعرف ما يقع حالياً، لكننا ما احببنا أن نقول ذلك خشية جرح مشاعر البعض، او تجنباً لإحراج آخرين، و...و... الى آخر ما هنالك من مبررات، هي في الحقيقة ( مهلكات ). كان يفترض أن لا ندع أية فرصة لمرور حقيقة دون أن نقولها وبكل شجاعة، فغرس الحقائق في ارض الواقع، يمنح تلك الحقائق الحياة ويمنحنا القوة والأمان، على خلاف مبدأ اسكات الحقيقة وخنقها لأي سبب كان. فمثلاً كيف نفسر ظاهرة تهجير < عائلات عراقية بسبب طائفي > من مساكنها ومدنها بهذه البساطة، وبكل وقاحة، يتم هذا ضريبة عدم قول ( الحقيقة ) في وقتها وبشجاعة، ليعرف الذين هم وراء هذه الفعلة الهمجية، والجميع يعرفون من وراء ذلك، ولكننا وللأسف نتلجلج في قول الحقيقة، وقول الحقيقة يترتب عليه مواقف عملية جادة وحدّية تجنبنا والبلد باجمعه السقوط في مطبات العنف. هذه واحدة من مصائب كثيرة جنيناها بسبب سكوتنا.نتمنى على الحكومة وكل من هم في موقع المسؤولية أن لا يترددوا في قول ( الحقيقة ) مهما كان ذلك حرجاً و شاقاً سواء عليكم او على غيركم، لأن التأخر في قولها له ثمن باهض و مدمر للإنسان والوطن. وقول الحقيقة هو مسؤولية لا تختص بفئة أو طائفة دون أخرى و لا بحزب دون آخر، لأن الحقيقة لا تعرف الإنتماء.

حسين كاظم علوان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك