المقالات

عالم المخابرات – 14 في مطار برمنكَهام عام 1998

2048 05:43:00 2006-07-26

( بقلم قاسم محمد الكفائي )

في عام 1997 حصلتُ على الجنسية الكندية بعد ان تخطيتُ المنايا التي تؤدي الى الموت المُحَّقق – موضوعة بحث حلقتنا 11 من عالم المخابرات - ، كان هذا ضمن حملة محسوبة قبل بلوغي اليوم الذي أؤدّي فيه القسَم واستلام الجنسية .

وفي تموز من عام 1998 قررت السفر الى عمّان لزيارة بعض من اولادي الذين وصلوا الأردن للأستقرار فيه وانتظار السفر الى كندا ومازال بعضهم في عمّان منذ ذلك التأريخ . فتقدّمتُ بطلب رسمي الى دائرة الجوازات لغرض الحصول على جواز السفر ، وبعد مدّة حصلت عليه . قطعت تذكرتي مضطرّا في حينها الى بريطانيا – مدينة برمنكهام كون الموسم لا يسمح لي في حينها أختيار الخط والوقت ، أي كانت هناك عراقيل حتى بسعر التذكرة الباهض التكاليف .

عزمتُ وتوكلت وكانت موظفة المكتب قد دفعتني للأختيار وبتشجيع منها . حلّقت طائرتنا في سماء تورونتو وأخذت تجوب الفضاء باتجاه بريطانيا العظمى العجوز ، وكنت كثير التفكير باحتمالات حدوث أية طارىء لي في عمّان ، وطريقة التخلص منه ، فبقيت أحسب واستنتج الى آخره لسبب واحد هو أن الدول الكبرى من أسياد حكام الشرق الأوسط لو أرادوا تنفيذ أية خطة ضد ضحيتهم فأنهم ينفذونها في تلك الدول التي لا يواجهون صعوبة فيها وأياديهم تبقى نظيفة كون المنّفذ هو حاكمنا والأرض التي يُنَّفذ عليها هي أرضُنا ، والمعاذير متوفرة – نظام صدام - ( سنأتي على هذا الموضوع في حلقة خاصة ) .

حطّت طائرتنا على أرض مطار برمنكهام ونزلتُ منها مع النازلين لكنني وبعد دقائق من المشي باتجاه مكتب القادمون لأحصل على تأشيرة الدخول تحسّست بظاهرة ( ؟ ) أمامي جعلتني أنتبه اليها ، ولما تأكدتُ أنها تعنيني أخذتُ حذري واستعدادي للجواب على أسئلة خطرت ببالي . وقفتُ في الصف الطويل للقادمين وكنت في المُنتصَف حتى جاء دوري فأمرتني الموظفة التي تستقبل الركاب وتمنحهم أذن الدخول بالجلوس على الطاولة ، وكانت هادئة المزاج . وبعدَ أقلّ من نصف ساعة نادت عليّ الى داخل غرفة فذهبت معها . طلبت جواز سفري وبعض من وثائقي . سألتني أين وجهتك؟ قلت الأردن . لماذا ؟ لزيارة أولادي هناك . لماذا جئت الى هنا ؟ مجرد عبور . أخذت وثائقي وحوّلتني الى غرفة أخرى صغيرة جدا وفيها تلفاز . وبعد ساعات نادت عليّ ومعها شخص متوسط العمر أسمه جان - هي تناديه هكذا – وكان التحقيق وبالتفصيل . ا

لأسئلة كثيرة ولا تعني غير محاولة منعي من الدخول الى بريطانيا بتاتا . فأهم ما أخبرتني به تلك الشيطانه هو : نحن غير سعداء بدخولك أراضينا . أيضا أهم ما أنا أخبرتُها به بعد كل الأجراءات هو : أنتم من بلد عدو الى ديني ووطني منذ القرن السابع عشر والى اليوم . ألحّت علىّ تلك الشيطانة تطلب مني تفسير هذا الكلام … قلتُ لها هو ليس من اختصاصك ، فلما كررت الطلب ، قلتُ لها في ذلك القرن زرعت بريطانيا العظمى المذهب الوهابي الماسوني في جسد الأمة الأسلامية . كان ذلك العام الذي سافرت فيه الى الأردن هو ربيع العلاقة القائمة ما بين دول الأستكبار وكل خطوط الأرهاب الوهابي . وبريطانيا على الخصوص كانت تؤدي الدور الراعي لهذا الأرهاب وتنمِّيه . إذن من أي فصيل أنا ؟

الذي تابعَ حلقاتِنا وبجد سيتعرف على الحقيقة عندما يجدها تتعلق بحادث اختطافي في الباكستان ولمرتين كنت فيهما ألجأ الى القنصلية الأيرانية . ( لو كان قرد في غابات السنغال يؤمن يوما واحدا بخط آل محمّد عن وعي فأن هذا القرد لا تقوم له قائمة في السياسة البريطانية ومَن شاكلها ) . أعادوني الى الغرفة الصغيرة وأبلغوني بصدور أمر تسفيري وأعادتي الى كندا ، مع العلم يمكنني تقديم طلب اللقاء بالقنصل الكندي لكنّي رفضت . تفحَّصوا حقائبي بكل دقة من قبل أربعة أشخاص . وفي عصر ذلك اليوم نقلتني سيارة شبه مُصّفحَة تغلفها شبابيك حديدية . كانت وُجْهَتنا الى سجن في مدينة مانشستر التي وصلناها بعد أكثر من ساعة .

 أودعوني السجن فيها ، وفي صباح اليوم التالي نقلوني الى المطار مخفورا ، فوجدتُ حقائبي هناك . صعدتُ الطيارة ( ترانزيت كندا ) فوصلتُ مطار تورونتو . أستقبلني سائق تاكسي أشبه بالهندي ( ؟؟؟ ) فسألني بهدوء هل تريد مساعدة ، قلت نعم . فحمل حقائبي وكانت واحدة من الحقائب ممزّقة بطريقة مدروسة . صعدنا سيارتنا ( اللاتاكسي ) فوجدتُ أمامي إجراءات أخرى فعرفتُ المزيد . أخبرني السائق ونحن في طريقنا الى بيتي بأنه يعمل سائق بطريقة غير مشروعة ، وكان يثير أسئلة لا تليق بمهنته .

قلتُ سلفا أنّ عدو ديني وعدوي منذ القرن السابع عشر هو السياسة البريطانية ، ومع هذا الفهم فأنا أبرّىء المخابرات البريطانية أنها هي التي بدأت خطة اعتقالي في مطار برمنكهام ووضعتها كوني متأكد وبشكل تام وحسب نضوجي الثقافي في هذا الأختصاص أن المخابرات الكندية هي التي وضعت الخطة لتنفذها المخابرات البريطانيّة هناك . من فضلكم سادتي القرّاء أن لا تنسوا حقيقة العواقب والمئاسي التي خّلفتها عملية أعادتي من بريطانيا الى كندا ، وهذا هو بعضٌ من حساباتهم ، ومن أجله فعلوا فعلتهم .

أما حقيبتي الممزّقة فتعني تمزيقي وبلا هوادة ( عندنا المزيد من القصص ) وقد قامت بها المخابرات الكندية في مطار تورونتو وليس البريطانية وهي بريئة من كل هذا الفعل ، كوني أعرف أدب وثقافة المخابرات الكندية في ممارستها هذه المهنة وهذا الأختصاص . هكذا ربّاني هذا الجهاز بمئاسيه ، وهكذا علمّني فأحسن تعليمي وثقافتي به ولو على حساب دمي وسعادة أولادي الذين تذوّقوا سما زعافا في مَلف طلب قبولهم المجيىء الى كندا وكما قلنا مازال بعضهم في عمّان ، وبموجب تلك الموافقة التي طال انتظارها منذ عام 1998 من القرن الماضي الى العام 2006 من القرن الحالي سيلتقي شمل الأولاد المعذبين بأبيهم المعذب ، وهذا مالا تريد تحقيقة دوائر المخابرات الكندية . ( طبعا لو ُطلب من دائرة الهجرة الكندية الأستيضاح عن الملف سيتفلسفون بجوابهم وباسلوبهم الخاص ، ولهم شأنهم في الرَد وأفهمه جيدا وبالتفصيل ) ، إذن ، كيف يمكن تحقيق هذا الحلم والممارسات التي أتلقاها من جهاز المخابرات كفيلة بأهدار دمي وضياع جسمي ورسمي . وسنفاجئ الجميع بالمزيد من القصص لاحقا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك