المقالات

لماذا الفيدرالية

1841 14:15:00 2006-07-17

( بقلم عبد الرزاق السلطاني )

القتل على الهوية، التهجير القسري، الاختطاف، وعناوين اجرامية أخرى باتت من السمات الواضحة للمشهد اليومي للمواطن العراقي والامر الغريب انه لا توجد في بلدنا غابات واحراش وكهوف يمكن للمجرمين ان يختفوا فيها بالشكل الذي يجعل القوى الامنية غير قادرة على معالجتهم، ومما لايمكن ان استسيغه- كمواطن- وانا ارى الاجرام يتحدى الحكومة وخططها الامنية في كل مرة دون رادع حقيقي، فليس من الصحيح ان تمارس حكومة منتخبة أسلوب التمادي وتمييع القرارات التي تحد من الجريمة المنظمة التي تدار من قبل بعض الواجهات المتأسلمة السلطوية بعد ان أخذت تصريحاتها ابعاداً خطيرة في التحريض الطائفي العلني لتصفية رموزنا الدينية والوطنية والسياسية وقد تجاوز بذلك حدود اللياقة الى مستويات متدنية واماطت اللثام عن وجوهها القبيحة وبصورة علنية سعياً منها لتأزيم المسارات الوطنية وتأسيسها لخطاب يزيد من سيل الدماء العراقية بروافدها كافة لوأد المشرع الوطني واجهاض التجربة الديمقراطية الفتية.

وحينما نطالع المشهد العام لتلك القوى المتحالفة من الصداميين والتكفيريين التي سادها سلوك يشبه ظاهرة القطيع المذعورة أثر ضربات ابطال الداخلية، إلا إن تراجع حدة الموجات الارتدادية ضدها أعطاها المسوغات لتجميع شتاتها وتؤسس للغطاء الزيتوني، فهم ليسوا سذجاً كما يعتقد البعض، بل يمتلكون عقليات متمرسة بالاجرام وتزييف الواقع، وما تشهده الساحة اليوم هو من تداعيات تلك الممارسات الوقحة، والمتتبع للنهج الاجرامي اليومي في العراق فهو آت ضمن سلسلة ممتدة لمنع وصول العراق للأستقرار والامن إلا من خلال بوابات حزب البعث المهزوم ومحاولة ايجادهم علاقة رجراجة بفتحهم جبهات عديدة فضلاً عن استعدائهم للنخب الدينية والوطنية والسياسية كافة، مما يجد نفسه محاصراً وسط حكومة ممثلة بشكل دقيق حيث طرح الائتلافيون سياسة سلمية ومتوازنة تلبي طموحات الشعب العراقي كما تلبي طموحات الوطنيين،

إذ نعتقد جازمين بأننا نمتلك كل الادوات النظرية والمفاهيمية والتنظيمية التي تحقق مطالب وحقوق العراقيين، فالعمل المنهجي يتحقق بتطوير وعصرنة المفاهيم السياسية والوطنية التي تدخلنا لتبوء موقعاً يسمح بأخصاب العوامل الاستراتيجية في بنية الدولة لنماء مقومات وجودها ومن اطر الاتحاديات الذي يعد مشروع النهضة الكبير لأنتشال واقعنا المرير وهو مدعاة لتطوير مناطق العراق كافة، فأقليم الوسط والجنوب وأقليم بغداد هو بداية رفع الوصايا والحيف عن أبناء المناطق المحرومة فلا بد من الشروع بتفعيل الاسس الدستورية للخلاص من هيمنة المركز لنبني بلدنا الاتحادي الدستوري التعددي والسير بالنموذج الذي يلتصق بالاهداف الحقيقية والانجازات الفعلية التي تعزز الطموحات الاعتدالية العليا لبلدنا التي تبنتها مرجعية الامام السيستاني ومشاريعها الاستراتيجية بإيجاد مناخات تسهم في رفعة وسمو العراق الجديد بكل اعراقه وطوائفه،

 ومن هنا يمكن القول بأن قيادة الرمز السيد الحكيم دافعت لتعزيز اللحمة الوطنية ضمن ثقافات اعتدالية توحيدية وتعرضت للأضرار الكبيرة جراء تلك المواقف الوطنية لما لها من دلالات جامعة، فالازمات الحقيقية هي من أرهاصات الماضي الصدامي لأعادة المعدلة الظالمة التي حكمت العراق ومحاولة جادة لضرب الحكومة المنتخبة وبالتالي فهو يكشف بجدية أعداء المشروع السياسي الذي تقف وراءه اطراف داخلية وخارجية تتمنطق باسم الديمقراطية التي اشبعت شعوبها هزائم وجعلتها حقول تجارب مما يعزز استقرائها القاصر للمفاهيم الانسانية وقراءتها للواقع العراقي بالمقلوب مما ينعكس سلباً على معطيات الوطنية ويحول دون بناء وشائج المحبة بين مكونات الشعب العراقي.

عبد الرزاق السلطاني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك