المقالات

سياسة التدمير والتهجير والارض المحروقة الاسرائيلية

119 2024-11-06

تعرض اليهود الى الاضطهاد والتهجير والقتل وغيرها من المظالم والحوادث المؤلمة خلال تاريخهم الطويل وفي مختلف بقاع العالم , وكانت هذه المظالم وراء الدعوة الى تأسيس دولة يهودية و وطن خاص باليهود , وتحقق لهم ما أرادوا , اذ هاجر اليهود من بلدانهم المختلفة وحدانا و زرافات الى فلسطين في بدايات القرن المنصرم , وظن البعض ان اليهود سوف يستفادون من تجاربهم المؤلمة ويعاملوا الاخرين بالحسنى , لاسيما الفلسطينيين , باعتبار ان المظلوم يشعر بآلام المظلومين امثاله , ويتعاطف معهم , لكن الظنون خابت , ولم يستفد اليهود من تجاربهم ولم يتعلموا من عبر التاريخ , اذ شيدوا دولتهم على جماجم الاطفال والنساء والعجزة والشيوخ الابرياء وذبحوا سكان فلسطين الاصلاء , وسارت بجرائمهم الركبان , وامست الجرائم الاسرائيلية حديثا للناس في كل مكان , وانتشرت اخبار المجازر الاسرائيلية المروعة , وضاقت الدنيا على الفلسطينيين بما رحبت .

وخلال تلك العقود الطويلة لم تراجع اسرائيل حساباتها بل امعنت بالإجرام والارهاب وازدادت قسوة وغطرسة وعنجهية , وارتفعت وتيرة عملياتها الارهابية والعسكرية , حتى اصبحت انموذجا فريدا بالتوحش والهمجية , اذ اتبعت سياسة التدمير والتهجير والارض المحروقة , فما ان تدخل القوات الاسرائيلية في مكان ما حتى تحيله الى ركام , اذ تقوم بحرق كل شيء ممكن ان يستفاد منه الفلسطينيون او اللبنانيون او غيرهما , وتجريف البساتين والاشجار , وهدم الدور والبنايات والعمارات على رؤوس اصحابها , ولم تسلم حتى المخيمات والخيم البائسة من نيران اليهود وصواريخ اسرائيل الحارقة الماحقة , بل وصل الامر باليهود الى مسح القرى والمدن من وجه الخريطة واستخدام الاسلحة المحرمة والممنوعة دوليا , فضلا عن القاء مئات الاطنان من القنابل الحارقة على رؤوس الناس العزل الابرياء بحجة محاربة حركة حماس او حزب الله او غيرهما .

و خطط وعمليات اسرائيل العسكرية والسياسية المتبعة ؛ تتجلى باستهداف البنى التحتية والحيوية للبلدان الاسلامية والعربية , فضلا عن ضرب المقرات والقواعد العسكرية , بالإضافة الى اقتران الرعب بالدمار والتدمير بالتخريب والقصف بالخوف ... الخ ؛ والهدف من هذه السياسة الشيطانية والارهاب الوحشي , شل الحركة الاقتصادية وتهديد حياة الناس في تلك الدول , ودفعهم للهجرة والجلاء كما حدث مع الفلسطينيين واللبنانيين , والضغط على الحكومات الاسلامية والعربية للقبول بالشروط الاسرائيلية , واقناع مواطني تلك الدول بضرورة اجتناب الغضب الاسرائيلي الاجرامي والنأي بالنفس عن مواجهتهم , لاسيما وان الامريكان والغرب مع الإسرائيليين دائما وابدا , فهي تستهدف بهذه السياسة الجهنمية تحقيق عدة اهداف ومنها : ضرب اقتصاد تلك الدول كما مر انفا بل والاعتماد على الاقتصاد الاسرائيلي او صيرورته المحور في المنطقة والتي تدور حوله اقتصاديات دول المنطقة ... ؛ واشغال الحكومات والشعوب بإصلاح ما دمره العدوان الاسرائيلي ومعالجة التداعيات السلبية الناتجة عن العمليات العسكرية والسياسات الاسرائيلية , واحداث التغييرات الديموغرافية من خلال تدمير القرى والمدن وتهجير سكانها , وصعوبة عودة اهاليها اليها بسبب التكاليف المالية الباهظة لإعادة بناءها واعمارها , ومحاولة اسكان اليهود فيها او لا اقل جعلها خالية من اهلها وفارغة وتحويلها الى صحراء جدباء لضمان أمن اسرائيل , وتدمير الحواضن الشعبية والاجتماعية لحركات وفصائل المقاومة بل دق اسفين بين الطرفين , كما يحدث الان في شمال غزة وجنوب لبنان , بالإضافة الى ارعاب الحكومات والشعوب ودفعها للقبول بالتطبيع والتخلي عن القضية الفلسطينية والمقاومة والى الابد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك