المقالات

ايران وراء كل شئ !!! هكذا استقالت عقول الرافضين للمصالحة الوطنية

1986 18:23:00 2006-07-13

( بقلم جمال الخرسان )

ايران هي المحتل رقم واحد في العراق ! ايران حليفة لامريكا واسرائيل في العراق وتريد الهيمنة على العراق وعلى الشرق الاوسط ! ايران قتلت مائة الف سني ( على لسان حارث الضاري ) لا بل اضاف الضاري ان الحل فقط وفقط هو بيد ايران! ايران هي المسؤول الاول والاخير عن تشكيل الجماعات المسلحة الشيعية ! حزب الدعوة ايراني! والمجلس الاعلى ايراني! والمرجعية ايرانية ومقتدى ايراني وجيش المهدي ايراني ! وهكذا كل من دخل في العملية فهو ايراني !!!!

هذا هو خطاب القوى الرافضة للمصالحة الوطنية، في كل مؤتمر صحفي او وسيلة اعلام مقروءة او مسموعة ، خطاب دأب على زج ايران في كل شئ حتى في ارتفاع اسعار الفلافل!الغريب ان هؤلاء قبل غيرهم يعرفون ان الولايات المتحدة الامريكية هي من يحكم العراق، وان لها على ارض العراق اكثر من 150 الف جندي مدرب وقواعد عسكرية وانها لا يمكن ان تفرط بالعراق حتى للدول الكبرى فما بالك بايران! التي ليس لها جندي واحد على الاراضي العراقية سوى منظمة مجاهدي خلق المسلحة التي تهدف لاسقاط النظام الايراني، علما ان ايران لم تشارك اصلا في الحرب على العراق كما فعلت الدول العربية التي تحتظن قواعد امريكية على اراضيها.

ان العديد من القوى السياسية السنية من الاسلاميين او العلمانيين او القوميين او غيرهم دابت على هذا التوجة وباصرار شديد، هذه المواقف كان يمكن لها ان تكون جزءا من الحل بدل ان تكون جزء من المشكلة ... لماذا تريد تلك القوى استرجاع نغمة ومعزوفة حكومة صدام حسين حينما استرجع جميع تاريخ العداء بين الفرس والعرب واراد ان يسقط ذلك تاريخ الصراع على شيعة العراق، فما هو المبرر لهيئة علماء المسلمين او الحزب الاسلامي او غيرها من القوى السياسية التي تسير بذات الاتجاه ما هو المبرر لهؤلاء في اعادة انتاج الخطاب السقيم والعودة للتخوين وإلقاء جميع الازمات والكوارث على شماعة البعبع الايراني؟!!! ما يثير الانتباه ان ذلك الخطاب وليد مدرسة واحدة... تتغير الوجوه وتتعاقب الحقب الزمنية لكن الخطاب يكرر نفسه والعقدة تعيد ذاتها من جديد. انطلاقا من ذلك ( واستناسا بنظرية المؤامرة ) فان الملاحظ ان تلك المواقف متسقة ومتفقة على الموقف والشعار والعمل على الارض، لابل تجدها تردد نفس الكلمات بشكل ببغائي غريب، يعكس استراتيجية القوى السياسية المحسوبة على العرب السنة سواء اكانوا مسلحين او قوى سياسية تنطلق في ذلك الخطاب على استرايجية مفادها: اضفاء هالة غير طبيعية حول التدخل الايراني من اجل استفزاز المواطن العراقي واستفزاز دول الجوار لابل قد تكون حتى ( من وجهة نظرها ) الفات نظر وضغط على الجانب الامريكي من اجل تحقيق مصالح معينة ... الغريب انها تعمم تهمة التدخل الايراني على جميع القوى السياسية الشيعية حزبيا ( فلا تقتصر تلك التهمة على جماعات معينة ) لابل تطال تلك الاتهامات حتى دائرة المرجعية، وهذا مؤشر واضح على ان تلك المواقف هي محاولة اغتيال الحراك السياسي الشيعي الذي يعتبر اللاعب الابرز في الحراك السياسي العراقي مما يعني اغتيال العملية السياسية الجديدة.

وما يلفت النظر ان العديد من النخب السياسية والثقافية العربية تعزف على هذا الوتر، رغم انها تستطيع تشخيص المواقف وقراءة الواقع بشكل جيد وبعيدا عن الغموض، فناهيك عن موقف وتصريحات حسني مبارك وما سبقها من تصريحات الملك عبد الله والهلال الشيعي، اضافة طبعا الى تصريحات وزير خارجية المملكة العربية السعودية ... فوق جميع ذلك جاءت مواقف العديد من النخب السياسية العربية منسجمة مع هذا التوجه، وفي هذا السياق يقول الكاتب الكويتي المعروف عبد الله الشايجي:( تمسك إيران بيدها أوراق قوة تعطيها اليد العليا في هذه المواجهة التي نتابعها كعرب وخليجيين متفرجين ومتحسرين وقلقين. حيث تستقوي إيران بأوراق تتراوح من أهمها وأقواها:العراق الذي ينزلق بسرعة نحو حرب سنية- شيعية تهدد الأمن الخليجي لتشمل العالم الإسلامي ... من غرب أفغانستان الى جنوب العراق ومن مضيق هرمز الى شط العرب، ومن جنوب لبنان الى جنوب غزة بالاضافة لصعوبة العمليات العسكرية ضد منشآتها النفطية، وارتفاع اسعار النفط وانقسام الآراء الاستراتيجية في واشنطن حول كيفية التعامل مع ايران.. ) د. عبدالله خليفة الشايجي - الشرق القطرية ـ 2006-04-23 ،اما عبد الاله بلقزيز الكاتب المغربي فيقول في مقال له في صحيفة الوطن السعودية ـ نشر بتاريخ 23ـ 4 ـ 200ـ: (جاحد من ينسى أن العراق حمى منطقة الخليج العربي من الاندفاعة السياسية ـ الدينية الإيرانية ودفع أكلاف ذلك من أرواح جنده وشعبه. ومخطى من يعتقد أن عساكر أمريكا أتوا ليحموا الخليج من العراق ـ فهم أتوا بإيران إلى داخل العراق ) ويضيف الكاتب ايضا (ومغفل من يحسب أن إيران يكفيها نفوذ في جنوب العراق وفراته الأوسط تستغني به عن الالتفات إلى ما يقع جنوب ذلك الجنوب من مجال خليجي. وغبي من يستبشر خيراً بالعنفوان العسكري الإيراني بزعم أنه يصب في رصيد القوة العربية والإسلامية ).

بدورها هدى الحسيني لم تتوانى بالعزف على وتر التحريض والاتهام والتخويف من العقدة الايرانية كما هي عادتها في اغلب الاحيان فتقول في صحيفة الشرق الاوسط بتاريخ 13ـ 4 ـ 2006 : ( ان ايران ترى ان امتلاكها لأسلحة نووية هو جزء أساسي لتصبح القوة الاقليمية الاولى، وان افضل السيناريوهات بنظرها، هو ان تُجبَر الولايات المتحدة على الانسحاب من العراق، وتبسط عندها ايران نفوذ سيطرتها على العراق الشيعي، او على الدولة الشيعية التي ستبرز في جنوب العراق، وتصبح قادرة بعد ذلك على تحقيق حلمها بامتلاك سلاح نووي. اذا تحقق هذا السيناريو، تعتقد ايران بأنها ستصبح « القوة العظمى » في منطقة الخليج وتأخذ مكان الولايات المتحدة! ).

وعلى هذا الصعيد لابد من الاشارة الى رسالة مهمة عثر عليها في كنز الزرقاوي نشرت قبل فترة على وسائل الاعلام تتلخص تلك الورقة المهمة في تقييم الوضع الامني وتهدف الى بعثرة الاوراق على الصعيد العراقي وتضع لذلك مجموعة من الآليات، والجزء الاكبر منها هو اشعال الساحة الشيعية، وتحميل ايران مسؤولية كل ما يحدث بالعراق، حيث جاء في جانب من هذه الرسالة:( وبصورة عامة وبرغم سوداوية الوضع الحالي فأننا نجد ان افضل الحلول المقترحة للخروج من هذه الأزمة هو عملية توريط القوات الأمريكية بشن حرب ضد دولة اخرى او ضد قوى اخرى معادية لنا . وتقصد بهذا تحديداً محاولة تأجيج حدة التوتر بين امريكا وايران وبين امريكا والشيعة وبشكل عام تحديداً شيعة العراق السستانيين، لهذا فأن زرع الخلاف بينهم وبين الأمريكان يمكن ان يردع الأمريكان على التعاون معهم وبالتالي اضعاف هذا الخط وهذا التلاحم القوي بين الشيعة والأمريكان بالأظافة الى ما يمكن تحقيقه ذلك من خسائر لكل الطرفين .... لهذا فأن الحل الذي نراه مناسباً بأذن الله هو توريط امريكا بحرب ضد عدو ثاني وخوض الحرب بإنابة ومن فوائد هذه الحرب مايلي :1- اشغال القوات الأمريكية بجبهة جديدة مما يتيح للمقاومة حرية التحرك وامتصاص الضغط المسلط عليها . 2- فك التلاحم بين الأمريكان والشيعة وبالتالي اضعاف وانهاء هذه الجبهة . 3- فقدان الثقة بين الأمريكان والشيعة مما سيقلل من اعتمادهم على الشيعة وبالتالي الكثير من عيونهم وجواسيسهم . 4- انهاك الطرفين الشيعي والأمريكي في حرب يكون الخاسر فيها كلا الطرفين. 5- سوف يضطر بالأمريكان بالأستعانة بأهل السنة . 6- الأستفادة من بعض العناصر الشيعية التي سوف تسمح للمقاومة بالتحرك من خلالها . 7- اضعاف الجانب الإعلامي الذي يحاول تشويه المقاومة والصادر اكثره من جهة شيعية . 8- توسيع الرقعة الجغرافية لحركة المقاومة . 9- توفير الدعم الجماهيري والمساندة الجماهيرية ).

وهنا لابد من اثارة مجموعة من التساؤلات والاثارات المهمة ... ان تلك المواقف جميعها هل جاءت بتنسيق مسبق بين مختلف تلك الاطراف، بما في ذلك الذين لا يشك احد بانهم محسوبون على الجهات الارهابية ؟ !!!واذا لم تكن تلك الالتقاطة تمس للحقيقة بشئ ... فلماذا هذا التطابق والتوافق بين بعض الجهات الارهابية وبين بعض القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية ؟ فهل جاء ذلك نتيجة لطبيعة تفكير العقلية التي تحرك كلا الطرفين والتي تعتبر بذاتها وجوهرها عقلية واحدة وطبيعة تفكير واحدة ما يختلف فقط هو الادوار ؟ ام هناك حوانب كثيرة اخرى في هذا الملف لازالت غامضة بحاجة الى توضيح ؟ ؟ ؟ طبعا هذه محض تساؤلات لانريد اتهام احد ولكن الاثارات مشروعة حينما توجد ظروف تثير الشكوك، ومن يلقي بنفسه في دائرة الشبهات عليه ان يدفع ضريبة الاتهام.

جمال الخرسانكاتب عراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فريد جعفر
2006-07-14
هبذا لو يقرأ مقالك هذا قادتنا السياسيون في الإئتلاف الموحد. الآن وبعد ان انكشف كل شئ ، مازالت بأيديهم الكثير من الأوراق ليعيدوا مسار العملية السياسية الى وضعه الطبيعي فما الذي يجعلهم يتقاعسون عن ذلك؟ هل كنا بحاجة لأن تثبت الأيام ما كان مثبتاً وبديهياً. 3 سنوات من القتل والأرهاب لتقنع السادة في قيادة التحالف بان عدو امريكا التقليدي هم الشيعة . وبالمثل ايضاً، ثلاث سنوات من القتل والأرهاب لتقنع السيد مقتدى بان من حالفهم بالأمس من القوى السنية هم حلفاء الشيطان والماسونية. كم سنة نحتاج بعد ؟؟!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك