لا بد من تعريف القارئ العربي بالمعنى العسكري للثغرة اولا :- الثغرة في المفهوم العسكري هي مكان بين كتلتين أو نطاقين يصنعها أحد الجيوش لإحداث (اختراق) بين دفاعات القوات المتقدمة نحوه والثغرات فن عسكري متعارف عليه لأن الثغرة مرحلة «فعل» ورد الفعل أن تنفذ ضدها عملية أخرى تعرف بـ(المصيدة)0
ومن ثمة تعريفه بمعنى (ثغرة الدفرسوار) ثانية ، وهي ثغرة فتحها الجيش الإسرائيلي في حرب العام العام 1973بين تشكيلات الجيش المصري بعد أن نجحت قوات الكوماندوس المصرية والجهد الهندسي المصري في اختراق دفاعات اسرائيل على قناة السويس ومهدت الطريق امام الجيش المصري للقيام بعبور ناجح عبر تجاوز خط بارليف الإسرائيلي المحكم 0
عير انها فرحة لم تدم فقد تمكن الجيش الإسرائيلي وبمساعدة الأقمار الصناعية وطائرات الإستطلاع الأمريكية من فتح ثغرة عبر وحدات الجيش المصري وتسللوا من خلالها الى خطوطه الخلفية فتحول عنصر المبادءة وحرية المناورة من يد المصريين الى يد الإسرائيليين 0
لذا اناشد وانصح إخوننا الفلسطينيين حذاري من ثغرة دفر سوار اخرى فالقصف الإسرائيلي يشتد على قطاع غزة والجيش الإسرائيلي ينصح المدنيين في غزة الى الفرارنحو سيناء تارة واخرى بالتوجه الى مصر0
وهنا تكمن المخاوف والتي تستدعي من صاحب الخبرة العسكرية والسياسية الفلسطيني ان يأخذ هذه التصريحات الإسرائيلية بنظر الإعتبار والجدية وان يتعامل معها على وجه السرعة ويضع خطة سريعة ومحكمة (مصيدة ) في مواجهتها قبل فوات آلأوان لأن الثغرة تعتبر فعل ومواجهتها تسمى ردة الفعل ويطلق عليها (المصيدة) 0
واعتقد أن المقاتلين الفلسطينيين لا بد وان تكون قيادتهم العسكرية وضعت خطة من هذا النوع في ميدان القتال الذي تؤشر مسارات معاركه أن الفلسطينيين فاجأوا اسرائيل بتطبيق خطة فتح الثغرة من طريق الطائرات الشراعية والنزول بها خلف الوحدات الإسرائيلية ، ولكن الحذر واجب 0
فاسرائيل لها خبرة في فتح ثغرات بين وحدات الجيش المهاجم وتستغلها لتحقيق مكاسب كما فعلت في حرب 1973م عندما فتحت ثغرة الدفرسوار بين وحدات الجيش المصري المهاجم الذي اقتحم خط بارليف ، وتمكنت من القيام بعملية التفاف ناجحة خلف خطوط القوات المصرية و حاصرت الجيش المصري الثالث ومن ثم طوقته باحاكم واذكر ان المصريين عندما ذاقوا مرارة الهزيمة في هذه الحرب بسبب هذه الثغرة وعوامل اخرى اطلقوا عليها (الوكسة) 0
واعتقد ان اسرائيل من خلال قصفها الجوي الكثيف والمتواصل انها قد تتمكن من احداث ثغرة في الخارطة الديموغرافية لقطاع غزة شبيه بثغرة الدفرسوار وذلك عبر التحذيرات المستمرة من الجيش الإسرائيلي الى اهالي غزة بالنزوح وإخلائها وبهذا وبشكل تدريجي تعزل المقاتلين الفلسطينيين عن خلفيتهم الديمغرافية وتنفرد بهم ومن ثم تفرض عليهم حصارا تمهيدا للقضاء عليهم 0
ولكن يتبدى لي ان القيادة العسكرية الفلسطينية قد تنبهت لهذا الهدف الاسرائيلي لذلك هددت كإجراء وقائي لردع اسرائيل ، في حالة عدم إيقاف اسرائيل للقصف الجوي لقطاع غزة ستقوم القيادة الفلسطينية باعدام الأسرى الاسرائيلين لديها 0
علما بأنَّ اسرائيل هي صاحبة نفس طويل في الحصار وخبرة واسعة اكتسبتها من الفترة الطويلة في محاصرة الجيش المصري الثالث كما ذكرتُ من قبلُ والتي امتدت لمدة ستتة سنوات من العام 1973الى العام 1979م وهو العام الذي اقامت فيه مصر علاقات دبلوماسية مع اسرائيل 0
https://telegram.me/buratha
