المقالات

عوامل ثورة الامام  الحسين ع ومعطياتها   - ١٣ -ماهي هوية الجيش الذي الذي قاتل الامام الحسين ع :


الشيخ جاسم محمد الجشعمي ||

 

ان الجرائم التي ارتكبها الامويون في التاريخ لها ابعاد متعددة ومنها تزوير ثورة الامام الحسين عليه السلام بكل تفاصيلها . حيث نشروا  كذبةً بقيت آثارها الى هذا اليوم ويرددها اعداء اهل البيت عليهم السلام ومحبيهم ومواليهم على السواء . والكذبةوالشائعة هي  ان الشيعة هم  دعوا الامام الحسين عليهم السلام الى الكوفة لينقذهم من ظلم الامويين  وهم  قتلوه . أما الاعداء فقد اشاعوا هذه الكذبة حقداً استهدفوا بها  الاساءة الى سمعة الشيعة  وتزوير الحقائق والتستر لجريمة قتلهم للامام الحسين عليه السلام كل ذلك تحت غطاء هذه الكذبة  .. اما الموالين والمحبين حتى  بعض الشيعة يرددون هذه الكذبة جهلاً بالحقائق التاريخية . ان الامام الحسن عليه السلام صالح معاوية . وكان من بنود الصلح ان لا يلاحق معاوية انصار وشيعة الامام علي عليه السلام . لكن معاوية صرح بعد الصلح ان صلحي مع الحسن تحت قدمي حيث . وقد مارس معاوية اقصى انواع الظلم ضد الشيعة في سنين حكمه من السجن و القتل والتهجير ومصادرة أموالهم  في الكوفة والمدينة والبصرة والأنبار  والمدائن والنواحي والقصبات القريبة من هذه المدن . وهجرمعاوية ابن ابي سفيان  مئات الآلاف من الشيعة الى مناطق بعيدة عن المدن التي تغلي فيها بالمعارضة ضد الحكم الاموي الجائر . واكبر عملية تهجير تمت في مدينة الكوفة . حيث هجر معاوية من مدينة الكوفة ٢٥ الف عائلة شيعية الى ري  ايران اليوم . فتبدلت نسبة الشيعة في الكوفة من اكثرية الى اقلية .فهناك من المحققين من يقول ان نسبة الشيعة  نقصت الى عشرين  بالمئة  عند وصول يزيد الى الحكم . ومنهم من يقول نقصت نفوس الى  عشرة بالمئة في الكوفة .. وكانت الكوفة آنذاك اكبر المدن الاسلامية نفوساً . واستقدمت  معاوية  ٢٥ الف عائلة شامية الى الكوفة وأسكنتها في بيوت الشيعة الذين هجرهم من الكوفة قسراً وصادر أموالهم وبيوتهم . فتم التغيير الديمغرافي في الكوفة  بصورة كبيرة  لصالح الامويين  .

السؤال الذي يطرح نفسه هو من هم الذين  دعو الامام الحسين عليه السلام  للقدوم الى الكوفة وبعثوا له الرسائل ؟ 

وهذا السؤال هو محير لمن لم يطالع الكتب  التاريخية بأمانة  .

الجواب  ان الذين قاتلوا الامام الحسين عليه السلام  هم الساكنين في الكوفة بلاشك . ولكن ماذا 

 كانت  هويتهم ؟ !!

هل كانوا شيعة ؟ 

التاريخ يقول ان الاكثرية كم سكان الكوفة  كانت  جماعات غير شيعية ومنهم نسبة قليلة من الشيعة . 

والسؤال الثاني الذي يطرح نفسه كذلك هو  لماذا دعت الاكثرية غير الشيعية الامام الحسين عليه السلام لينجيها من ظلم  الامويين ولم تدعوا غيره ؟  .

والجواب على ذلك هو ان الاكثرية غير الشيعية في الكوفة كانت تعتقد أن  الامام عليه السلام هو الشخصية القادرة لمهمة انقاذهم من ظلم الامويين  لمكانته الدينية والاجتماعية في نفوس المسلمين . ولشرعيته القانونية حسب بنود الصلح التي نصت رجوع الحكم الى الامام الحسين عليه السلام بعد وفاة معاوية والامام الحسن عليه السلام . ولذلك اختارت هذه الاكثرية غير الشيعية الامام الحسين ودعته للقدوم الى الكوفة مع ان هذه الاكثرية كانت غير موالية للامام الحسين عليه السلام  وقد شاركت الاقلية الشيعة في الكوفة في دعوة الامام للقدوم الى الكوفة  . وعندما وصول ابن زياد الى الكوفة   تغير الوضع فيها . حيث  سيطر ابن زياد على الكوفة باساليبه الجهنمية  فقضى على الحركة الشيعية بالقتل والسجن . وقضى على حركة الاكثرية الداعية للامام الحسين عليه السلام  بالترغيب والترهيب . فتراجعت الاكثرية  الشيعية عن موقفها الداعية للأمام للقدوم الى الكوفة  والداعمة لسفيره مسلم  . وبقي مسلم مع الاقلية الشيعية ثم ابن زيادة في خطوة اخرى  استطاع ان يقضي على الشيعة كذلك ويعزلهم عن سفير الامام الحسين عليه السلام وذلك بالقتل والسجن وبقي مسلم بن عقيل عليه السلام سفير الامام  وحيدا فقتله ابن زياد مع بعض قادة الشيعة  فأنتهت حركة سفير الامام . وتلاشت

الاستعدادات لاستقبال الامام الحسين عليه السلام . وانتقل الصراع الى المرحلة الثانية وهي الاستعداد لمواجهة الامام الحسين عليه السلام . . حيث جمع ابن زياد والي يزيد

 ابن معاوية  الجند لقتال الامام . فبدء ابن زياد بمحاصرة الامام الحسين عليه السلام في أرض كربلاء .

ولنا ان نسأل من هم الجنود

والقادة الذين ارسلهم  ابن زياد الى كربلاء لمقاتلة الامام الحسين عليه السلام  ؟ . 

المؤرخون يقولون ارسل عبيدالله بن زياد والي يزيد في الكوفة الحر بن الرياحي الى الكوفة مع الف مقاتل  لمحاصرة الامام . والحر كان قائدا في الجيش الاموي ولم يكن شيعياً لاهو ولا جنوده . هؤلاء كانوا طلائع الجيش الاموي . ثم ارسل كتيبة من الخوارج في الكوفة . وارسل يزيد من الشام كتيبة الديالمة الفرس كان افراد هذه الكتيبة من الفرس مجندين في الجيش الاموي في الشام عددهم  خمسة آلاف . وارسل يزيد من الشام  كتيبة اخرى تعدادها أربعة آلاف من القوات الخاصة في جيش الشام  ارسلهم بقيادة شمر بن ذي الجوشن عليه لعائن الله . وكتيبة آخرى تسمى بالكتيبة البخارية ارسلها يزيد الى كربلاء . وهولاء أسرهم الجيش الاموي في ٥٤ هجري وجاؤا بهم من بلدان بخارى  واستخدموهم في الجيش الاموي وهم رماة ماهرون وكانت هذه الكتيبة اكثر خطورة على جيش الامام الحسين عليه السلام .  اكتمل جيش الشام  بثلاثين الفَ وهم بين راجل وفارس . وقد نقل الرواة عن الامام الصادق عليه السلام قوله  :

( يوم تاسوعاء يومٌ نزلت فيه خيل الشام وحوصر فيه الحسين عليه السلام )

والمتابع للنقاشات والكلام الذي كان يدور بين الامام الحسين عليه السلام واصحابه وبين قادة وجنود معسكر الشام في العاشر من محرم في كربلاء يتبين له هوية قادة وجنود المعسكر الاموي الذي قاتل الامام الحسين عليه السلام  . كانوا يقولون للامام الحسين عليه السلام  نقاتلك بغضا لأبي تراب . 

قال الحصين ابن نمير للامام الحسين عليه السلام في معركة كربلاء لاتذوق الماء قطرة حتى تعطش كما عطش الزكي عثمان . وقال الخوارج للامام الحسين عليه السلام  في كربلاء انت كفرت يا ابا عبدالله . 

وقال المقاتلون في كتيبة  الفرس الديالمة للامام الحسين في كربلاء  نحن لانفقه ماتقول . كانوا لايجيدون  اللغة العربية لأنهم عجم . اتضح مما سبق أن الذين قاتلوا الامام الحسين عليه السلام وقتلوه كانوا من غير الشيعة . قسم منهم  قوة شامية خاصة ارسلها يزيد الى كربلاء بقيادة شمر  وصلت الى كربلاء يوم التاسع من محرم وبعضهم وصلوا يوم العاشر من المحرم على بعض المصادر التاريخية   .والبعض الآخر  كانوا من الامويين الذين جاء بهم معاوية واسكنهم في الكوفة . وقسم منهم من الخوارج  وقسم منهم عثماني الهوى . فوزع ابن زياد اموال طائلة لزعماءالعشائر الذين كانوا موالون للامويين او كانوا يعادون اهل البيت عليهم السلام . وكذلك وزع اموالاً  للجنود الذين جهزهم لحرب الامام الحسين عليه السلام . وقد حصل الأموال من اليهود والنصارى الساكنين في الكوفة وقد ساهموا بأموالهم في في الحرب ضد الأمام الحسين عليه السلام . وقطع ابن زياد جميع طرق وصول الاقلية الشيعية في الكوفة الى كربلاء لأجل منع  التحاق الشيعة بالامام الحسين عليه السلام  ونصرته . وبقي الامام الحسين عليه السلام مع قلة قليلة من أولاده وانصاره . وقد اختلف المؤرخون في عدد انصار الامام الحسين عليه السلام فمنهم من قال ٧٢ نفرا . ومنهم من قال ١٥٠ ومنهم من قال كانوا  ١٠٠٠ بين راجل وفارس كما ذهب إلى ذلك المسعودي في كتابه مروج الذهب . وعليه جوابا على السؤال الذي طرحناه في مقدمة المقالة وهو ماهي هوية قتلة الامام الحسين عليه السلام ؟  اقول  قتلة الامام الحسين عليه السلام هم جيش الشاميين او الموالين لهم ومن الفرق الاخرى كالخوارج وغيرهم . ولم يقاتل الامام الحسين عليه السلام شيعياً واحدا . وانما هذا تهمة الصقها الجهاز الاعلامي الاموي للشيعة ولازالوا يتهمون الشيعة بها . ولذلك كان الامام الحسين عليه السلام يخاطب معسكر الامويين في كربلاء بقيادة عمر بن سعد :

( ياشيعة آل ابي سفيان ) .

وكلام الامام الحسين وثيقة دامغة كاشفة لهوية قتلة الامام الحسين عليه السلام  وقتلة أولاده واصحابه عليهم آلاف التحية والسلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك