المقالات

محظية السلطان بين الأمس واليوم ( مقارنة ساخرة)  . 


إنتصار الماهود ||

 

المحظية هو لقب تختص به نوع نوع محدد من الجواري، والتي يتم إختيارها كخليلة ونديمة للخليفة، وإن صلحت تصبح أما لأولاده، ولها مواصفات مميزة جدا.

 يجب أن تكون ذات جمال وفصاحة لسان، وقوة شخصية وفراسة، ولم يظهر إسم المحظية الإ في العهد الأموي وما تبعه، الجواري موجودات بالطبع قبل الإسلام وبعده، وملك اليمين ايضا لكن المحظية مميزة جدا، لدورها  الذي تلعبه في قصور الحكم،  حيث إشتهرت القصور الأموية والعباسية بكونها حوت أجمل وأفصح و أذكى الجواري، بالذات في عهد الخلافة العباسية، فمنهن من غيرت وجه التأريخ وشاركن بالحكم آنذاك،  مثلا هارون الرشيد لوحده  إشتهر بإمتلاكه أكثر من ألفي جارية، تم إختيارهن بعناية شديدة كان لبعضهن السيطرة التامة على الخليفة ومقاليد الحكم آنذاك، فقد كان يختار المتعلمات الفطنات الجميلات، واشهرهن المحظية (هيلانة) تلك الجارية التي امتلكت قلب الرشيد وحكم الرشيد  معا، كلمتها كانت مسموعة في مجلسه حتى أنه أعلن الحداد ورثاها بقصيدة حينما ماتت. 

لا أحد ينكر أن للمحظية دور إيجابي لعبته معظم الوقت، بل ذهب إبن حزم لأبعد من ذلك، بقوله أن معظم أمهات الخلفاء العباسيين والأمويين هن من الجواري المحظيات، ونقتبس قوله ” لم ينل الخلافة في الصدر الأول (الامويين) من كانت أمه من الإماء سوى يزيد و إبراهيم بن الوليد، ولم ينل الخلافة في الدولة العباسية من كانت أمه من الحرائر، سوى السفاح والمهدي والأمين، ولم ينل من بني أمية في الأندلس من كانت أمه حرة أصلا“. 

بعض المحظيات لعبن دورا محوريا في التأريخ الإسلامي وكن يسيطرن بشكل مخيف على خلفاء بني مروان وبني العباس والتأريخ يشهد بما فعلن ،وبعضهن كان لها الدور الإيجابي المميز، كمحظية السلطان نجم الدين أيوب والتي تصدت للحملة الصليبية بعد موت السلطان، وقادت الجيوش وأسرت الملك لويس في المنصورة، وإشترطت إطلاق  سراحه مقابل فدية تخيل قوتها وذكاؤها كيف كان!!!  . 

وشجرة الدر التي تحولت من محظية الى سلطانة تحكم مصر. 

في وقتنا الحاضر كان للمحظيات دور مميز ومهم أيضا في التلاعب بالمشهد السياسي، والوضع العام في البلد، فحكمن بعض القادة والسياسيين والمتنفذين و سيطرن على مقاليد الكثير من الامور وإدارتها في الخفاء، نعم لاتستغربوا فزمن المحظيات عاد من جديد بإسم و شكل و مضمون جديد وهن ( الفاشنيستات و البلوگرات)  أتعرفون أنني لغاية الآن اخطيء بتسميتهن ولا أحبذ التكلم عنهن الإ عند الضرورة!!. 

نعم فالفاشينيستا والبلوگر هي محظية  العصر الحديث التي تتحكم بكل شيء وليست السياسة فقط، لكن كل ما تمتلكه تلك المحظية هو جسد جميل تم تصنيعه في عيادات جراحي التجميل وملامح متشابهة "خو براطمهن تكول چنها چوب سيارة معنجر “ ودماغ فارغ لا يفقه شيء ،فكلهن متشابهات ومصطنعات. 

كانت المحظية سابقا تحمل مواصفات معينة مثل الذكاء، فصاحة اللسان، قوة الشخصية، أما محظياتنا فلا يمتلكن من الثقافة والفراسة والذكاء والأدب شيء أبدا ، كل ما تملكه مادي بحت وهو ما يقود الكثيرين ويتحكمن بهم مع كل الأسف . 

نرى تلك المحظيات يسرقن فرص غيرهن من النساء المثقفات القويات المقتدرات وأخذ أماكنهن بكل المجالات، تخيل أن بعض السياسيين ذهبوا بعيدا من خلال الإستعانة بهن لمساعدتهم في حملاتهم الإنتخابية والترويج وتلميع صورتهم، فكل ما على محظيته أن ترتدي البشت الأنيق وتضع الكثير من مستحضرات التجميل والعطور النفاذة لتقوم بعد ذلك بجولة وسط حماية مشددة مكرسة لها من قبل السياسي تتجول بحرية بحثا عن الدعم والتأييد لزعيمها الأوحد وهو ما يسوق لها كإنجاز مهم في عالم السياسة. 

 أعتقد أن الصورة أصبحت واضحة أمامكم و أنتم من تحددون الفرق بين محظيات الأمس واليوم. 

 

شتكولون حبوبة؟؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك