المقالات

عوامل ثورة الامام الحسين ع ومعطياتها - ١٢ -غياب روح المسؤولية عند الامة 


الشيخ جاسم محمد الجشعمي ||


ان الطبقية الفاسدة التي افرزتها سياسة الخلفاء الذين سبقو الامام علي عليه السلام وصار على نهجهم الخلفاءوالولاة الامويون . ان استمتاع هذه الطبقة بالامتيازات المالية والادارية افسد المجتمع النبوي وظهر فيه الميل نحو الاخلاد بالراحة وحب الأنا وتفضيل المصلحة الشخصية على المصلحة العامة . هذه الأمور غيبت عند أغلب أفراد الأمة الشعور بالمسؤولية تجاه الرسالة الاسلامية وتجاه مصير الأمة والظلم الذي يواجهها . فضعف عند اغلب أفراد الأمة الشعور بالمسؤولية وضعفت عندهم روح التضحية والجهاد والوقوف امام الظلم والظالمين . حيث عبر الامام الشهيد محمد باقر الصدر رض عن هذه الحالة بفقدان الأمة ارادتها . وثورة الامام الحسين عليه السلام استهدفت تحرير ارادة الأمة التي سلبها طواغيت بني امية وافسدتها سياسة الخلفاء والامراء الفاسدة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باستثناء سياسة الامام علي عليه السلام وابنه الامام الحسن عليه السلام .
ان الأمة الإسلامية صارت مسلوبة الارادة وغير شاعرة بالمسؤولية . ولعل كلمة الفرزدق اصدق بيان لهذه الحالة وافضل شرح لأوضاع الأمة . وقد قال للامام الحسين عليه السلام عندما سأل عن أوضاع الكوفة فقال للامام ع :
( يابن رسول الله قلوب الناس معك وسيوفهم عليك ) .
وفي رواية اخرى قال
( يابن رسول الله قلوبهم معك وسيوفهم مع بني امية ) .
أستهدف الامام من ثورته في العاشر من محرم في كربلاء على الحكم الاموي الظالم تحريك ضمير الأمة وتحرير ارادتها المتهالكة في الفتن الدنيوية التي سببها لها سياسة الخلفاء والامراء والبقية الفاسدة والمفسدة للأمة. فالطبقة الفاسدة من الخلفاء والامراء والزعماء والوجهاء فاسدة ومفسدة للأمة. ماكنت الأمة تستفيق من غفلتها لو لم تسفك دماء الامام الحسين عليه السلام على مذبحة الحرية . فالحسين عليه السلام ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . بذل دماءه رخيصةً في سبيل الله ولأجل تحريرالامة من عبودية وذل بني امية . وبذل كذلك في هذا السبيل اعز مايملك من الأولاد والأصحاب كل ذلك من اجل إيقاظ الأمة من غفلتها ولتحرر ارادتها . ولتضعها عند شعورها بالمسؤولية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جبارعبدالزهرة العبودي
2023-09-29
الذين سبقوا الامام علي ليسوا بخلفاء لانهم سرقوا الخلافة من الامام علي عليه السلام فهو القائل (زفت الينا الخلافة كما تزف العروس الى بعلها) وعندما سرقوها منه قال( اللهم اني استعينك على قريش ومن اعانهم فقد صغروا عظيم منزلتي ونازعوني امر هو لي )
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك