المقالات

المعوقات الداخلية والخارجية للاستقرار السياسي في العراق.


غيث العبيدي ||

 

مثلت الحكومة العراقية الحالية برئاسة السيد محمد شياع السوداني، بعض أنماط حكومتي السيد نوري المالكي بل وشكلت امتداد طبيعي لها مع الاخذ بنظر الاعتبار، اختلاف الظروف السياسية الخارجية والداخلية، بين حكومتي السيد المالكي وبين حكومة السيد السوداني، حيث تعتبر الحكومة الحالية الاوفر حظا والاكثر فرصا للنجاح، قياسا بالظروف السياسية والاجتماعية القاهرة،التي رافقت وصاحبت حكومتي السيد المالكي، بداع افشال الشيعة سياسيا من جانب، وإسقاط الاسلام السياسي الشيعي من جانب آخر،

ومن ثم العمل على ترسيخ مفهوم( للسنة حق الحكم وعلى الشيعة واجبات الخدمة) كأخطار سياسي جديد بين الأوساط الشعبية العراقية.

حكومة السوداني بهذا الوصف كسبت شرعيتها بين الأوساط السياسية والشعبية العراقية من خلال ماحملتة من برنامج حكومي، ذو بعدين، الخارجي منه، لموازنة العلاقات السياسية الخارجية بين العراق ومحيطه العالمي والإقليمي،

والداخلي منه، يحمل طابع خدمي بامتياز، وبهذا فقد أثبت السيد السوداني بأنه البديل الحقيقي للسيد المالكي، فكلاهما عمل بجد على تنمية العراق اقتصاديا، وكلاهما سعى لبناء دولة قوية مستقلة، ينعم ابنائها بالرفاهية والرخاء والإنسانية.

أصبح الاستقرار السياسي في اي دولة كانت بما فيها العراق من أهم أولويات الانظمة السياسية لدوره الكبير في تنمية وتطوير المجتمعات، بل وتزواج حاليا مع فلسفة بناء الدولة.

فكلما كان النظام السياسي العراقي مستقر انعكس بالايجاب على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلد وارسى دعائم بناء دولة قوية ستتسيد المحيط الإقليمي لاحقا وتأخذ دورها الريادي المعروف والقائم على مسك دفة القيادة الشرق أوسطية بمشاركة حلفاء المحور المقاوم.

وهذا مالا يرتضيه اعداء العراق للعراق  فلا يجب أن تكون هناك ضوابط على حركة الأفراد والجماعات داخل الدولة العراقية، ولا يجب أن يستشعر المواطن العراقي بتكافؤ الفرص بينه وبين أقرانه ولا يجب أن يعي المواطن أن القادم من الايام هي بداية حقيقية لمراحل إنتاجية وتطويرية، ولا ينبغي على المواطن أن يرتكز على القانون والمؤسسات الدستورية في تعاملاته العامة داخل المجتمع العراقي، ولا يجب أن يشيع مفهوم الإنتاج بين المواطنين والأهم من ذلك كله،

لا يجب القضاء على الفساد ولا يجب موازنة العلاقات الخارجية مع العراق ومحيطه العالمي والإقليمي.

جميعنا شهدنا ورأينا وسمعنا ماتعرضت له الحكومات الشيعية بعد 2003 من هجمات تسقطية، ومعاول الهدم الخارجية والداخلية عملت

ليل نهار على صناعة الأزمات والعمل بالمتاح وتطويع الغير متاح من الظروف وإلامكانيات من أجل تغذيتها وديمومة استمرارها، والعمل بنظام الاستبدال والاستعاضة، استبدال أزمة وتعويضها بأخرى، او صنع أزمات جانبية اخرى،على الأصعدة السياسية والامنية والاجتماعية والاقتصادية، كل ذلك لأجل أن يصل الإنسان العراقي لمرحلة الياس الشديد والقبول بما لايمكن القبول به في الظروف الطبيعية.

ومن المعلوم بأننا ندرك جيدا أن هناك تجمعات وتكتلات بشرية عراقية خالية من أي فكرة وطنية ولا تجمع بينهم وبين الانتماء والعقيدة والهويةالعراقية جامعة، سامعون للسوء وميالون للفوضى، ومستعدون دائما للانقضاض على اي حكومة وطنية واضحة المعالم والحدود.

ويبدوا أن هكذا تكتلات لاينفع معهم تهذيب ولا تعليم، ولا رادع لهم الا بقوانين تحمي المكتسبات السياسية الحالية.

التشرينين والعصابات المتحالفة معهم والاحزاب المتساقطة حولهم مثالا.

 

وبكيف الله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك