المقالات

بين الأربعين والقائد المهدي عهد معهود…


علي السراي ||

 

في تلك اللحظة الكونية التي جثى فيها شمرُ الخنا على صدر الهُدى ليحُزّ وريده، كان هنالك في الجانب الاخر من عالم( الذّر ) إتفاق يجري بين ( القائد المهدي  ) روحي له الفداء وأنصار الحسين عليه السلام من الأربعينيين ، والعهد هو (( البيعة له، والثأر لتلك الظهيرة الدامية، وإقامة دولة العدل وإرساء حاكمية الله في الارض )) 

نعم… (( فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محارباً، ولمن نصب لك العداوة مناصباً، فلأندبنك صباحاً ومساء، ولأبكين عليك بدل الدموع دما )) حروف مُدماة ملطخة بنجيع النحر المذبوح تستقي غضبها من بركان وعد المخدرة المسبية ليزيد (( فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ))  لتكتمل لوحة الثأر المتشظي من نداء ( هل من ناصر ينصرنا ) فيَجمَعَ شتات أصدائه شعار لبيك ياحسين لبيك يا مهدي.

إن ما رأيناه من زحف الولاء المليوني إلى حيث المراقد الملكوتية في كربلاء هو في الحقيقة تمهيد وإستعداد لإنجاز استحقاق  الوعد المبرم في عالم ( الذّر )، فخلف هذه الملايين المُمهِدة مئات الملايين من العشاق وأصحاب العهد الذين لم يتسنى لهم الحضور في كربلاء، 

 ولاشك أن كل ذلك جرى ويجري مرصود وتحت مرأى ومسمع قوى الإستكبار العالمي، يشاهدون ويحللون كل شاردة وواردة بخصوص ذلك السَيل الولائي الحسيني المهدوي العرِم ، وهم يعلمون جيداً أن كراديس الملايين المتجحفلة ماهيّ إلا طلائع جيش ذلك الموعود الذي سيُدمدم عليهم عروشهم ويدُك حصونهم وقلاعهم، ويقوض صروح الظلم والاستبداد  في كل الأرض. ويقيناً أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي ودون أن يحركوا ساكن … إطلاقاً… فهم يفكرون ويخططون ويُجندون ويتحركون في الظلام ويستخدمون كل أدوات الشيطان المتاحة مثل (( أجهزة مخابرات، مراكز أبحاث، معاهد دراسات إستراتيجية، مفكرين، محللين، جواسيس، خونة ، عملاء، تشارنة ، جواكر ، علماء نفس، ومن ورائهم العالم الافتراضي بقضه وقضيضه )) ناهيك عن مؤامرات ودسائس وحروب وكالة، وحروب ناعمة يفرضونها كأنماط حياة جديدة شاذة عاهرة خليعة كالجندر وجنوده، كل ذلك من أجل تغيير واقع الأمة المُمهدة وإبعادها عن قادتها، وقتل الروح الجهادية والغيرة والشجاعة والرجولة فيها وبالاخص أمة الأربعين لينفضَّ عقد الولاء والبيعة لوعد السماء المنتظر، ذلك الذي يعرفونه أكثر مما يعرفون أنفسهم وأبنائهم.

ولهم في فتوى الدفاع المقدس درساً بليغاً لن ينسوه أبدا …

إذاً كأمة مُمهدة منتظرة على عاتقنا جميعاً تقع مسؤولية شرعية كبرى في البحث والتدقيق والإستقصاء وتتبع منظومة علامات الظهور المقدس التي أخبرنا بها أئمة الهدى صلوات ربي عليهم، كي نكون جاهزين وعلى أهبة الإستعداد لنداء السماء والنصرة والاخذ بثأر كربلاء تحت قيادة يوسف الزهراء… ذلك الأزهر الذي طال انتظاره.

ويبقى الاربعينيّون ثابتون على العهد والوعد وشوكة في أحداق أعداء الله والمذهب الحق، وجنوداً مجنَّدة بإنتظار قيام قائم آل محمد أرواحنا لتراب مقدمه الفداء. فكربلاء حسينية الوجود مهدوية الثأر … على يد ذلك الذي يرونه بعيداً ونراه قريبا.

اللهم عجل لوليك الفرج والمكنة والعافية والنصر…

ولعنة الله على الظالمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك