المقالات

( انما العبرة بالخواتيم )


 انما العبرة بالخواتيم..!

د. ظفر التميمي ||

السلام عليكم جميعا /

تقترب شعائر الزيارة الاربعينية من نهايتها بعد أيام قلائل في عراق الحسين  (عليه السلام ) ،حيث الحرارة في قلوب المومنين لا تنطفىء ، وحيث العدو الكامن لنا ما بين صفوفنا وهو الاخطر يترقب الزلة ، اما عدونا الذي نعرفه خارج الحدود ، فهو يمتلك من الوسائل ما يجعله ينظر بعين الاستهزاء للشعب العراقي لتمسكه بثوابته الدينية ولاحيائه شعائر مر  عليها اكثر من الف عام . فيا ترى ما هي الدروس المتوخاة من هذه الواقعة العظيمة التي ذكرت في بطون امهات الكتب واشارت اليها الرسالات السماوية بشكل غير مباشر ، وكيف لنا ان نجمع ما بين الاحداث الدينية وقرائتنا لها وفق العقيدة الاسلامية وعلى أساس منهج ال البيت ( عليهم السلام ) ، وما بين الوقائع السياسية التي تجري على الأرض ؟ وكيف ستكون الفائدة من كل ذلك ؟

ان اختيار ارض الرافدين لملحمة الطف انما هو تسلسل للأحداث العظيمة التي جرت على يد الانبياء والرسل والموجهة لعباده في ارشادهم لاتباع طريق الحق ونصرة المظلوم والضرب على يد الظالم ، فمنذ فجر الناريخ ودورة الاحداث والحياة تعيد نفسها تحت مسميات عدة وباوجه مختلفة ، ولان العراق هذه الارض التي بدا منها التاريخ وفيها سينتهي كما اقول دائما ، فهو الاجدر بحمل الرسالة الالهية  لتميز شعبه عن باقي الشعوب ، وان انتظار الامام المهدي ( عجل الله فرجه الشريف ) هو التكملة الطبيعية للاحداث من الناحية الدينية  ، وان الله جل في علاه سيختبرنا مرارا وتكرارا حتى يتبين له من الثابت على الحق ومن الذي يركن لحب الحياة والباطل ، فاول دروسنا هي ان لا تكون عباداتنا مجرد اداء روتيني ، بل ان تكون نابعة من القلب ، وان نبتعد عن النفاق في ولائنا لمنهج ال البيت ( عليهم السلام) ، فلو حدث اي طارىء لا سامح الله ، فمن سيقف مضحيا بكل ما يملك في سبيل الحق ، ام اننا سنرى البعث يولد من جديد في قلوب المنافقين ؟ 

ولمن يقول لماذا العراق بالتحديد ، فاجيب عليه بالقول ، ان ارض العراق شهدت اغلب القصص لانبياء كثر  وكانت رسالاتهم تمهيدا ليوم الوعد الالهي ، ولذا اقول لمن يتذمر مما يجري ، ويعتقد بان العراق قد اختار السير في طريق مختلف لاغلب دول العالم ، وان شعائر بيت ال النبوة هي دليل على التخلف الثقافي ، فليغادر العراق غير ماسوف عليه ، فهذه ارادة الله في الاختيار وليس من ارادات البشر .  

ان معظم الاحداث السياسية الجارية في العراق ترتبط باطار ديني ، وقد تم استغلال ذلك من قبل العدو لاظهار وجود حالة من التخلف والانغلاق يعيشها الشعب العراقي كل عام مع احداث عاشوراء  ،  في حين قد لا يعلم الكثيرون بان الغرب يمتلك مراكز ومؤسسات لصنع القرار قائمة في اعمالها على الفكر الصهيونى في قراءته للتوراة والانجيل المحرفين اصلا ، وبالتالي فان الفكر الصهيوني يدرك الخطورة في استعداء اهل العراق ، وهذه النقطة تحديدا تحتاج الى الكثير من الشرح الذي لن ادخل في تفاصيله هنا ، وربما في مقال آخر ابين للقارىء بعض التفاصيل . 

فيا اهل العراق ، ان على من ينادي بحب الحسين ( عليه السلام ) ان يكون صادقا ، وان هذه الجموع المليونية عليها ان تدرك الخطر القادم ، وان التعاون والتكاتف هو الطريق الامثل لمقاومة العدو ايا كان ، وان العبرة بالخواتيم ، فالعدو لا يهاب الكثرة ولكنه يهاب القوة النابعة من الايمان ، وعلى قادة العراق ، ان يحسنوا التعلم من منهج الحسين ( عليه السلام) ، فهو كان منفردا يبث الرعب في قلوب اعداء الله بايمانه ، وهم على كثرتهم كانوا خائفين ، اذا فالحذر كل الحذر من استغلال تلك الايام المهيبة في عدم التذكر والعبرة ، اننا بحاجة الى دمعة تنزل في سبيل الحسين ( عليه السلام) لتستقر في القلب وتذكرنا بان كل شيء يتغير وان لا ثابت في السياسة ولا حتى في الإيمان  .

ودمتم بخير  .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك