المقالات

وقفة مع الاعلامي عدنان الطائي


رياض سعد ||

 

البعض منا يدافع عمن لا يستحق الدفاع ؛ ويصب جام غضبه على الاصوات الوطنية والآراء الحرة , وان كان هذا البعض معذور فيما يذهب اليه ؛ لأنه يأخذ اجرا على محاربته للحق وتفنيده للصدق وخلطه للأوراق .

فلا يظن احدا ان هؤلاء الاعلاميون والكتاب والمثقفون لا يعرفون الحق او لا يستطيعون التمييز بين الخير والشر ؛ والصالح والطالح , انهم يعرفون ذلك اكثر منك ومني الا انهم مرتزقة ومأجورون ؛ باعوا شرفهم و وطنهم بثمن بخس , والمصيبة ان هذه الشرذمة من المرتزقة تتدعي الوطنية وترفع شعارات محاربة ومكافحة العملاء والفاسدين والسراق والظالمين ؛ وحالتهم هذه تذكرني بالمثل القائل : ((  غراب يكول لغراب وجهك اسود  )) .

ولعل الاعلامي عدنان الطائي يعد من مصاديق كلامنا السابق ؛ فهو يعمل في قناة فضائية يديرها احد رؤوس الاجرام والارهاب والفساد ؛ الا وهو الطائفي خميس الخنجر والمعروف بعدائه للأغلبية العراقية الاصيلة والتجربة الديمقراطية والعملية السياسية الجديدة , والمتهم بارتكاب العديد من العمليات الارهابية في العراق , والمتواطئ مع الاتراك ؛ حتى ان مقر قناته هذه في تركيا , واللافت في الامر ان الاعلامي عدنان الطائي لا تثيره الاعتداءات التركية او الكويتية على الاراضي العراقية ولا تستفزه التدخلات الامريكية في الشأن العراقي ؛ بقدر ما يجن جنونه من الاحزاب الشيعية والحشد الشعبي والحكومة العراقية ؛ وفي احدى المرات وانا اتابع احدى حلقاته , واذ به يلتقي بالوطني الغيور الاعلامي الشريف والعراقي الاصيل كريم بدر ؛ محاولا الاستهزاء بما يطرحه , والتقليل من شأنه بطريقة تنم عن حقارة وعمالة وخيانة لا تنطلي على الباحث الخبير ولا المتابع البصير ؛ وقد هاجم كعادته مشروع طريق الحرير الصيني ... .

لعل البعض يسأل ما الذي دعاني للكتابة عنه والتحدث حوله الان ؟

هفوات هذا الاعلامي كثيرة وسقطاته اكثر ؛ وجل من لا يخطئ ؛ الا ان السيل بلغ الزبى ؛ والسكوت عنه اضحى مرفوضا ؛ والرد عليه واجبا ؛ فقد عرضت قناة utv) ) الفضائية في برنامج ( الحق يقال )  ؛ بتاريخ 14 /8/ 2023حلقة بعنوان : ( السفيرة تعود لتكملة المشوار والاطار يلف ويدور حول الاحتلال ) وتكلم الضيوف عن هذا الموضوع ؛ وقال احد الضيوف وهو :  وعد قدو  عضو لجنة الامن والدفاع  – في الدقيقة 27 -  : (( العلاقة بين الحكومة العراقية والامريكان  هي علاقة اجبارية , ابتدأت من عام 2003 ودخلت في مراحل تارة اجبارية , و  تارة تفاوضية , لكن بالمضمون او بالمعنى الحقيقي وجود القوات الامريكية وجود اجباري في العراق  يعني غصبا علينا , اسالك سؤال اليوم  : هل   الشعب العراقي  راضي عن وجود قاعدة  عين الاسد  الامريكية في الانبار  ؟  لا بالتأكيد , الشعب العراقي لا يطمح  لوجود اي قوة اجنبية على  الاراضي العراقية , باعتبار ان  اليوم : الشعب والحكومة  يرفض الوجود الأجنبي على الاراضي العراقية . ))

فقاطعه المدعو عدنان الطائي معارضا وممتعضا ؛ اذ قال : ((  منو كلك هل المعلومة , , مو كلك الشعب العراقي مهتم بالأمريكان والوجود الامريكي  , منو كلك الشعب العراقي مهتم بهذا الموضوع , الشعب العراقي يا سيدي ضايج من نور زهير , ضايج من هاي الناس ال جاي تبوك الاراضي والبساتين , ضايج مثلا الكهرباء ما عنده , ضايج من مليشيات جاي ايطبون ويلعبون ... وين شايفين الامريكان  ... )) .

الاعلامي الشريف هو من يلتزم بالصدق والحيادية والموضوعية , ويرفض التحزب او التحيز او الانجراف خلف المغريات لتغيير قناعات الناس بالباطل والدجل والتزييف ... ؛ والاعلامي الوطني هو من يدافع عن مصالح الوطن العليا والمواطنين , ويكشف لهم الحقائق ويبين لهم حقيقة الاحداث والوقائع , ويشهر قلمه ويرقع صوته ضد الاجانب الغازين والغرباء المحتلين والعملاء الفاسدين , ويكشف مخططات الاعداء ويسلط الاضواء على ما يحاك من مؤامرات تستهدف الوطن والمواطن ؛ فالإعلام الحقيقي يعني المعارضة لكل ما هو اجنبي ويستهدف وحدة وتراب وثروات الوطن , ومهمة الاعلامي الوطني بث الروح الوطنية في نفوس الناس وحثهم على مقارعة الغازين وطرد المحتلين .

لأول مرة اشاهد اعلامي عراقي - خلال هذا العام  - يدعي ان الشعب العراقي يرحب بالاحتلال الاجنبي والقواعد الامريكية, هذا الشعب العظيم والمعروف ببغضه لكل ما هو اجنبي وكرهه لكل الغزاة والمحتلين ومقارعته ومقاومته للظالمين والحاكمين ؛ يدعي هذا المرتزق ان العراقيين غير مهتمين بالقواعد الامريكية ولا بالسيادة الوطنية ؛ والاحتلال والاستقلال عندهم سيان ؟!

وكعادته في خلط الاوراق والضحك على الذقون ؛ ربط مسالة الاحتلال بالواقع الامني والخدمي ؛ نعم كلنا نطالب بالخدمات والامن وسيادة القانون والتطور والازدهار ... الخ ؛ لكن هذا لا يعني اننا نغض الطرف عن الاحتلال او انتهاك سيادة واستقلال العراق من خلال انتشار القوات الاجنبية والقواعد الامريكية ؛ ففي الحياة مهم واهم ؛ ولعل سيادة واستقلال وكرامة الوطن اعلى واغلى من كل شيء ؛ وهل من الممكن ان يعيش المواطن بسعادة وحرية وكرامة في وطنه المحتل وتحت حراب الاجانب المحتلين والغزاة السارقين ؟!

فما علاقة نور زهير بما نحن فيه ؟ الحلقة تتحدث عن التدخلات الامريكية في شؤون البلاد والقواعد العسكرية والتحركات الاجنبية , ما دخل هذه التصرفات الفردية والسلوكيات المنحرفة اليومية لهذا الشخص او ذاك او تلك المجموعة بهذه المواضيع الحساسة والمصيرية ؟!

فهل من المنطقي والمعقول ان نغض الطرف عن الامريكان ؛ لان نور زهير سرق او لأجل اعتداء الفصيل الفلاني على البستان العلاني ؟!

كلنا نعرف بأن الامريكان والانكليز هم السبب في كل ما يحدث ؛ فهم من جاؤا بالبعثيين والمجرمين والذين منهم حرامي بغداد الشهير سارق الاراضي والبساتين خيري طلفاح ومن لف لفه من التكارتة ؛ وكذلك هم من جاؤا بالكاظمي ونور زهير وسلطوهم على الممتلكات العامة وسمحوا لهم بذلك ؛ فلماذا يحاول الاعلامي عدنان الطائي اللف والدوران للتشويش على المشاهد العراقي ؛ لو كان هنالك انصاف لكان الطائي ملك اللف والدوران وليس الاطار كما يدعي في عنوان الحلقة  ؛ فهو مراوغ مكار كالثعلب  ؛ الم يقرئ الطائي هذه الآية القرآنية : ((ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا  )) ينبغي ان لا تدفعك عداوتك للاطار او الاغلبية العراقية او التجربة السياسية ؛ على ترك قول الحق والانصاف , فهل من الحق والوطنية والشرف ايها الطائي ان ترحب بالاحتلال وتبرر وجوده وتستهزئ بالمطالبين برحيله وتهون من الامر وتقارنه بملفات خدمية وامنية ؛ انت تعلم والكل يعلم ان الامريكان هم السبب فيها ... ؛ ولو سلمنا جدلا ان العراقيين يرحبون بالقوات الاجنبية والقواعد العسكرية ويفضلون الاحتلال على الاستقلال والعمالة والخيانة على الوطنية ومقاومة الغزاة ... ؛ فماذا يكون واجبك الوطني ايها الطائي وقتها , هل تفعل كما يفعلون , ام تزرع فيهم الشعور الوطني والايمان بالوطن والسعي لتحريره والعمل على استقلاله ...؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك