المقالات

إستراتيجية المقاومة السياسية


محمد الياسري ||

 

شكلت قوى المقاومة العراقية تحالفاً سياسياً بزعامة الحاج هادي العامري لدخول المعترك الانتخابي كما انضمت بعض القوى الوطنية للتحالف لايمانها برسالة التحالف الوطنية وثوابته القيمية والدينية.

تشكل فصائل المقاومة قوة نوعية على المستوى العسكري وقد اثبتت جدارتها سواء في مقارعة النظام المقبور والتصدي للاحتلال الاميركي ومواجهة عصابات داعش الارهابية وشكلت انموذجا في حرب الاستقلال والتحرير

اما على المستوى السياسي وهذا لايقل شأنا عن الملف الامني مما جعل قوى المقاومة تنظم اوراقها استعدادا للمعترك والهدف واضح كما اعلنه وكرره دائما الحاج العامري بان الهدف الحقيقي لوجود تلك القوى في السلطة هو "الخدمة الوطنية" وهذا يمثل التزام حقيقي باعتبار ان اغلب القوى في تحالف نبني اشتركت بتحالف الفتح سابقا وايضا بعض القوى وفي مقدمتها منظمة بدر قد شاركت في العملية السياسية منذ سقوط النظام المقبور وقدمت مشاريع عملاقة مثل ميناء الفاو الكبير وعملت على تحقيقه واليوم يعتبر حاضرة عملاقة وينتظر الجميع اكتماله لما له من اثر في تغيير الواقع الاقتصادي للبلاد

الاستراتيجية السياسية لتحالف نبني قائمة على اساس انهاء الوجود الاجنبي وتقديم الخدمات للمواطن والبناء الثقافي للانسان والمحافظة على الثوابت الدينية والقيم المجتمعية وقد جاء ذلك بشكل مفصل ودقيق في برنامج التحالف ...

والسؤال لماذا يؤكد التحالف على الخدمات في هذه المرحلة؟

لان الانتخابات المقبلة هي انتخابات محلية وباعتبار ان مجالس المحافظات تمثل الحلقة الاقرب للمواطنين وماتقدمه مجالس المحافظات من خدمات يتلمسه المواطن بشكل مباشر وبذلك يمثل اول حلقة من حلقات اعادة الثقة بين الشعب والطبقة السياسية والتي غابت في الفترة السابقة نتيجة الاخطاء السياسية وماسببته من فوضى وخطر على وضع البلاد .. وهنا جاءت استراتيجية التحالف السياسية التي تعتقد ان غياب الثقة بين المواطن والمسؤول يفتح الباب امام التدخلات الخارجية ويفسح المجال لقوى معادية للعراق ان توجد لها موطئ قدم وتستهدف النظام السياسي والشعب العراقي بشكل عام كما انه يمثل خطرا في استمرار الهيمنة الاجنبية عبر المنظمات الغربية التي تدخل تحت عناوين متعددة وخصوصا بعد تبني الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية لثقافة الشذوذ والمثلية وتسعى لنشرها في المجتمعات الاسلامية وفي مقدمتها العراق وهذا ما جعل قوى المقاومة ان تشكل تحالفا بهدف ردم الفجوة الحاصلة من خلال اعادة الثقة عبر تقديم الخدمات الحقيقية للمواطن كما نجحت في السابق في ازمة كورونا بتهيئة جميع المستلزمات الصحية طيلة فترة انتشار الوباء حتى تمت السيطرة عليه وكذلك في قطاع التربية حيث تحركت القوى بالمساهمة في تهيئة الرحلات المدرسية والمساهمة في اعادة تأهيل المدارس بجهد ذاتي وهذا ما تلمسه المواطن بشكل عملي بعيدا عن مزايدات الاخرين

من النقاط الجوهرية في استراتيجية التحالف السياسية هو تحديد السياسة العامة للبلاد سواء على المستوى الدولي فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية بشكل يحدد طبيعة العلاقة مع الدول ومصالح العراق مع القوى الاقليمية والدولية

مثلما شكل الحشد الشعبي كقوة امنية ضامنة من التهديدات الامنية فان تحالف نبني يمثل ضمانة سياسية لمواجهة ماتفرضه القوى الغربية من سياسات على العراق من خلال الضغوط والتهديدات عبر رفع سعر الدولار من جهة ومنع العراق من تسديد ديونه المتعلقة باستيراد الغاز مما سبب ازمة في قطاع الكهرباء وكذلك في ملف ترسيم الحدود الكويتية والاتهامات المتبادلة بين بعض الاطراف التي عقدت المشهد بسبب ممارسة بعض الشخصيات للكذب ونشر الاخبار المظللة استعدادا للمعترك الانتخابية وتهييج الجمهور رغم ان وزراء التحالف في حكومة السوداني وفي مقدمتهم وزير النقل اول من تصدى لمشروع الترسيم وخاطب وزارة الخارجية لاجل مفاتحة مجلس الامن بضرورة اعادة تشكيل لجنة ترسيم الحدود مع الكويت وتاكيد السيد وزير النقل على ضرورة عدم تطبيق القرار 833 الجائر لما يسببه من اثر وخنق العراق اقتصاديا

الاستراتيجية السياسية تعتمد على رسم سياسة عامة للبلاد سواء على المستوى الداخلي والخارجي ودعم قطاع الخدمات من خلال قوى سياسية لديها برنامج مشترك ويدعم الوطنيين ويتصدى لمحاولات التشويه والاكاذيب من خلال سحب الذرائع من هؤلاء عبر اعادة الثقة والمحافظة على القيم الاخلاقية والدينية للمجتمع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك