المقالات

العراق بين داعش العسكر وداعش الجندر …


علي السراي ||

 

يقيناً أن ما يخوضه غيارى العراق اليوم من حرب ضروس دفاعاً عن الدين والغيرة والشرف هو قبس من شعاع كربلاء، وإمتداد لصرخة إمامهم أبي الاحرار الحسين صلوات ربي عليه حين أعلن الخطوط العريضة لثورته الخالدة (( إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي،

أريد أن آمر المعروف وأنهي عن المنكر ))…

إذاً فحربُنا كشعب مسلم محافظ هي حرب أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وأيٌّ منكر بأكبر وأدهى وأعظم من تغيير خلق الله والفطرة الإنسانية السليمة وتحطيم منظومة القيّم والاخلاق ونشر الرذيلة في كل بيت وركن وزاوية؟  وإبدالها بدين جديد يدعو إلى الرذيلة والسقوط والانحدار الذي لاقرار له.

لقد كانت حربُنا ضد داعش الاستكبار العالمي دموية مريرة وقاسية، بعد أن شارف العدو فيها على أسوار بغداد وبات يهدد أمنها بالصميم، بل واستيقن الجميع

أن النهاية قد حلت، فهرب من هرب، وغدرَ من غدر، وخان من خان،وخلع رتبته وبدلته العسكرية واستبدلها بزي النساء من خلع، حتى وصلت القلوب الحناجر ولم يبقى في سوح المواجهة والطعان أحد...  في تلك اللحظات العصيبة التي قِيل فيها للعراق وشعبه إذهب أنت وربك فقاتلا إنا لداعش داعمون، تناخى لها سيّدٌ هاشميُّ حُسيني سيستانيٌ ذو نجدةٍ وحفيظةٍ، فعَلَا سِنامُها بفتوى حيدرية علوية زلزل بها أركان الإستكبار العالمي وطوح بمخططهم وحطم دواعشهم وركس راياتهم وسقى أخرهم بكأس أولهم مُرّ الهزيمة علقما، فاستنقذ بحشد أحفاد أصحاب الحسين العراق وأرضه وشعبه ومقدساته من فم الشيطان، أولائك الذين أعادوا لنا صولات عابسٍ وحبيبٍ وزُهير في عرصات كربلاء الشرف والاباء …

إلا أن معركتنا اليوم هي الأهم والأقوى والأعظم , بل وأكاد أجزم أن معركة داعش الجندر أخطر من معركة داعش العسكر، فهولاء يُشكلون تهديد فعلي وجودي للعراق و غزو أخلاقي في عقر داره ولابد لنا جميعاً من التصدي لهم مهما كان الثمن ،  وهنا أوجه النداء إلى الشعب العراقي وخاصة الشيعة منهم وأقول… أما اليوم فالحكومة شيعية ومعروفة بحرصها على دماء ووحدة وكرامة ودين الشعب وأخلاقه وقيّمه دون تمييز بين طرف وأخر وليس كما كان المجرم المقبور صدام يفعل. ولكني أقول من مِنكُم يضمن لنا صروف الدهر وتقلب الايام ونحن نعيش عصر الفتن والمؤامرات الخسيسة التي يحيكها أعداء العراق ومنها ( الجندريون) في الداخل والخارج ؟

ألم نتَّعظ من دواعش الداخل وكيف خانوا وغدروا وأدخلونا المحرقة وكاد العراق أن يُنحر لولا الله والفتوى والحشد المقدس؟ ولهذا على كل مؤمن حر غيور شريف وكل وطني منصف مخلص صاحب ضمير حي، ان يتنكب سلاح مواجهة الغزو ((  الجندري )) الجديد لحماية وطننا وديننا واخلاقنا وبيوتنا وعوائلنا من هذا الوباء الاسود القاتل الذي يهدد قيّمنا بالصميم.

وأخيراً أوجه كلامي إلى خفافيش الظلام وجيوشهم المنحرفة الذين تخلوا عن الغيرة والشرف وأبدلوها بمفردات الرذيلة والسقوط الخُلقي والأخلاقي في عراق علي والحسين ونقول لهم .  وإن عراقاً فديناه بدماء قادة عِظام كقادة النصر وقوافل من شهداء العقيدة التحقت بقافلة كربلاء الحسين تهون الدنيا بأجمعها ولن يهون أو يكون موطناً ومرتعاً (( لجندر الاستكبار العالمي ))  وفينا عِرق شرفٍ وغيرةٍ ينبض…

فما خسروه بداعش العسكر … لن يربحوه بداعش (( الجندر )) وإن غداً لناظره قريب والله أكبر

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك